واشنطن تترجم انزعاجها من الاتفاق السعودي – الإيراني برسائل في لبنان
لماذا تتريث السعودية في اعطاء جواب حاسم لفرنسا حول مسعاها الاخير بشان الاستحقاق الرئاسي؟ وما هي فرص حسم هذا الاستحقاق خلال الشهرين المقبلين؟
يؤكد اكثر من مصدر سياسي ان الانفراج الرئاسي يحتاج الى فترة يصعب تحديدها، وان ما جرى ويجري مؤخرا، يؤشر الى ان انتخاب الرئيس لن يحصل في غضون اسابيع كما كان يظن البعض، الا اذا حصلت مفاجآت غير مرصودة حتى الآن.
ويقول مصدر حزبي مطلع، ان ما سجل مؤخرا يدفع الى الحذر تجاه التكهن بشأن مسار الاستحقاق الرئاسي، لافتا الى ان الرياض يمكن ان تؤدي دورا مهما ومؤثرا في تقريب او تأخير موعد انتخاب رئيس الجمهورية اكثر من اي وقت مضى بعد توقيع اتفاقها مع طهران.
ويضيف انه في حال حسمت السعودية موقفها ايجابيا لمصلحة التسوية التي تشتغل عليها فرنسا، فان المعوقات والعراقيل الداخلية اللبنانية سيزول القسم الاكبر منها في غضون ايام قليلة. لكن يبدو انها لا تريد الاستعجال في سلوك هذا الخيار لاسباب عديدة منها:
١- الرغبة في تحقــيق المزيد من التــقدم مع ايران في ملف اليمن لاطفاء الحرب ورســم خريطة التسوية للنزاع في هذا البلد، الذي يحتل وضعه ومصيره اول جدول اهتماماتها.
٢- الحذر من الافخاخ التي يمكن ان تواجه التسوية الرئاسية، لا سيما مع بروز اشارات في لبنان وخارجه لانزعاج واشنطن الشديد من الاتفاق السعودي – الايراني برعاية بكين، ومحاولة ترجمة هذا الانزعاج برسائل عديدة، ومنها في شأن الملفين اللبناني والسوري.
ويقول مصدر مقرب من حزب الله ان ما نشهده مؤخرا يؤشر الى ان اصابع واشنطن ليست بعيدة عنه، لافتا الى التصعيد الحاصل في لبنان والى محاولة عرقلة الانفتاح العربي على سوريا.
٣- سعي السعودية الى اخذ ضمانات من ايران حول موقف حزب الله من الاسئلة التي طرحتها باريس على سليمان فرنجية وبعض القيادات اللبنانية.
٤- الحاجة الى مزيد من الوقت والبحث في ما يوصف بسلة حل تشمل الى جانب انتخاب الرئيس اللبناني الجديد الحكومة المقبلة ورئيسها، وبرنامج العهد على الصعد الاقتصادية والاصلاحية والامنية.
وفي ظل هذه الاجواء المحيطة بأحد ابرز الاطراف المؤثرة في مسار الاستحقاق الرئاسي، يسود الاعتقاد بان الاسابيع القليلة المقبلة ستكون حافلة بالتطورات والمستجدات.
وتنقل مصادر مطلعة عن مراجع لبنانية قولها ان الشهر المقبل سيكون شهرا مفصليا لرسم ملامح المرحلة المقبلة، مشيرة الى ان المناخ الاقليمي والدولي ما زال يصب في اطار انتخاب رئيس للجمهورية قبل تموز المقبل. وبرأي المصادر ايضا ان محاولات ادخال لبنان في مزيد من الفلتان والفوضى ستكون سلاحا ذا حدين، لان الجهات التي تؤدي هذا الدور تدرك محاذير ومخاطر هذا المسار، ليس بالنسبة للوضع في لبنان فحسب، بل ايضا على صعيد الوضع في المنطقة. لذلك فان الرهان على حسم خيار الرئاسة خلال الصيف المقبل يبقى الرهان المرجح، لكنه في الوقت نفسه غير مضمون، ما دام هناك مناخ داخلي وخارجي ملبد وضبابي.
وتعتقد المراجع ان طريق انتخاب الرئيس الجديد ليست معبدة، فهناك مطبات عديدة يجب ان يحسب حسابها، قبل ضمان النتيجة لمصلحة التسوية المتكاملة التي يجري الحديث عنها.