IMLebanon

«الأقمار» الصناعية تفضح «أسرار» بشّار.. الإرهابية

كشف تحقيق أجرته الاستخبارات الفرنسية أمس الأوّل، أن النظام السوري هو المسؤول عن الهجوم بالأسلحة الكيماوية على بلدة خان شيخون التي استهدفها النظام السوري منذ ثلاثة اسابيع تقريباً. كما أثبت أن غاز السارين، الذي ثبت استخدامه في الهجوم، تمت صناعته في مختبرات سوريّة. وقد جاء التحقيق ليكشف كذب النظام يوم أعلن تخلّصه من الأسلحة الكيماوية بُعيد ارتكابه مجزرة «الغوطة» في آب 2013، والتي راح ضحيتها المئات من سكان البلدة نتيجة استنشاقهم غاز الأعصاب. واللافت أن مجزرة الغوطة كان ارتكبها النظام بعد ثلاثة أيام من وصول بعثة المفتشين الدوليين إلى دمشق.

مجزرة خان شيخون التي راح ضحيتها ثمانون مدنيّاً، لن تكون الأخيرة التي ستسجّل في تاريخ النظام السوري الإجرامي على الرغم من محاولاته المتكرّرة بالتضامن والتكافل مع حُلفائه الروس والإيرانيين و«حزب الله»، إلصاقها بالمعارضة السورية. فالسلاح الإجرامي الفتّاك، لا يزال النظام القاتل يحتفظ به وقد استعمله ضد شعبه أكثر من مرّة، وفي كل مرّة كان يتبرّأ من فعلته، لكن سرعان ما كان يعود ليُكرّر فعلته، فيجعل من شعبه، أطفالاً ونساءً وشيوخاً، تجربة جديدة لسلاحه القاتل.

يقول التقرير الفرنسي حول مجزرة خان شيخون: «لقد توصلنا إلى استنتاجات ثلاثة بشأن ملامح أساسية لهجوم خان شيخون وهي: طبيعة المواد المستخدمة، آلية التصنيع وطريقة الإستخدام. وبتنا نعلم الآن أن العامل الكيماوي المسؤول عن مقتل أكثر من ثمانين شخصاً هو غاز السارين الذي تم استخراج عينات منه على الفور بعد إستخدامه في الهجوم المذكور. وقد ترافق هذا التقرير مع تكذيب أبرزته صحيفة (نيويورك تايمز) لكل التبريرات التي ساقها النظام السوري وروسيا لدحض الإتهامات بشأن نفي مسؤوليتهما عن هجوم خان شيخون. وكشفت الصحيفة أن الهجوم الفعلي وقع صباحاً، وتحديداً قرابة الساعة السابعة، وليس ظهراً كما ادعى كل من روسيا والنظام.

وأهم ما ارتكزت اليه الصحيفة في كشفها لإداعاءات النظام وحلفائه، كان الأقمار الصناعية الأميركية التي التقطت صوراً للضحايا، ولمبان صغيرة في أحياء سكنية وسط شوارع وأحياء مدنية تقع جغرافياً بعيداً عن مستودعات زعم النظام أنها تضم مواد كيماوية. إضافة إلى شهادة طبيب لحظة بدئه في معالجة الضحايا بُعيد ساعة من الهجوم. واللافت في الهجمات الكيماوية التي يرتكبها النظام ضد شعبه، أن جميعها وقعت ضمن التوقيت نفسه أي في ساعات الصباح، وهو الوقت الذي يضمن فيه النظام مقتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص كون درجة الحرارة تكون منخفضة وهو ما يعني أن الهواء كان يتحرك لأسفل باتجاه الأرض».

سبق لضابط منشق عن النظام يُدعى زاهر الساكت، أن أعلن أن «بشار الأسد ما زال يحتفظ بمئات الأطنان من ترسانته الكيماوية، بعد أن خدع مفتشي الأمم المتحدة الذين أُرسلوا لتفكيكها». وقال الساكت الذي عمل رئيساً للحرب الكيماوية بالفرقة العسكرية الخامسة قبل أن ينشق في 2013، إن نظام الأسد لم يكشف عن كميات كبيرة من مواد السارين ومواد سامة أخرى. ومن هنا، فقد جاءت مجزرة خان شيخون لتُكذّب النظام السوري وحلفاءه بإعلانهم التخلص من الأسلحة الكيماوية بعد إرتكاب الأسد مجزرة «الغوطة». وللتذكير فإنه في الواحد والعشرين من آب 2013 وقعت مجزرة «الغوطة»، وفي ايلول من العام نفسه اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على تسليم النظام مخزونه من السلاح الكيماوي للتخلص منه في الخارج. في كانون الأول كان الحد الأقصى للتخلص من الأسلحة المصنفة أشد خطورة في الترسانة الكيماوية السورية. أما شهر حزيران من العام 2014، فكان الموعد النهائي لتدمير الترسانة الكيماوية السورية بالكامل. كل مزاعم النظام هذه، تؤكد أن الشعب السوري سوف يظل أسيراً للأسلحة الفتّاكة وعلى موعد معها في كل مرّة يشعر فيها بشّار الأسد، بقرب سقوطه.

ليست المرة الأولى التي يرتكب فيها النظام السوري مجازر بحق شعبه تحت مرأى ومسمع العالم كله، وخصوصاً حلفاؤه وعلى رأسهم «حزب الله» الذي لم يخرج عنه منذ العام 2011، منذ بداية الثورة السورية، أي بيان إستنكار أو حتى جملة تُدين هذه الجرائم التي يبدو أنها أصبحت علامة فارقة تدل على أفعال هذا الحلف وإرتكاباته وتمُيّزه عن بقية الجماعات المسلحة، حتى قبل الغوص في تفاصيل التحقيقات الدولية والمحلية. والأنكى من عدم الإستنكار أو الإدانة، تلك الإتهامات التي يسوقها الحزب والمحور «الممانع» بتوجيه أصابع الإتهامات إلى المعارضة السورية بوقوفها وراء المجازر رغم التقارير الدولية والإعلامية التي تؤكد بالصوت والصورة مسؤولية حليفه عن أكثر من تسعين في المئة من المجازر التي ارتكبت منذ بداية الحرب السورية، وتحميل الجزء المُتبقّي للعصابات الإرهابية التي يدعمها النظامان الإيراني والسوري بالتكافل والتضامن.