وجّه التيار الوطني الحر ضربة قاضية للنائب ميشال المر مع سحب المرشح سركيس سركيس من صفوفه، تمهيداً لضمّه الى اللائحة العونية. هكذا يقف “أبو الياس” وحيداً، على مسافة أسبوع من إقفال باب تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية
انشغل الجمهور العوني في المتن الشمالي، أمس، بصورة قرد يحمل رزمة من المال، نشرها النائب العوني نبيل نقولا على صفحته الفايسبوكية مع تعليق: “يا آخد القرد ع مالو بيروح المال وبيضلّ القرد ع حالو. وإذا حمّلت الحمار مال ما بيصير إنسان. يللي بيشتريك بدولار بيبيعك بليرة”.
تزامن النشر مع رواج خبر مفاده انتقال المرشح الماروني في المتن الشمالي سركيس سركيس من لائحة النائب ميشال المر الى لائحة التيار الوطني الحر، حيث من المرجح أن يحل سركيس محل نبيل نقولا. لاحقاً، حذف النائب المتني الصورة عن حسابه، مبرراً الأمر بأن تعليقه على الصورة فُسّر بشكل غير صحيح.
سركيس نفسه ينتظر أن يبلغ المر، في الساعات المقبلة قراره بالانسحاب من لائحته رسمياً تمهيداً لانضمامه الى لائحة التيار الوطني الحر ــ الحزب القومي ــ الطاشناق. سركيس، وفي اتصال مع “الأخبار”، تحفظ عن التعليق على المجريات الانتخابية، مشيراً الى أنه سيحسم أمره يوم غد (اليوم)، لكنه من جهة أخرى حسم بأنه سيزور المر اليوم، وقال: «طالع شقّ عدولتو». وعما إذا كان الكلام عن انسحابه نهائياً من السباق الانتخابي صحيحاً، أجاب سركيس: «أفيش شي من هالحكي».
نجح التيار الوطني الحر في تحقيق ما كان يجب أن يقوم به عند عودة رئيس الجمهورية ميشال عون الى لبنان في عام 2005 وهو: إنهاء ظاهرة “أبو الياس”. فعلياً، خلخل العونيون أعمدة ميشال المر حتى بات عاجزاً عن تأليف اللائحة المشتهاة. كانت لائحة الأخير قيد التشكل وتضم، وفق السائد متنياً، سركيس وكورين ابنة رئيس بلدية ضبية قبلان الأشقر، وجان بو جودة ووليد خوري عن المقاعد المارونية، والعوني السابق جورج عبود عن المقعد الكاثوليكي. لم تصمد اللائحة طويلاً بعدما تمكن التيار من استمالة كورين الأشقر وسركيس الى لائحته.
في المعلومات، أن ابنة “الريّس قبلان” ستلتحق بالصفوف العونية هي الأخرى، الهدف عونياً، “هو توحيد أصوات آل الأشقر على اعتبار أن كورين والمرشح القومي غسان الأشقر يتشاركان أصوات العائلة نفسها”. قبيل ذلك، كان جان بو جودة قد اعتذر من المر، واضعاً نفسه في تصرف التيار. ومنذ أسبوع فقط، سحب وليد خوري ترشحه بعدما تبين له أن “فرصة حصول تغيير نوعي للعمل النيابي في دائرتنا (المتن) ضئيلة جداً”. بعد ذلك، لم يبق للمر سوى ميشال المر نفسه والمرشح الكاثوليكي جورج عبود الذي يحكى أن “دولته” استبدله بمرشح آخر هو رئيس إقليم الكتائب السابق في المتن جورج قسيس؛ على اعتبار أن الأخير قادر على استمالة بعض الأصوات الكتائبية وناشط في القضاء منذ أكثر من عشر سنوات.
مع هذه التطورات المتسارعة، لم يعد “الزعيم” قادراً على تشكيل لائحة قبيل أسبوع من تاريخ انتهاء مهلة إعلان اللوائح، الأمر الذي يطرح علامة استفهام حول إكمال المر السباق بلائحة مكتملة أو حتى ناقصة لا أسماء محسومة عليها سوى اسمه. وحتى في حال نجاحه في تشريجها بمرشحين “كمالة عدد”، يتوقع أن تكون هكذا لائحة بنتائجها المحسومة سلفاً لا تعني خسارة مدوية فقط، بل نهاية مأسوية لظاهرة ميشال المر صانع اللوائح وبيضة القبان التي تتقاتل عليها الأحزاب في المتن.
يذكر أن لائحة التيار الحر تفتقر الى مرشحين مارونيين وهي تضم حتى الآن: إبراهيم كنعان (ماروني)، غسان الأشقر (ماروني)، إلياس بو صعب (أرثوذكسي)، غسان مخيبر (أرثوذكسي)، إدغار معلوف (كاثوليكي)، هاغوب بقرادونيان (أرمن أرثوذكس). وعليه بدأ بو صعب، بتكليف من جبران باسيل، مشاورات مكثفة على قاعدة أن اللائحة لا تتحمل أكثر من ثلاثة حزبيين لأنها ستشتت الأصوات العونية، لذلك ــ تضيف المعلومات ــ أن إبقاء نبيل نقولا في اللائحة صار أمراً مستبعداً. كذلك سحب اسم جان بو جودة من التداول لأن “من غير المنطقي أن ينتمي مرشحان من اللائحة الى البلدة نفسها، أي إبراهيم كنعان وبو جودة”. كما انخفضت حظوظ المحامي نصري نصري لحود بسبب بروز “فيتوات” عونية داخلية عليه من جهة، وبسبب خلافه مع ابن عمه إميل إميل لحود من جهة ثانية. في هذا السياق، تم تداول اسم المرشح الماروني أديب طعمة، وهو ليس حزبياً ومقرب من “الحراك المدني”.
وتقوم الاستراتيجية العونية، بحسب المصادر، على رفع حظوظ الفوز من 4 نواب إلى 5 نواب. فالأرقام تفيد بأن التيار الوطني الحر “نال 48 ألف صوت في الانتخابات الماضية وسترتفع أصواته الى 50 ألفاً في الانتخابات المقبلة بالحدّ الأدنى. ومن شأن انضمام سركيس سركيس زيادة نحو 3 آلاف صوت، إضافة الى ألف صوت من كورين الأشقر، ليصبح المجموع نحو 54 ألفاً”، حسب الماكينة الانتخابية العونية التي تتوقع أن تنخفض العتبة الى ما دون الـ 11 ألف صوت، وبإمكان التيار بالتالي الفوز بخمسة مقاعد. وقد يصل الربح الى ستة حتى مع ضمان فوز الكتائب بمقعدين من أصل ثمانية مقاعد في أفضل الأحوال، ومع التسليم بعدم قدرة الآخرين (القوات والمر والحراك المدني) على بلوغ الحاصل”.