IMLebanon

الموقف السعودي الثابت  

 

 

تاريخياً إنّ مواقف المملكة العربية السعودية من قضية العرب الأولى، فلسطين، هي مواقف ثابتة ومبدئية ولم تكن في يوم من الأيام إلاّ مواقف ثابتة ومبدئية ويمكن تلخيصها بالآتي:

 

أولاً- إقامة الدولتين: دولة فلسطينية مع دولة إسرائيلية.

 

ثانياً- قيام دولة فلسطين أولاً، كمدخل للسلام.

 

المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز قال لوزير خارجية أميركا في حينه هنري كيسنجر: أنت أوّل يهودي أستقبله في المملكة ولولا أنك تمثل الولايات المتحدة لما استقبلتك، أي إني أستقبلك كوزير خارجية أميركا أياً كان انتماؤك ودينك.

 

طبعاً الملك فيصل دفع ثمن موقفه يوم قطع النفط عن أميركا والغرب في حرب ١٩٧٣… وهو الذي كان يردد دائماً أنه سيصلي في القدس…

 

هذا الشعار ردده آلاف المواطنين السوريين اثناء زيارته الى سوريا بعد «حرب تشرين» (١٩٧٣) فبعد صلاة يوم الجمعة خرج الآلاف من السوريين يرددون: «بدنا نصلي في القدس يا فيصل».

 

أيضاً المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز، طرح في قمة بيروت العربية (٢٠٠٢) مشروع سلام كاملاً يقوم على إعادة الأراضي العربية المحتلة الى ما كانت عليه قبل حرب ١٩٦٧، وعُرف مشروعه بـ»المبادرة العربية للسلام».

 

أمّا كل الكلام عن لقاءات أو اتصالات بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين فهي للبلبلة والتشويش على مواقف السعودية القومية، ولقد يكون مصدرها الكيان الصهيوني ذاته، إضافة الى بعض المتضررين من دور المملكة وصلابة موقفها التاريخي المعروف والموصوف، والذين لا همّ لهم إلاّ المزايدة.

 

فالمملكة التي رعت، وترعى الكثير من الدول العربية والإسلامية هي واضحة في ما تتخذه من مواقف وليس لديها إلاّ ما يصدر عن القيادة في المملكة التي كانت أمس بالذات ترد على الإدعاءات الاسرائيلية الفارغة، إذ أعلنت الرياض بلسان وزير خارجيتها فيصل بن فرحان ان الاسرائيليين غير مرحب بهم في المملكة، بعدما أعلنت تل أبيب رسمياً انها سمحت لمواطنيها بزيارة المملكة في محاولة خبيثة للإيحاء وكأنّ هناك تفاهماً بين البلدين، فجاء الرد السعودي حاسماً ليضع النقط على الحروف، وليستفيد من المناسبة، عشية «صفقة القرن» المتوقع أن يتحدث عنها اليوم الرئيس الاميركي دونالد ترامب… فشددت السعودية على رغبتها في السلام، ولكن ليس أي سلام، إنما ذلك القائم على العدالة في الأزمة والصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل… وقبل ذلك لن يكون من «انخراط لإسرائيل في محيطها».

 

عوني الكعكي