حسناً فعل الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن طمأننا بأنّه «ستكون لدينا مشكلة مع رعاية إيران للإرهاب أو تنظيمات مثل حزب الله اللبناني»، وكأن هذه المشكلة مستقبليّة مثلاً وليست قائمة منذ أربعة عقود، وكأن أميركا لم تدفع ثمن الإرهاب الإيراني في لبنان تفجيراً لسفارتها، ولا تفجيراً لمقرّ جنودها المارينز، ومن المفيد أن نتأمل في رئيس أميركا «الأخلاقيّة» باراك أوباما يعرف أنّ إيران «راعية الإرهاب» في المنطقة وتدعم تنظيمات إرهابيّة، ثم يمضي سنوات في التفاوض مع دولة إرهابيّة!!
وحسناً فعل باراك أوباما عندما طمأننا بالأمس بأنّ «لا نراهن على مساهمة إيران بحل أزمة سوريا ووقف دعمها لحزب الله»، وهذا شبه إعلان واضح من أوباما بأن عمر التقتيل في الشعب السوري طويل، بصرف النظر عن ادّعائه أن حل الأزمة السورية يساعد في حلها روسيا، وتركيا، ودول الخليج، متجاهلاً أنه منع تركيا من التدخل لإقامة منطقة عازلة، وأن روسيا حليفة بشار وأكبر حماته منذ اندلاع الثورة، وأن دول الخليج حالها كحال المثل الشعب: «جبتك يا عبد المعين تعينّي لقيتك يا عبد المعين تنعان»!!
وقد يكون من المفيد أن نتساءل كيف ادّعى باراك أوباما أمس أنّ «هذا الاتفاق يجعل العالم أكثر أمانا وعدم وجوده كان سيؤدي لتداعيات خطيرة»، فيما رعاية إيران للإرهاب مستمرّة؟ وكيف كانت «تهديدات إيران للمنطقة ستزيد لو حصلت إيران على سلاح نووي»، فإيران ومن دون قنبلة نووية خرّبت المنطقة وزعرعت استقرارها، فعن أي تهديدات يتحدّث أوباما وأي حال «عماء» يغرق فيها هذا الرجل الذي أرخت رئاسته عبأ أخلاقياً وإنسانياً على أميركا بفعل التزامه جانب المتفرّج على الدماء المراقة في كلّ المنطقة العربيّة!!
ومن طريف ما قاله أوباما بالأمس أنه «من مصلحتنا منع إيران من إرسال السلاح الى حزب الله او الحوثي ونشاطر إسرائيل والسعودية والشركاء الخليجيين المخاوف بشأن شحنات السلاح»، وربما على أوباما أن يشرح لنا كيف سيمنع إيران من إرسال السلاح إلى حزب الله وثمة جسور برية وجوية وبحرية شغلها ليل نهار نقل السلاح من طهران إلى لبنان، وأن ترسانة حزب الله تتضخم، في وقت يستغيث فيه اللبنانيون والسوريون من سلاح حزب الله، وربما علينا أن نتساءل هل بلغت أخبار صواريخ «البركان» مسمع الرئيس الأميركي، وهل سمع بالفاتح وزلزال وسواها من منظومة الصواريخ الإيرانيّة التي تنقل جهاراً نهاراً من طهران إلى حزب الله؟!
هذا «الهراء» الأوبامي الذي سمعناه بالأمس هو خطاب للاستهلاك المحلي الأميركي، وتبرير لصفقة عقدها مع دولة أقرّ بأنها «راعية للإرهاب»، وفي السياق ربما علينا تذكير القارئ بذاك الكتاب الذي حمل عنوان «التحالف الغادر»، والذي تناولناه على مدى مقالات أربع في دراسة كاملة عن العلاقات الإيرانية ـ الإسرائيلية ـ الأميركيّة، كان آخرها في 15 أيار من العام 2010، وحتى الآن كثيرون لم يتسنَّ لهم الإطلاع على كتاب «التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل وإيران وأميركا «، للكاتب «تريتا بارسي» أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة «جون هوبكنز»، وأن لا يكون هذا الكتاب مترجماً إلى العربية، وأشرنا في المقالات الأربع إلى الأهميّة التي يكتسبها الكتاب من خلال المصداقية التي يتمتّع بها الخبير في السياسة الخارجية الأميركية «تريتا بارسي»، فعدا عن كونه أستاذاً أكاديمياً، يرأس «بارسي» المجلس القومي الإيراني- الأميركي، وله العديد من الكتابات حول الشرق الأوسط، وهو خبير في السياسة الخارجية الأميركية، وهو وكاتب استطاع الوصول إلى صنّاع القرار «على مستوى متعدد» في البلدان الثلاث أميركا، إسرائيل وإيران .
ونُعيد هنا نشر اسم الكتاب والكاتب والناشر لمن يرغب في قراءته أو ترجمته، مع أنني من رأي الأنبا شنودة رحمه الله: «العرب لا يقرأون»!!
Treacherous Alliance: The Secret Dealings of Israel, Iran, and the United States
By Trita Parsi ـ Publisher: Yale University Press ـ Number Of Pages: 384
Publication Date: 2007-10-01 ـISBN-10/ASIN: 0300120575ـ ISBN-13 / EAN: 9780300120578