Site icon IMLebanon

وادخلوا الخليج من أبوابه…

 

لا تحيد المملكة العربية السعودية عن قناعتها في دعم الشعوب العربية وفي مقدمها لبنان، ولكن ليس كيفما اتفق، انما لرفع الظلم عن اللبنانيين من الأقربين قبل الأبعدين.

 

الرسالة السعودية واضحة للبنان ولا تحتمل أي تأويل: “عندما تكون الحكومة اللبنانية مستقلة بقرارها السيادي والعروبي فإن المملكة والمجتمع الدولي وصندوق النقد الدولي ستقف إلى جانب لبنان”. موقف ثابت حاول العهد الذي يقوده “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” خرقه بدخول الدول العربية من النافذة، فأعادت الكويت تصويب البوصلة نحو الباب بزيارة للواء عباس ابراهيم إلى اليرزة، خارجاً من منزل السفير السعودي في لبنان بجملة رسائل محلية واقليمية، يمكن وضعها في الاطار التحليلي الآتي:

 

أولاً: لا يمكن فتح اي قناة بين لبنان والدول العربية من دون جواز سفر سعودي، وقالها ابراهيم من اليرزة “السعودية مفتاح الدول العربية”.

 

ثانياً: إن المملكة ثابتة في موقفها تجاه الحكومة اللبنانية التي يسيطر على قرارها “حزب الله”، وكان هذا واضحاً بأن السفير السعودي استقبل موفداً مكلفاً بجولته من قبل العهد، لكنه لم يزر او يستقبل حتى اليوم ممثلاً لرئيس الجمهورية أو الحكومة، كوزير الخارجية ناصيف حتيّ الذي يشاهد ابراهيم متنقلاً من دولة إلى أخرى من دون أن يظهر تدخلاً أو تهديداً بالاستقالة أقله. ذنبه أنه وزير للخارجية في حكومة العزلة العربية والدولية.

 

ثالثاً: من يَعُد إلى أرشيف العلاقات اللبنانية – السعودية، يستنتج أن سياسة المملكة قائمة على أن ينعم الشعب اللبناني بدولة تحافظ على مقدراته، وبالتالي: لا يمكن للسعودية أن تقف إلى جانب حكومة تجوّع شعبها، وتغرقه بالنفايات والظلمة، لا يمكن للمملكة أن تقدم دعماً لعهد يعيش على المحاصصة وخطف ثروات اللبنانيين تحت حجج طائفية.

 

رابعاً: لم تتوقف السعودية عن مساعدة اللبنانيين في هذه الأوضاع الحرجة، ومن يطّلع على نشاط مركز الملك سلمان للاغاثة، يستنتج ان مساعدته وصلت إلى أقصى الشمال والجنوب، وآخرها مساعدات إلى قرى لبنانية حدودية مع فلسطين المحتلة. وبالتالي المساعدات الغذائية التي تطلبها الحكومة هي أساساً تصل عبر مركز “الملك سلمان” إلى منازل اللبنانيين، أما “الفيول” فمن المبكر الحديث عنه.

 

جولات اللواء ابراهيم وضعته في موقع “وزير خارجية” والتحركات السياسية والديبلوماسية طوال الأسابيع الماضية وحتى اليوم، تضع الديمان بمثابة “قصر بعبدا” و”بيت الوسط” بمثابة “السراي الحكومي”…

 

فهل يخرج أولياء الحكومة من حالة “الانفصام”… وإلا فإنهم يخرجون عن الإجماع العربي في دعم شعوب المنطقة العربية ضد الأنظمة والحكومات الجائرة و”المارقة” التي تبيد شعوبها لإطالة عمرها.. ويبقى بشار الأسد نموذجاً!