تضارب في أوساط «المستقبل» : ورقة بيضاء أو إعلان كامل بالمقاطعة؟
اسبوعان مرا على «عودة» السفراء الخليجيين: السعودي وليد البخاري والكويتي العال القناعي والقطري الجديد إبراهيم بن عبد العزيز محمد صالح السهلاوي. وحتى الساعة لا مؤشرات جدية وعملية على انخراط السفير السعودي، في فك «طلاسم الانتخابات» سنياً، رغم الافطارات واللقاءات المكثفة التي يجريها يومياً بعيداً من الاعلام وتشمل مختلف القوى السنية والدينية والحزبية وشخصيات مستقلة مسيحية وسنية ودرزية.
وتكشف اوساط سنية بيروتية واسعة الإطلاع، ان زوار البخاري ينقلون عنه ان السعودية في مرحلة «إنتظار لا قرار»، وانها تسعى ليكون لها حضور اقليمي ودولي وازن وفاعل ولتعويض الانسحاب من الملف اللبناني منذ اكثر من 5 سنوات.
وفي حين يستشف الزوار من البخاري «لغة مهادنة» تجاه ايران وبعد 5 جولات حوارية والتحضير جار لسادسة ،خصوصاً ان السعودية تسعى لاتفاق شامل يبدأ من اليمن ولا ينتهي بلبنان، لا تزال النبرة عدائية وتصعيدية تجاه حزب الله. ويشير الزوار وفق الاوساط نفسها، ان السعودية تدعم مختلف القوى السنية والتي تخاصم حزب الله وباستثناء «سنة 8 آذار».
ويرى البخاري ان لا مانع من دعم هذه اللوائح والعمل على خطين:
– اقناع «المستقبل» وبضغط من دار الفتوى والمفتين في المناطق لرفع نسبة المشاركة وعدم المقاطعة.
– تأمين ميزانيات من رجال اعمال سنة لبعض المرشحين واللوائح الضعيفة وتوزيعها قبل اسبوع من الانتخابات للتقليل من المبالغ المدفوعة.
والملاحظ وفق الاوساط، ان السعودية لا ترغب بالدفع مباشرة لقوى سنية، لا للوائح الرئيس فؤاد السنيورة او اللواء اشرف ريفي او لائحة النائب السابق خالد الضاهر والوزير السابق طلال المرعبي وغيرهم، بل يتم الدفع عبر معراب وماكينة «القوات اللبنانية». وفي المحصلة، ترى السعودية ان اي كتلة من 10 نواب سنة خارج تحالف السنة مع حزب الله و»حركة امل» والتيار الوطني الحر و»اللقاء التشاوري»، ستكون مفيدة لتأكيد وجود كتلة سنية وصوت سني معاد لسلاح حزب الله وعلى خصومة معه!
ووفق الاوساط نفسها، يعتقد البخاري ان اي سني خارج التحالف مع حزب الله لن يكون لديه مشكلة مع السعودية، ولن يقف ضدها عندما تقرر «العودة الواسعة والكبيرة» الى الملف اللبناني.
في المقابل، ومع مراجعة «تيار المستقبل» لحساباته الانتخابية ومع تضارب الآراء وبعد خروج العديد من قياداته من المكتب السياسي، تسود وجهتا نظر داخل «التيار الازرق» : الاولى تقول باعتماد الورقة البيضاء لناخبي «المستقبل» ويتردد هذا الكلام في ملف الانتخابات في بيروت الثانية وذلك لتأكيد حجم حضور «المستقبل» والتزام جمهوره بقرار الرئيس سعد الحريري فعدد الاوراق البيضاء سيحدد حجم «المستقبل». وبذلك يكون «المستقبل» لم يقاطع نزولاً عند رغبة ونداءات مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وايضاً يوصل رسالة الى السعودية و»الوارثين» السنة انه حاضر وموجود.
اما وجهة النظر الثانية، ووفق اوساط صيداوية سنية، فتقول بوجوب المقاطعة الشاملة، وعدم ذهاب اي مناصر او حزبي ملتزم من «المستقبل» الى الصناديق تفادياً لمحاولات التأثير عليهم والضغط عليهم في مراكز الاقتراع للتصويت لحلفاء «المستقبل» السابقين.
ويبدو الصوت الاكثر «تطرفاً» بالمقاطعة هو في صيدا حيث «عرين المستقبل»، وكذلك في طرابلس حيث يعتبر الحريري انه «طعن» من «اهل البيت» ومن كانوا «يوهمونه» ان طرابلس معه كما كانت مع والده مهما تبدلت الظروف!