في حال تم استطلاع التفاعل الصيداوي أمس على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد يظهر أن وسمَي «صالح إن حكى» و«أصدقاء صالح شحادة» هما «ترند» المشهد في بوابة الجنوب، الذي عاد ليتكهرب بعد أسبوع على جريمة مقتل شابين على خلفية اشتباك بين صاحبَي مولدات كهربائية، هما صالح شحادة ووليد الصديق.
كوادر وعناصر في التنظيم الشعبي الناصري تولوا الترويج لشريط تسجيلي مدته ثلث ساعة يظهر فيه شحادة (المتواري عن الأنظار بسبب تورط شقيقه ونجله وموظفين اثنين يعملان معه في إطلاق النار في مقهى أدى إلى مقتل الصيداويين إبراهيم الجنزوري وسراج الأسود) يجلس خلف مكتب ومن ورائه خلفية بيضاء. مرتدياً الأسود، عزّى شحادة بالشابين، واصفاً إياهما بـ«الشهيدين». وأكد أن «لا مشكلة لي معهما وهما رفيقا الطفولة والجبهة في شرقي صيدا ضد إسرائيل وعملائها». حرص على التوضيح أنه لا ينتمي إلى حزب الله، بل هو «ابن التنظيم»، أي التنظيم الشعبي الناصري. إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود الذي اتهم رئيس التنظيم النائب السابق أسامة سعد بتغطية شحادة وإيوائه، والمتهم بدوره بدعم الصديق، نال كمّاً كافياً من انتقادات شحادة. «ليس صحيحاً كما قال الشيخ ماهر»، و«هذا الكلام عيب بحقك يا شيخ»، و«نحن لم نعتدِ على أحد يا شيخ»، و«من جاء بالعميل أبو عريضة إلى ساحة الإشكال، أنا أو الصديق؟». عبارات صوّبها المتواري على رفيق المحور الوطني في صيدا، لكنه أطلق من خلالها الرصاص على التسوية التي توصلت إليها سرايا المقاومة قبل أيام لتهدئة الجبهات المشتعلة بين سعد وحمود وقواعدهما.
حمود: الدكتور أسامة أخطأ في تغريدته لكنه يبقى حليفنا وصديقنا ومرشحنا
يوم الجمعة الفائت، اشتكى رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، في مؤتمر صحافي، من تهميش الدولة لحقوق الصيداويين، معيداً تثبيت بوصلة بوابة الجنوب نحو فلسطين والمقاومة. وفي خطبة الجمعة، ربط حمود بين عاشوراء ومقاومة العدو الإسرائيلي، مروراً بصيدا. وبين هذا وذاك، كان مناصرو أحمد الأسير وأهالي المحكومين في قضية أحداث عبرا يعتصمون في باحة مسجد الزعتري تنديداً بـ«الأحكام الظالمة والقاسية»، بحسب وصف النائبة بهية الحريري، وبـ«مظلومية أهل السنّة»، وفق شعار الجماعة الإسلامية. أما على جبهة «فايسبوك»، فقد هدأت حملات «الناصري» ضد حمود بإيعاز من سعد.
الوصف المضلل الذي نقل عن الجريمة سمح لجهات عدة بالعبث بالمساحة المشتركة بين سعد وحمود، حتى كادت تنسي صيدا انقسامها «العقائدي» بين محور تيار المستقبل وحلفائه ومحور التنظيم والقوى الوطنية. ورغم أن لا علاقة مباشرة لأي من القوى السياسية بما حصل، إلا أن انتماء الضحيتين (اللذين كانا موجودين بالصدفة في مكان إطلاق النار) إلى سرايا المقاومة، شكّل فرصة لتأليب الحلفاء بعضهم على البعض الآخر. سعد غرّد منتقداً «فتوى المتبجّحين التي تحمي مافيات المولدات وبعض السلاح»، ما حدا بحمود للرد باتهامه بـ«حماية شحادة». المتضرر الأول من الاشتباك كان سرايا المقاومة التي فقدت اثنين من قيادييها المحليين، فدخلت على خط التهدئة بين حليفيها في بوابة الجنوب. حمود وصف الضحيتين بـ«الشهيدين المغدورين اللذين قتلا من دون ذنب ولم يكونا في مهمة أمنية أو عسكرية». وعن سعد قال حمود: «أخونا الدكتور أسامة أخطأ في تغريدته بالإشارة إلينا من خلال «فتاوى المتبجّحين»، لكنه يبقى حليفنا وصديقنا ومرشحنا، وما حصل أمر عارض ينتهي في وقته».
أما سعد، فقد أوضح أن «الهدف الأساسي الذي نعمل من أجله في هذا الوقت وفي هذا المؤتمر الصحافي هو وقف التداعيات السلبية التي نجمت عن أحداث ليل الإثنين، ووضع حدّ لذيولها كي تستطيع صيدا استعادة أجوائها الطبيعية». ودعا إلى «توقيف كل المشاركين في الأحداث واستكمال التحقيقات من دون أي تأخير، وتقديم المتورطين إلى المحاكمة، ومحاسبة كل من شارك في إطلاق النار وتسبب في سقوط الضحايا وشارك في أعمال الشغب والتعدي على الممتلكات». وتوقف عند «محاولات التوظيف السياسي لما جرى خدمة لغايات سياسية فئوية خاصة، أدت إلى توتير الأجواء وساهمت في تضييع التحقيق في ما جرى وأسبابه وحرفه عن مساره الأصلي باتجاه الصراعات السياسية».
وكانت عائلتا الضحيتين قد وضعتا حداً للتوظيف السياسي ضد الحلفاء. في بيان، أكدتا أن «لا علاقة لحمود أو سعد أو السرايا بالحادث»، معربتين عن استيائهما ممّا صدر عن سياسيين من مواقف غير مسؤولة تنبع من استغلال سياسي وانتخابي رخيص، «ونعتبر اتصال التعزية من (الأمين العام لتيار المستقبل) أحمد الحريري و(المسؤول السياسي للجماعة في صيدا) بسام حمود تراجعاً عن مواقف من يمثلان ويجعلنا نتجاوز المواقف والبيانات التي صدرت». إشارة إلى أن كلاً من النائبة الحريري والجماعة قادتا حملة ضد ما وصفوه بـ«سرايا وسلاح المولدات»، مستثمرين الحادثة لإعادة التصويب على ملف «سرايا المقاومة» في صيدا.