IMLebanon

إنفتاح بعبدا على الرياض لم يصل الى مبتغاه السياسي… الشروط تراوح مكانها 

 

حزب الله اليوم في موسكو المتمسّكة بالحريري وبرفض الثلث المعطل

 

فيما كانت البرودة السياسية مسيطرة على العلاقة، بين رئيس الجمهورية ميشال عون والمملكة العربية السعودية على مدى سنوات، ضمن»طلعات ونزلات» بسبب تحالف الرئيس عون مع حزب الله، لكن بصورة فجائية وفي زيارة بعيدة عن الاضواء، بناءً على نصيحة من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، اوفد رئيس الجمهورية مستشاره الوزير السابق سليم جريصاتي الى السفارة السعودية، للقاء السفير وليد البخاري الذي عاد قبل فترة الى لبنان، واجرى سلسلة لقاءات مع مسؤولين لبنانيّين وديبلوماسيّين ورجال دين، من ضمنهم البطريرك الماروني بشارة الراعي، بعد مطالبته بتحرّك دولي لإنقاذ لبنان، فأتت زيارة البخاري الى بكركي بمثابة رسالة سعودية داعمة لموقفها، وبدورها أرادت بعبدا فتح صفحة جديدة مع المملكة، فصوّبت الاختيار على جريصاتي المقرّب من حزب لله، في رسالة الى الحزب بأنّ هذا الانفتاح لن يكون على حساب التحالف معه.

 

وفي هذاالاطار، يقول مصدر سياسي مطلّع على ما يجري بين الطرفين ل» الديار»: «هذه الزيارة الفجائية لم تكن سوى محاولة إلتفاف على الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي يمّر بعلاقة سياسية سيئة مع السعودية، لكن زيارة جريصاتي لم تصل الى مبتغاها السياسي، بل إقتصر دورها فقط على إذابة الجليد بين بعيدا والرياض، لان العلاقة بين الطرفين سبق ان حدّدها الملك سلمان، عندما إعتبر بأنّ حزب الله يهيمن على القرار اللبناني، مطالباً بمناقشة ما يقوم به الحزب في سوريا والعراق واليمن، إضافة الى ضرورة تطبيق لبنان سياسة النأي بالنفس، التي اقرّت في إعلان بعبدا لكنها لم تنفذ، الى جانب ألا يكون منصّة حكومية تنطلق منها سياسات عدائية ضد المجتمعين العربي والدولي، وغيرها من الشروط التي لا تزال تراوح مكانها في ما يخص تحالف عون مع حزب الله، والتشكيلة الحكومية وشروط المساعدات والى ما هنالك.

 

ورأى المصدر انّ بعبدا تشجعت على الانفتاح نحو الرياض، بعد اتصالات قام بها البخاري مع النائبين السابقين وليد جنبلاط وسليمان فرنجية، إضافة الى زيارته معراب حيث التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، لذا اراد العهد والتيار الوطني الحر، فتح صفحة جديدة معها، والاعتذار عن إساءة احد الضيوف للمملكة خلال حوار متلفز، وذلك قبل ايام قليلة على شاشة «او تي في» التابعة للتيار.

 

وعلى خط آخر، إعتبر المصدر بأنّ زيارة وفد حزب الله برئاسة النائب محمد رعد الى روسيا اليوم، ستكون افضل بالتأكيد من التجربة التي قامت بها بعبدا، لان العلاقة بين موسكو وحزب الله تحكمها مصالح مشتركة ومتقاربة في ما يخص اوضاع المنطقة، كما سيتم تناول الملف اللبناني والتشكيلة الحكومية المنتظرة، وسوف تكون المحادثات على مستويات رفيعة، تتحدّد ما بين مسؤولين في وزارة الخارجية ومجلس الدوما ومجلس الامن القومي الروسي، وتأتي بعد أيام على لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع الحريري في أبو ظبي، فضلاً عن زيارتين قام بهما الى موسكو خلال الاشهر الماضية، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية أمل أبو زيد، مما يعني انّ ملف الحكومة سيكون من ضمن بنود محادثات وفد حزب الله في الخارجية الروسية مع الوزير لافروف، مع بحث دقيق في شؤون وشجون وقضايا المنطقة، وكل هذا سيفتح الباب العريض لروسيا لحوار يتعلق بملفات المنطقة من سوريا الى اليمن، مما يعني إنطلاقة لمعالم مرحلة جديدة، ارادت خلالها روسيا إعطاء فسحات من التشاور مع حزب الله ،الذي تعتبره قوة اساسية في لبنان والمنطقة.

 

وعلى خط التشكيلة الحكومية في لبنان، لفت المصدر الى أنّ روسيا اكدت قبل فترة ولا تزال تؤكد، بأنها مع تكليف الحريري، وترفض تمسّك اي فريق بالثلث المعطل، اي ان موقفها يتطابق مع موقف الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله في هذا الاطار.