Site icon IMLebanon

السعودية تطلق مسار الدعم الجديد للبنان: تنمية حكيمة تستجيب للضرورات وتعزّز السلم الأهلي

 

أطلقت المملكة العربية السعودية مرحلة جديدة من مسارات الدعم والتنمية للبنان من خلال توقيع مذكرة التعاون المشترك بين مركز الملك سلمان للإغاثة والهيئة العليا للإغاثة في لبنان تتضمن مساهمة مالية بقيمة عشرة ملايين دولار لتنفيذ 28 مشروعاً تنموياً في مختلف المناطق اللبنانية تستجيب لحاجاتٍ مُزمنة مُلحّة لأهلها، في إشارة إلى أنّ المملكة لن تترك لبنان، وأنّها ستتعامل مع الواقع بالمرونة المطلوبة وبالثوابت المعروفة، لتأمين الصمود للشعب اللبناني مع تطاول عمر الأزمات وعدم وجود أفق لحلّها.

التنمية الحكيمة

تميّز اختيار المشاريع التي قرّرت المملكة تنفيذها بالحكمة والدراية بالواقع، بالتعاون مع رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير الذي لامس الحاجات الطارئة وساهم في حسن اتخاذ القرار فيما يخص المشاريع المنتظرة، وعلى سبيل المثال، فإنّ صيانة بركة تجميع المياه في خراج بلدة بقاعصفرين/ قضاء الضنية بهدف تأمين المياه إلى المزارعين في المنطقة لمنع حصول أي خلاف بين أهالي بشري والضنية حول المياه كما حصل سابقاً وأدّى إلى وقوع قتلى بين الطرفين، كما أنّ هذا المشروع يخدم أهالي قرى بقاعصفرين، بقرصونا، سير، كرم العزيمة، طاران وغيرها.

بهذا الاختيار لا يقتصر المشروع على البُعد التنموي، بل يمتدّ إلى البُعد الوطني الهادف إلى إطفاء الفتنة بين بشري والضنية، خاصة بعد انكشاف مسؤولية مساعدين للنائب وليم طوق المنتمي إلى محور الممانعة، كمحرِّض على محاولة اغتيال رئيس بلدية بقاعصفرين المحامي بلال زود في محاولة منهم لإشعال الإشتباك بين أهالي البلدتين، حيث تقع الإشكالات دائماً تحت عنوان الحقوق في المياه وملكية القرنة السوداء، لكن غالباً ما كان النزاع على مصادر المياه في المنطقة، ومن الواضح أنّ هذا المشروع سيُسهم في إنهاء التوتر المائي، بينما تبقى إشكالية ملكية القرنة السوداء بيد القضاء.

 

تنمية ملائمة للحاجات: أبرز المشاريع الواردة في مذكرة التعاون

– تأهيل واعادة فتح طريق بشري – الأرز التي أصبحت شبه مقطوعة بسبب الانهيارات والعوامل الطبيعية والحُفر مما أدّى الى عدم امكانية الوصول الى القرى الأخرى.

– إضافة طابق على بلدية طرابلس فمبنى البلدية الحالي أصبح قديما ولا يكفي لاستيعاب إدارة بلدية المدينة.

– إنشاء مبنى لبلدية المنية يكفي الدارة دوائر البلدية.

– إضافة أبنية على مهنيات حلبـا، البرج وتكريت – عكار.

 

– تأهيل وصيانة مستودع وأدراج كلية الآداب والعلوم الإنسانية – الفرع الثالث – طرابلس وترميم مركز الأرشيف التابع للكلية كونه دُمِّر خلال الحرب الأهلية.

 

– إنشاء مدرسة لعشائر الفاعور في البقاع. فبلدة الفاعور لا تحتوي على مدارس كافية الأمر الذي يجبر الأهالي على تسجيل أولادهم خارج البلدة وهم غير قادرين على التنقل خارج البلدة بسبب سوء الأحوال المادية للسكان وهذا يحرم الأولاد من حقهم في التعلّم.

– إنشاء قناة ترابية وعبارات لتصريف مياه الأمطار في بلدة مجدل عنجر في البقاع: يساهم هذا المشروع في تأمين حماية سكان المنطقة من الفيضانات المدمرة ويقلل من الخسائر البشرية والممتلكات. بالإضافة إلى أنه يمنع من وقوع الأضرار التي قد تصيب الطرق والجسور والمباني بسبب الفيضانات بنتيجة تدفق المياه بشكل غير المراقب.

باختصار، يؤدي هذا المشروع إلى إنشاء نظام فعّال يعمل على تصريف مياه الأمطار لتجنب حدوث فيضانات، وبالتالي يحمي السكان والممتلكات ويعزز من إستدامة البيئة والمجتمعات.

– تأمين التغذية الكهربائية لمحطات ضخ المياه في صيدا: إنّ التقنين القاسي في التيار الكهربائي يؤثِّر سلباً على عمل مضخّات المياه في منطقة صيدا والبلدات المحيطة بها وهذا يزيد أعباء إضافية على المواطنين وهذا المشروع يربط محطات الضخ الأربعة على خطّ مياه حارة صيدا من محطة عبرا.

– ترميم معهد شحيم الفني ترميم المعهد الفني، بهدف تحسين البيئة التعليمية للطالب وتعزيز التعليم والتدريب في مجالات فنية مثل الفنون والحرف اليدوية، مما يوفر فرصاً تعليمية للمجتمع المحلي. لذلك يجب تدعيم البنية التحتية لحفظ السلامة في المعهد في ظلّ وجود تفسخات في المبنى تشكل خطراً على الطلاب.

– ترميم المجمع المهني الذي يضم مدرسة الصنائع والفنون، المعهد الفني للاختصاصات الفندقية، المعهد الفني للاختصاصات التمريضية والمعهد الفني للتخصصات الصناعية في بيروت طريق الجديدة.

– تجهيز مستوصفي دار الفتوى في بيروت بالآلات الطبية.

– ترميم جامعة المقاصد (الباشورة – بيروت) معهد الدراسات الإسلامية – جمعية المقاصد.

– تجهيز مدارس العرفان بالألواح التفاعلية، مشروع تجديد مرافق الغسيل في القرية الطبية عين وزين ومشروع امداد الأوكسجين في القرية الطبية – عين وزين.

مشاريع تعزيز الاستقرار

حدّد السفير البخاري أهداف هذه الدفعة من المساعدات للبنان بقوله إنّ «هذا الدعم يأتي امتداداً لحرصِ القيادةِ الرشيدة في المملكة على دعم العمل الإنسانيِ والإغاثيِ وتحقيق الاستقرارِ والتنميةِ في الجمهوريةِ اللبنانية»، ومن هنا نرى خريطة توزيع هذه المشاريع، وكأنّها منتشرة على خطوط التماس التنموية والسياسية والمناطقية، وهي تأتي في توقيتٍ حساس كونها تحصل في حالة استمرار الحرب في الجنوب والفراغ الرئاسي في الداخل وتفاقم الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية، الأمر الذي يُهدِّدُ بتصدعات اجتماعية وأمنية وسياسية تزيد من مخاطر الانقسام الراهن.

يمكن القول إنّ مشاريع السعودية الثمانية والعشرين جاءت لتبلسِم جراح اللبنانيين ولتعطي الأمل بأنّ الرياض لن تترك لبنان في مهبّ رياح الفوضى، بل إنّها ستتدخل للحفاظ على الوحدة وعلى ما تبقى من كيان الدولة ومؤسساتها، في وجه كلّ سياسات التخريب والتدمير.