IMLebanon

مهمّة ساترفيلد بين التوقيت الدقيق «والمناورة الاسرائىلية»

 

تزدحم الاستحقاقات امام الحكومة في الايام المقبلة بعدما اضيف عنوان الهاجس الامني الى الاجندة الداخلية، من دون ان تكون خارطة الطريق واضحة بالنسبة لكيفية تسيير كل المسارات السياسية والمالية والامنية في آن واحد ومن دون اي تضارب او تناقض وفق مصدر وزاري مواكب للتطورات المتسارعة على طاولة مجلس الوزراء والتي تضغط في اتجاه عملية اعادة ترتيب للاولويات الداخلية والتي قد تكون من الاخطر كالوضع الامني الذي توتر اخيراً الى الدقيق جداً كمفاوضات ترسيم الحدود البرية والبحرية والتي وصلت الى منعطف حاسم مع احتمال ان تكون زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية للشرق الادنى دايفيد ساترفيلد، المحطة الاخيرة له في بيروت قبل ان ينتقل هذا الملف الى ديبلوماسي آخر.

 

ويكشف المصدر الوزاري، ان السفير ساترفيلد، المدرك لكل تفاصيل هذا الملف وللواقع السياسي اللبناني بالدرجة الاولى، قد يكون الجهة الاكثر قدرة على تحقيق دفع ايجابي في مسار عملية الترسيم وبالتالي فان اي ديبلوماسي اخر سيتولى استكمال مهمة ساترفيلد، لن يكون على المستوى ذاته من الفاعلية ومن اجل احداث تقدم في المفاوضات المرتقبة.

 

ومن هنا، فان المهمة الاميركية مرشحة لان تدخل في مرحلة مراوحة وترقب نتيحة تولي خلف ساترفيلد لمهامه في الاسابيع المقبلة من جهة ونتيجة الوضع السياسي في «اسرائيل»، حيث انطلقت التحضيرات للانتخابات النيابية مع ما يعنيه هذا الامر من تطورات متسارعة على اكثر من صعيد لدى العدو الاسرائيلي، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على عملية ترسيم الحدود. ومن المتوقع ان تتم ترجمته من خلال المزيد من المناورات والضغوطات ومحاولات فرض شروط جديدة على لبنان كما على الجانب الاميركي.

 

لكن الانتقال الى المرحلة الاخرى من الترسيم وهي المفاوضات برعاية اممية على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، دونه عقبات كما يتابع المصدر المطلع نفسه، والذي تحدث عن مناخات مستجدة على الساحة الداخلية بشكل خاص مرتبطة بهذه العملية وفي مقدمها التعقيدات بين القيادات السياسية على ايقاع التحولات في المشهد الاقليمي وصولاً الى ما شهدته الساحة من توتر امني بعد الاحداث الاليمة في الجبل.

 

وبحسب هذا المصدر، فان العقبة الرئيسية تكمن في ان العدو الاسرائيلي، يربط ما بين ترسيم الحدود البحرية والبرية وسلاح المقاومة بصرف النظر عن بعض التطور الطفيف في المواقف في هذا الخصوص، كما انه يعارض بالمبدأ ان تكون مفاوضات الترسيم تحت رعاية الامم المتحدة. كذلك فان تحديد مهلة زمنية لعملية التفاوض بعد الاتفاق على بدء المفاوضات قد يكون العائق الابرز امام الوساطة الاميركية في ضوء الصعوبة التي يواجهها السفير ساترفيلد في الحصول على اجوبة واضحة على الموقف اللبناني والشروط المتعلقة بعدم التراجع عن اي حق للبنان في البر او في البحر كما اضاف ا لمصدر الوزاري نفسه لافتا الى ان العدو الاسرائىلي يناور ويراوغ بالنسبة لمدة التفاوض بشكل خاص من اجل ابقاء عملية الترسيم معلقة او مفتوحة على كل الاحتمالات ومن دون اي سقف زمني محدد بانتظار بلورة الاجواء في المنطقة بالدرجة الاولى ومن اجل ترقب طبيعة الدور الاميركي الجيد من خلال الوسيط الذي ستعينه واشنطن من جهة ومن خلال الدعم المرتقب لإدارة الرئىس دونالد ترامب من جهة اخرى، خصوصا وانه سيكون لذلك تأثير على شروط مفاوضات الترسيم وتحديد انطلاقتها وبالخطوط العريضة التي ستتناولها.

 

} لقاءات المبعوث الاميركي }

 

هذا وزار امس، ساترفيلد برفقة السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد، مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه وتمّ تقويم شامل لما حمله خلال زياراته المكوكية والطروحات التي كان يحملها لمقاربة الموقف اللبناني وتحقيق نتائج متقدمة على صعيد البدء بعملية تثبيت الحدود البحرية اللبنانية ومعالجة التحفظات اللبنانية على الخط الازرق، الاّ ان دور ومشاركة الامم المتحدة وتجميد تنفيذ ما يتفق عليه حتى نهاية عملية الترسيم براً وبحراً كسلة واحدة لا يزالان موضع معالجة، اذ يحرص لبنان على دور ممثل الامم المتحدة في لبنان برعاية الاجتماعات وتفويت الفرصة على العدو الاسرائيلي من اقتناص الحقوق اللبنانية.

 

} في السراي }

 

وعصرا، التقى ساترفيلد ترافقه السفيرة الأميركية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السراي الحكومي، في حضور الوزير السابق الدكتور غطاس خوري. وجرى خلال اللقاء تبادل لوجهات النظر وعرض لآخر المستجدات والأوضاع في لبنان والمنطقة.

 

} في قصر بسترس }

 

وقبيل ذلك، زار ساترفيلد قصر بسترس، حيث التقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل واطلعه بشكل مفصل على الخطوات التي قام بها في الاسابيع الماضية سواء في اميركا او في اسرائيل. وكانت وجهات النظر متطابقة حول نقطة اساسية وهي ضرورة ايجاد الحل لموضوع ترسيم الحدود البحرية حفاظا على مصالح لبنان النفطية.

 

وسيستكمل ساترفيلد جولته على المسؤولين اللبنانيين، وقد يضع باسيل مجددا في صورة لقائه مع رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري.

 

بدوره سينقل باسيل للحكومة ما سمعه من ساترفيلد وسيضع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الاجواء.

 

وعلى الهامش اجرى ساترفيلد قبيل لقائه باسيل حديثا مقتضبا مع وزير الدفاع الوطني الياس بوصعب الذي كان موجودا في الوزارة مع وزراء التيار الذين عقدوا اجتماعا صباحيا مع باسيل.