Site icon IMLebanon

السعودية بعيدة عن الحريري حتى تشكيل حكومته… !

 

غادر السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، في الوقت الذي تشكل فيه حكومة، لم ينجح الرئىس المكلف سعد الحريري في حل عقدها حتى الان بالرغم من اشاعة اجواء  تفاولية، انه لن تتأخر ولادتها وفق المواصفات التي وضعها بأنها ستكون مستقلة من غير حزبيين واصحاب اختصاص لكنه هو اجهضها لانه وزع وعودا على اطراف سياسية بأنه سيلبي طلباتها وانكفأ عن التجاوب مع مطالب لقوى اخرى.

 

ومغادرة السفير السعودي كانت لافتة في ظل صمت منه منذ تكليف الرئىس الحريري، وقد يوضع ذلك بعدم التدخل في الشؤون اللبنانية وفق مصدر سياسي انما المعلومات المتوافرة بأن الرياض لا تعطي لبنان اي اهتمام، ولا يقع في اولويات اهتماماتها، كما يتحدث اكثر من مسؤول سعودي في مجالسه وامام زواره، اذ يتسم التعبير بأسف ممزوج بالغضب، عما وصل اليه لبنان من انهيارات على كل المستويات، مع تحميل «حزب الله» المسؤولية، كما اعلن الملك سلمان في كلمته امام الامم المتحدة قبل شهرين، التي تزامنت مع تكليف الحريري تشكيل الحكومة، في رسالة واضحة بأن المملكة لن تقبل حكومة يشارك فيها «حزب الله».

 

ومنذ تكليفه لم يحصل اي تواصل بين الرياض و«بيت الوسط» في دلالة على ان العلاقة بين الجانبين ليست طبيعية بل يشوبها الحذر، اذ لم تعد المملكة تطمئن الى اداء الحريري وفق مطلعين على سياستها تجاه لبنان وان احتجازه في السعودية قبل عامين كان رسالة مباشرة له، بأن سلوكه السياسي يصب في مصلحة تقوية نفوذ ايران في لبنان التي اعلن مسؤولون فيها ان بيروت هي من العواصم الاربع التي قوي فيها النفوذ الايراني الممثل «بحزب الله» وحلفاء له، فحصل على الاكثرية النيابية وقبلها على تسوية رئاسية اوصلت العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية ثم تشكلت حكومتين برئاسة الحريري كان الثلثان فيها لمحور المقاومة.

 

هذه المعطيات والوقائع التي تنقل من الرياض، تؤشر الى عدم رضى سعودي عن الحريري، الذي وضع نفسه تحت سقف المبادرة الفرنسية التي اغلقت الدور العربي في لبنان، الذي كان دائما موجودا وان كانت مصر تحاول التعويض احيانا عن هذا الغياب العربي الذي تملؤه ايران وتحاول تركيا ان يكون لها موقع في المعادلة اللبنانية اذ باتت الاجواء السعودية تميل نحو التهدئة مع سوريا التي تقف بمواجهة «الاخوان المسلمين» بزعامة تركيا التي هم اذرعتها في غالبية الدول العربية والاجنبية وتحرك مجموعاتهم بما يخدم مشروعها الامبراطوري العثماني.

 

فالانكفاء السعودي عن لبنان الذي لم يحصل في اي مرحلة وفي كل ازماته سببه التخبط الذي وقع فيه الحريري بسبب نهجه التنازلي والمجاني والذي لمسته الرياض التي كانت تتزود بتقارير من حلفاء لها، بأن جشع رئيس «تيار المستقبل» للسلطة هو الذي تسبب بما يحصل للطائفة السنية خصوصا وللقوى الحليفة للسعودية التي تبعثرت ولم يعد لديها مشروع سياسي واضح الرؤية، بل مشاريع آنية ومصلحية وهو ما ادى الى انقطاع التواصل بين السعودية والحريري الذي سعى قبل تكليفه برئاسة الحكومة الى استعادة الثقة السعودية به فلم ينجح والمقال الذي كتبه حسن الظاهري في صحيفة المدينة «السعودية بأن المملكة مرتاحة لتكليف الحريري رئاسة الحكومة لم يعكس الموقف الرسمي بل جرى سحب المقال من التداول واختفى عن المواقع في تأكيد أن السعودية لم تقل كلمتها بعد في الحريري حتى تشكيل الحكومة ومكوناتها فإذا كان سقفها كلمة الملك سلمان تعود العلاقة معه واذا خرجت عنها فلكل حادث حديث.