IMLebanon

بين النظام السعودي الناجح والنظام الإيراني الفاشل… أين يقف لبنان؟   

 

 

لا شك في أنّ المملكة العربية السعودية وبفضل نظامها الاقتصادي الحر، استطاعت أن تبني دولة عصرية تضاهي أهم بلاد العالم المتحضر، إن كان في أوروبا أو في أميركا أو خارجهما.

 

المملكة استطاعت بفضل قيادتها الرشيدة المعتدلة العصرية، أن تخطو خطوات كبيرة نحو مسار مماثل لمسارات أهم الدول الصناعية والسياحية عالمياً.

 

حسب المعلومات فإنّ السعوديين يصرفون سنوياً 200 مليار دولار في الخارج… هذه النقطة بالذات جعلت ولي العهد يتخذ قرارات تاريخية بالنسبة للمملكة، إن كان من «هيئة الترفيه» التي استطاعت خلال فترة زمنية قصيرة من أن تفتح أهم المطاعم العالمية فروعاً في الرياض وفي جدة، الى المقاهي. وأهمّها ما كان موجوداً في لبنان كالـ»غراند كافيه» و»بيتي كافيه» وغيرهما في السوليدير… هذا أولاً.

 

ثانياً: إن نسبة 70% من السكان في السعودية هم من الشبان الذين تقل أعمارهم عن الـ30 سنة، أي ان هذا المجتمع السعودي هو مجتمع شبابي. لذلك فإنّ القرارات التي اتخذها ولي العهد، جاءت استجابة لمطالب الشباب، إن كان بإطلاق الحريات العامة، الى السماح للمرأة بقيادة السيارات، الى الجلوس في المقاهي والمطاعم الى جانب الرجال، الى وجود عدد لا يستهان به من الفتيات العاملات في مجال تقديم الخدمات في الفنادق، والاستقبال والعمل في المطاعم والمقاهي.

 

فعلاً إن من يذهب اليوم الى المملكة يكاد لا يصدّق وهو يشاهد هذا التغيير.

 

باختصار… إنّ الأموال التي حصلت عليها المملكة استثمرتها في بناء دولة حقيقية غنية، يتمتع شعبها بالرفاهية والعيش الكريم، وقدّمت أهم الخدمات الطبية، مع تأمين فرص عمل للشبان، إذ لا يوجد مواطن سعودي من دون وظيفة، وكذلك لا توجد أية سعودية من دون عمل إلاّ إذا كانت هي لا تريد العمل وتفضل البقاء في البيت.

 

لن أطيل الحديث عن المملكة والنجاحات التي حققها ملوكها العظام الذين مرّوا في الحكم بدءاً من الملك المؤسّس عبد العزيز… الى أولاده سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، الى أن وصلت الى سلمان… كل ملك من هؤلاء الملوك حقق أهداف بناء دولة قوية عصرية وصناعية واقتصادية وسياحية.

 

وللمناسبة فإنّ هناك الكثير الكثير من الحديث عن السياحة الدينية، إن كانت عبر مناسك العمرة أم مناسك الحج، وكم صرفت المملكة في مكة والمدينة على الابنية الشاهقة التي لا يمكن أن يصدّق أحد أنّ هذه الصحراء تحوّلت الى جنّة.

 

تحدثنا عن المملكة العربية السعودية… كيف كانت وكيف أصبحت؟

 

بالمقابل لا بد من الحديث عن الامبراطورية الفارسية التي كانت امبراطورية أيام شاه إيران، وكيف أصبحت أيام آية الله الخميني؟

 

إيران كانت تعتبر أهم دولة عصرية متقدمة على الأصعدة كافة.

 

نبدأ بالاقتصاد، حيث كان الدولار يساوي 3 تومان، اما اليوم فصار الدولار يساوي 30 ألف تومان… هذا نموذج عن الفشل وهذا أولاً…

 

ثانياً: كانت هناك مصانع لسيارات بيجو ورينو، وكانت كل شركة منهما تنتج مليون سيارة… فأين أصبحت هذه المصانع؟ لا أحد يعلم.

 

ثالثاً: كان الجيش الايراني من أهم الجيوش في العالم وكان يعتبر الجيش الاول الذي يستطيع أن يواجه الاتحاد السوڤياتي، فأين هو اليوم أيضاً؟

 

رابعاً: 70% من الشعب الايراني يعيش حالة فقر مُدْقع وتدفع الدولة لهم 20 يورو كمساعدة غذائية.

 

خامساً: الوضع الاقتصادي صعب جداً في إيران.. والوضع الامني أصعب، ووضع الحريات أصعب وأصعب… إذ أنّ أية تظاهرة تقوم للمطالبة بالحريات وبعض المطالب الحياتية تجابه بالقمع والقتل وإطلاق النار والسجن وفي بعض الأحيان تمارس ضد هؤلاء تصفيات جسدية.

 

سادساً: المال الذي تحصل عليه إيران من النفط، يلصْرف على «مشروع التشيّع في العالم العربي».. وعلى سبيل المثال، فإنّ «حزب الله» كلف الايرانيين منذ سنة 1983 الى يومنا هذا فوق الـ70 مليار دولار… بالله عليكم… لو صرفت هذه المبالغ في إيران فأين كانت إيران اليوم؟

 

بالإضافة الى صرف المليارات على «حزب الله»، هناك المليارات التي دفعت في سوريا، لدعم نظام بشار الأسد الذي كان ايلاً للسقوط سقط لولا التدخل الروسي… وكلفت إيران المليارات من الدولارات.

 

أما بالنسبة للعراق، فإنّ إيران دفعت المليارات لكنها سرقت من خلال قاسم سليماني وبالاتفاق مع نوري المالكي… أما اليوم فما كلفة الحرب في اليمن…؟ طبعاً بالمليارات.

 

أمام هذا الصرف على مشروع التشيّع، أصبحت الامبراطورية الفارسية دولة فاشلة وتحوّلت المملكة العربية السعودية من صحراء قاحلة الى أعظم وأهم الدول حضارياً وتقدماً.

 

الشعب السعودي شعب غني، بفضل قيادته الحكيمة… أما الشعب الإيراني فشعب كان غنياً فصار شعباً فقيراً بسبب قيادته التي تصرف المليارات على مشروع ديني متطرّف لن يصل الى أية نتيجة.

 

للعلم فقط فإنّ عدد أهل السنّة في العالم هو مليار وخمسماية مليون مسلم سنّي، بينما يبلغ عدد أهل الشيعة في العالم مائة وخمسين مليون شيعي أي 10% من عدد أهل السنّة.

 

أمام هذا الواقع.. أين يجب أن يكون لبنان؟

 

طبعاً الشعب اللبناني مغلوب على أمره خاصة وأنّ السلاح الذي رخّص للمقاومة لتحرير لبنان من الجيش الاسرائيلي العدو، هذا السلاح تحوّل الى سلاح يحكم لبنان… ولكن للأسف القرار هو بيد «الإيراني» والقرار ليس لبنانياً.

 

بصراحة إذا طلبت من أي مواطن الاختيار بين الجنّة والنار… فإنه يختار الجنّة بالطبع.