IMLebanon

السعودية في عهد الملك سلمان وولي عهده  

 

 

في 23 كانون الاول 2015 تسلم الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم في المملكة العربية السعودية بعد وفاة شقيقه الملك عبدالله، ما يعني أنّ هذه هي السنة السادسة لتسلم الملك سلمان الحكم في المملكة، وبهذه المناسبة لا بد من التوقف عند بعض الإنجازات التي تحققت في عهده:

 

أولاً: حرب اليمن

 

إنّ من يعرف عقلية وتفكير الملك سلمان، يدرك أنّ هذه الحرب لم تكن تريدها المملكة، وهي حاولت جاهدة أن تتلافاها. لكن وللأسف فإنّ المخطط المرسوم من قِبَل الفرس الذين يريدون زعزعة الأمن في المملكة كان معداً سلفاً، إذ كما هو معلوم فإنّ اليمن تمثل خنجراً في خاصرة وصدر المملكة. لذلك عندما حصل الانقلاب في اليمن، وسيطر الحوثيون المدعومون بالسلاح والمال والرجال من الفرس، كان لا بد للمملكة من أن تعيد أهل اليمن الى الحكم… وهنا تدخلت المملكة بعد سقوط صنعاء، وبعد محاولة احتلال عدن… في 26 آذار 2015، تدخلت وطردت الحوثيين من عدن، وأقامت حكماً يمنياً بقيادة (عبد ربه منصور هادي)، وأعادت تنظيم الجيش اليمني، ووضعت كل الامكانيات المالية والعسكرية والسياسية في يد النظام الجديد كي يستعيد الشعب اليمني بلاده من يد الحوثيين، الذين هم في الحقيقة مجموعة من اليمنيين ولكن ولاءهم كان للفرس الذين يعتبرون أنفسهم جزءاً من ولاية الفقيه… هذه الحرب مدعومة من الاميركيين لسبب هو أنّ المعامل الاميركية المنتجة للأسلحة بحاجة دائماً الى حروب، لذلك لا بد من إيجاد منطقة ساخنة تستهلك كميات من الاسلحة..

 

وهكذا فإنّ المدخّرات التي حصلت عليها المملكة من النفط، ذهب قسم منها الى المعامل المنتجة للسلاح في أميركا. كذلك كان لا بد من أن تطول هذه الحرب، لأنها لو توقفت فستتوقف المعامل الاميركية فتصاب أميركا بحال من الركود الاقتصادي.

 

ثانياً: أي إنسان يذهب الى المملكة اليوم يشعر بمدى التغيير الحقيقي الذي حصل، خاصة بالنسبة لدور المرأة السعودية، فقد بدأت تشاهد النساء في جميع الأماكن، في الوزارات، الى الشركات، الى المتاجر، الى السينما، وإلى المقاهي وإلى المطاعم. أي ان المرأة صارت حرّة بكل معنى الكلمة.

 

ثالثاً: السماح للمرأة بقيادة السيارة.. ما وفّر على الخزينة السعودية أجور 500 ألف سائق معظمهم أجانب، أي ان هناك استنزافاً للخزينة كان موجوداً فحُلّت المسألة من خلال هذا التدبير الحكيم.

 

رابعاً: الانفتاح السياسي والاقتصادي والمالي والإنمائي والسياحي الذي حصل في خلال هذه السنوات… ولم يحصل مثله في تاريخ المملكة. وهنا، لا نُقَلّل من أثر الملوك الأشقاء الذين جاؤوا قبل الملك سلمان، لأنّ هذه العائلة بَنَت المملكة حجراً وراء حجر. ففي الخمسينات كانت تلك البلاد صحراء لا يوجد فيها إلاّ القليل القليل من الخضار…

 

أمّا اليوم فهناك مزارع، على سبيل المثال مزارع شركة المراعي التي يملكها الأمير سعود الكبير الذي هو ابن عم الملك، هناك تظن نفسك أنك في أميركا، وقد زرت إحدى تلك المزارع التي تحتوي على ٥٠٠٠ رأس بقر، وهناك معامل للحليب والجبنة واللبنة وجميع مشتقات الحليب، فتظن نفسك في أميركا. هذه واحدة من أصل خمس مزارع مشابهة، وتقوم شركة المراعي بتوزيع الحليب ومشتقاته في جميع أنحاء المملكة، وتصل الى كل دول الخليج.

 

خامساً: فتح «السياحة» على مصراعيها، إذ يكفي أن تذهب الى أي مقهى وتجلس فيه بين الناس، لتظن نفسك أنك في بلد أوروبي لا في السعودية.

 

جميع مطاعم أوروبا وأميركا واليابان ودول آسيا، كلها افتتحت فروعاً في جميع أنحاء المملكة… وهناك 200 مليار دولار يصرفها السعوديون في الخارج.

 

أمّا اليوم، وبعد فترة وجيزة لن ترى سعودياً يذهب للسياحة خارج المملكة، لأنه ليس بحاجة، خاصة وأنه لو أراد أن يذهب الى مطعم إيطالي، فكل المطاعم الإيطالية لها فروع في المملكة، كذلك بالنسبة للمطاعم الفرنسية والاسبانية.

 

بالنسبة لهذه المواضيع فإنّ ولي العهد يتابع هذا الملف شخصياً، فقد عيّـن تركي آل الشيخ رئيساً لهيئة الترفيه التي حققت إنجازات كبرى.

 

سادساً: السياحة الدينية والإنجازات التي تحققت في مكة المكرمة، والمدينة المنوّرة، ومنها القطار من جدّة الى مكة المكرمة ومن مكة الى المدينة المنوّرة.

 

هذا وستكون السياحة الدينية على مدار السنة من أهم موارد الخزينة في المملكة العربية السعودية. هذا غيض من فيض، مما تحقق، ومؤشر على مستقبل حضاري واعد.

 

إنّ هذا التحوّل الكبير أدّى الى نهضة كبيرة وتطوّر ملحوظ… لن ينفع ما يحاول أعداء المملكة فعله، من طمس معالم الحضارة الآخذة بالاتساع… ولن تقوى محاولات الفرس في إخفاء ما وصلت إليه المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وحتى اليوم، وبخاصة ان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده، أثبتا بالأفعال، أنّ الإخلاص والصدق يؤدّيان حتماً الى النجاح الأكيد.