في بداية الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 عقدت في مدينة الرياض قمة عربية عام 1976 اتخذت قراراً بتشكيل «قوات الردع العربية»، المؤلفة من جنود من المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية واليمن والسودان.
وجاءت القوات الى لبنان لتوقف النار، وتفصل بين المتقاتلين، أي بين ميليشيات حزب الكتائب والأحرار وحرّاس الأرز وبين القوى الوطنية والفلسطينية… وبالفعل أوقفت الحرب وعشنا سنتين بفضل القوات العربية التي أطلق عليها اسم «قوات الردع العربية».
بعدها حصل اقتتال بين «الكتائب» والقوات السورية في الاشرفية.
على كل حال، أتذكر مقابلة لنائب الرئيس السوري يومذاك عبد الحليم خدام قال فيها: إنه جاء الى لبنان وشاهد قوات الردع العربية تقف حاجزاً بين المتقاتلين، وهذا لن ينهي الحرب. وبالفعل بعد سنتين نشبت الحرب من جديد.
وبدون أن ندخل في تفاصيل الأحداث اللبنانية لا بدّ من أن نتذكر ان الامير فهد الذي كان ولياً للعهد هو الذي ساعد على اتخاذ قرار بتشكيل قوات الردع، من أجل ايقاف الحرب الأهلية اللبنانية بين بعض اللبنانيين وبين المقاومة الفلسطينية… وبعدها بدأت الجيوش العربية تنسحب الواحد تلو الآخر حتى بقيت القوات السورية فقط في لبنان.
كما نتذكر دخول القوات الاسرائيلية الى لبنان عام 1982،لتكون بيروت أوّل عاصمة عربية يدخلها العدو الاسرائيلي، وبقيت محاصرة 100 يوم قبل دخولها من قبل القوات الاسرائيلية… أي ان العدو الاسرائيلي احتل لبنان وطرد المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها «ابو عمار».
عام 1989 انتهى عهد أمين الجميّل، الذي هدد في آخر يوم من ولايته خلال زيارة له الى دمشق بأنه إذا لم يُجدّد له فسوف يعيّـن الجنرال ميشال عون رئيساً لحكومة لبنانية مهمتها التحضير لانتخاب رئيس جديد للبلاد… لكن عون ما إن جلس على الكرسي حتى رفض المساعدة على انتخاب رئيس جديد للبلاد كما هو مطلوب منه حسب تكليفه، وبقي في بعبدا حتى أبرم «اتفاق الطائف» الذي انتخب رينيه معوّض رئيساً للبلاد. لكن حظ اللبنانيين كان سيّئاً، فاغتيل الرئيس رينيه معوّض بتفجير سيارته بعد انتخابه في ذكرى الاستقلال في الثاني والعشرين من تشرين الثاني. وتم انتخاب الرئيس الياس الهراوي الذي اتخذ القرار التاريخي بإزالة حال التمرّد في قصر بعبدا، والتي فرضت على الجنرال عون الهروب بالبيجاما عندما شاهد طائرة «السوخوي» في سماء قصر بعبدا… وترك زوجته وبناته حيث لجأ الى السفارة الفرنسية في مار تقلا في الحازمية.
اما الملك عبدالله، وفي زيارة للرئيس السابق ميشال سليمان ومعه الرئيس سعد الحريري، فقرر أن يعطي لبنان 4 مليارات دولار لشراء سلاح للجيش كي يتمكن من الحكم… وبالفعل تحوّلت المليارات الى فرنسا وأرسل قسم من الاسلحة المطلوبة الى لبنان، لكن القسم الأكبر دخل في عملية التصنيع.
جاء الملك سلمان وأوقف القسم الأكبر من المساعدات التي قررها الملك عبدالله، طبعاً لا نعرف السبب.. والأنكى ان المملكة اليوم بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تعاقب لبنان على تحكم «الحزب» بالدولة وبالشعب اللبناني… وكأنّ المسؤولية تقع على الشعب اللبناني. وكي لا نظلم أحداً نقول بكل صراحة إنّ الوجود الفلسطيني المسلح هو الذي جلب العدو الاسرائيلي ليحتل لبنان ويطرد المقاومة الفلسطينية.
والاحتلال الاسرائيلي هو الذي أعطى فرصة لإيران لتدخل لبنان عن طريق ما يسمى «فيلق القدس» بحجة تحرير القدس… بمعنى أوضح ان إسرائيل هي التي بررت دخول إيران الى لبنان، مع الاخذ في الاعتبار التغاضي العربي أو التقصير العربي.
واليوم تقدم المملكة وولي العهد على معاقبة الشعب اللبناني على أمور ليس له علاقة بها… وللبحث صلة.