Site icon IMLebanon

السعوديّة تعيد لملمة أوراقها: «خيّطوا بغير هالمسلة»… موقفنا ثابت

 

على نهج شهرزاد وشهريار، يمرّر اللبنانيون أيامهم ولياليهم في انتظار «قطع رأسهم» على ما يبشّرونهم به مع انتهاء الانتخابات النيابية. ولأن الليالي المِلاح احتاجت إلى قصص لتطيل عمر «الراوية»، كذلك تتوالد عندنا الملفات وتتراكم، عملاً بمبدأ «قوم لأقعد محلّك». عله من بين قلة من السفراء العرب في تاريخ الديبلوماسية المعتمدة في لبنان يثير هذا الكم من علامات الاستفهام حول مواقفه وتغريداته، وسط الاتهامات في السر والعلن لحقيقة الدور الذي يلعبه من مقر سفارته في قريطم، او منزله في اليرزة الذي قد تكون اخطأته ذات يوم «الصواريخ الرسائل» التي استهدفت المربع الامني لوزارة الدفاع.

 

وسط هذا المشهد، تتنوّع القراءات والتحليلات المتصلة بالأحداث الجارية، من الحضور الأميركي على الساحة اللبنانية، حيث يبدو أنه يغرّد خارج «السرب الفرنسي»، «فاتحا خط عا حسابو» مع الرياض، خصوصاً في ما خصّ لبنان، مع فصله المسارين السياسي عن الإجتماعي – الإنساني عن بعضهما البعض، في مقابل الدور الفرنسي الدراماتيكي، بوصفه مشروع الإنقاذ الوحيد المطروح على الطاولة حالياً ، وما بينهما من مواقف سعودية، يرى في تحرك بورصتها ارتباطا وثيقا بنتائج محادثات الرياض وعمان.

 

فالرياض، التي عادت «بدفشة ماكرونية»، رغم كل التطورات السياسية الحاصلة، زادت من ضبابية المشهد، رغم ان احد زوارها نقل رسالة واضحة الى من يعنيهم الامر في بيروت، خلاصتها ان سياسة المملكة الخارجية واضحة وكذلك ثوابتها «اللبنانية»، وقد حددها بصراحة ووضوح اكثر من مرة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وهو ما اعادت السعودية التأكيد عليه خلال الاتصالات والمراجعات التي جرت معها، مؤكدة ان المسألة بالنسبة لها هي مشروع ومستقبل المنطقة والبلد، حيث تفرض التطورات ومسار الامور كيفية التعامل في المرحلة المقبلة، دون مناسبة هذا الكلام، محاولات البعض في لبنان البناء على ما اوحت به بعض المواقف من تراجع سعودي نتيجة ظروف اقليمية ودولية معينة، ما انعكس تخبطا في مواقف المسؤولين، من تصريحات المسؤولين السعوديين من وزير الخارجية، الذي اعاد بالنسبة للبعض تصويب موقف الرياض من مسألة حزب الله والتغيير في لبنان، الى السفير في بيروت، وآخر كلامه خلال احياء ذكرى المفتي حسن خالد الاثنين الماضي، الذي جاء مميزا ولافتا حاملا دلالات مثقلة بالمعاني والرسائل، ما طرح الكثير من التساؤلات ،وما اذا كان هناك من تضارب او انقسام داخل ادارة المملكة.

 

ففي موقفه المقتضب، الذي حمل في كل كلمة من كلماته، رسالة مباشرة وواضحة، تؤشر الى اصطفاف المملكة وتوجهاتها اللبنانية خلال المرحلة المقبلة، مجددا التأكيد على «ان لبنان يعيش اليوم اياما صعبة خاصة على صعيد علاقته بمحيطه العربي»، مغيبا ذكر الازمة المالية والاقتصادية، التي سببها «سياسي واستراتيجي»، مستفزا المقاومة ومحورها ما بعد الحدود، باعتباره ان الانتخابات النيابية أسقطت «كل رموز الغدر والخيانة وصناعة الموت والكراهية»، هو الذي هنا «المنتصرين والتغييريين».

 

فهل «فتح السفير البخاري» على حسابه؟ ام ثمة تقاسم ادوار بعد كلام رئيس الديبلوماسية السعودية ؟ مصادر مقربة من السعودية اكدت ان المواقف كلها تصب في اتجاه واحد ، حيث ان الرياض تقف بقوة الى جانب لبنان، وان «ارغمت» على الخضوع للضغوط الفرنسية ورغم عدم التجاوب اللبناني الرسمي مع الورقة الكويتية، دون ان يسقط ذلك شروطها، الذي اساسها بناء الاكثرية النيابية الجديدة على نجاحها لاعادة لبنان الى الحضن العربي.

 

بين التوجهين قد تطول المشاورات او تقصر وفقا لحسابات داخلية سعودية، واقليمية بنكهة دولية، لتحسم الايام المقبلة اتجاه الرياح السعودية ومدى مطابقتها للسفن اللبنانية. ايا يكن فان الاتجاه العام هو نحو مزيد من شد الحبال وجولات المواجهة بين طرفي معادلة «الالف – سين» قد تتخذ في لحظة معينة منحى امنيا، بعدما اكتملت الظروف السياسية والاعلامية الموضوعية لتغطية هكذا عمل، سواء من اصحاب التهديدات او من جهة ثالثة قد تحاول الدخول على الخط لزيادة «الطين بلة».