IMLebanon

كارثة غدا السبت؟!

يخطئ من يتصور ان كرة الثلج التي تكونت من موضوع النفايات مرشحة لان تنتهي، بقدر ما توحي التطورات على الارض بان الامور سائرة الى مزيد من التصعيد من غير ان يتأثر  بعض من اصيب في المواجهة الوحشية مع قوى الامن الداخلي، حتى وان كان المقصود من الجميع الايحاء بان من حق المواطن التظاهر بحرية  بكفالة الدستور  الذي اتاح التعبير عن الرأي بحرية مطلقة من غير حاجة للقول ان بعضهم قد تعرض لرجال الدولة الذين كانوا يتولون حماية مجلس النواب والسراي الحكومي، بدليل ارتفاع عدد المصابين من المتظاهرين  وتدنيها بين رجال قوى الامن حتى الصفر !

من حيث المبدأ وبصريح العبارة يخطئ من يتصور ان التعرض لقوى الامن الداخلي ولاي عسكري يوصل الحراك الشعبي الى ما يسعى اليه من اسماع صوته بشكل راق وحضاري، ليس لان ما نعانيه في لبنان جديدا في هذا السياق، بل لان لا مجال لارتكاب خطأ في الحساب السياسي والشعبي، كي لا تتطور الامور الى اسوأ!

الذين يعرفون طبيعة الحراك الشعبي، يعرفون تماما ان المشكلة لا تعود الى ملف النفايات وحده، حيث هناك المئات من ملفات السلب والنهب والعهر السياسي والاداري الذي لا مجال لمعالجته بتوجيه ضربات موجعة الى من يطالب بالحق الشرعي الذي كفلته القوانين والدساتير والاعراف، وهذا الشيء معروف في اسوأ دول العالم تخلفا وهمجية، كي لا نقول ان مسؤولينا في غير وارد مواجهة الحقائق التي دفعتهم الى فعل ما فعلوه في المساكين  الذين صادف انهم صدقوا انهم في بلد حضاري!

هذه الامور مرشحة لمزيد من التوتر السلبي الذي يسمح بالقول ان «الاتي اعظم» خصوصا ان هناك من يعد العدة لحراك اوسع واشمل يوم السبت قد يتطور الى صراع على الارض لا تكفي للجمه اعقاب البنادق وخراطيم المياه وافتعال مواجهة من النوع الذي حصل  يوم غد الاحد الفائت، حيث لا يزال جرحاها موزعين على عدد من مراكز الاعتقال وفي المستشفيات للمعالجة فيما لم يقل احد ان احدا من قوى الامن والعسكريين قيد المعالجة جراء المصادمات التي حصلت وهذا الامر غير خاف على احد!

في جديد اللعبة السياسية ان احدا لا يستغرب ما قد يطرأ غدا السبت في حال استمر الغباء السياسي والامني في التعاطي مع الحراك الذي يوحي من يقومون به بانه سيكون حدا فاصلا في مجال من بوسعه السيطرة على الشارع باية طريقة من الطرق المرشحة لان تتطور بالنسبة الى اشياء واشياء فضلا عن ان جلسة مجلس الوزراء لم تكن افضل من سابقاتها حيث لكل وزير توجه مغاير لكل ما فيه المصلحة العامة، خصوصا ان الخلافات اصبحت تحصيلا حاصلا بين مختلف المكونات السياسية التي يتطلع بعضها الى الى ان يكون فارس رهان لجهة ما قد يطرأ من متغيرات سياسية – امنية مرشحة الحصول؟!

لماذا السبت سيكون غير ما قبله؟! السؤال مطروح على خلفية الاستعدادات القائمة في غير مكان لتعليم السياسيين درسا في كيفية تجاهل الواقع الشعبي السلبي الذي يعاني منه المواطن العادي بفعل الركود الاقتصادي المسيطر على لبنان، في ظل هيمنة سياسية من بعض من يدعي لنفسه حقا ان المصلحة العامة تعود الى قرار منه طالما انه كفيل بضمان المطالب الشعبية التي تبدأ بضمان مصالحه الشخصية، والمقصود بذلك هو من عطل الانتخابات الرئاسية واعترض على التعيينات الادارية والعسكرية – الامنية!

ان التوقعات السلبية في هذا المجال اكثر من ان تحصى  لان الامور المرتبطة  بها عائدة بالضرورة الى فشل السلطة في ان تكون سلطة تعمل بما فيه مصلحة الشعب وها هي مشكلة النفايات مرشحة لان تتطور الى صراع شعبي وسياسي – وطني بعدما رفضتها المناطق كي لا تتحول الى مزابل توزع اذاها  على الغالبية العظمى من اللبنانيين، لاسيما ان الوعد بتخصيص ملايين الدولارات لمحافظة عكار، قد زاد من حدة الازمة ورفضها، بما في ذلك انضمام  مناطق اخرى الى رفض استضافة النفايات من غير حاجة الى انتظار سعر او وعد بالملايين!

من هنا بالذات ثمة من يجزم بان الانفجار الكبير سيحصل غدا السبت حيث هناك استعدادات وجهوزية رفض مشاريع الدولة المشبوهة بالنسبة الى هذه المنطقة او تلك، اضافة الى ان ما تردد عن احياء نشاط «سوكلين» لم يثبت جدواه، على رغم زرع اطنان من النفايات مجددا في الشوارع وعلى الطرقات الخاصة والعامة، حيث لكل منطقة ما يغطي اكبر مساحة فيها من النفايات الجاري البحث عن مطمر لها من دون نتيجة؟!