Site icon IMLebanon

ويلكم من غضب السعودية (3/2)  

 

 

بيّنا في الحلقة الأولى صباح يوم السبت حرص المملكة العربية السعودية على لبنان وشعبه، منذ المؤسّس الأوّل الملك عبدالعزيز آل سعود، مروراً بالملوك من أبنائه، وانتهاء بخادم الحرمين الشريفين الحالي الملك سلمان بن عبدالعزيز… وأكدنا كيف أخذ ملوك المملكة المتعاقبين، بوصية والدهم، فكانوا دائماً إلى جانب لبنان… وأعطينا أدلة على ذلك بمؤتمر الرياض عام 1976 الذي نتج عنه قوات الردع العربية، ثم باتفاق الطائف عام 1990 الذي وضع حداً للحرب الأهلية ووحّد الاتفاق جميع الأطياف اللبنانية، إضافة إلى ما قامت به المملكة من استثمارات ومساعدات لا تُخفى على أحد.

 

وها نحن اليوم، نتابع مراحل العلاقة بين المملكة العربية السعودية ولبنان حتى يومنا هذا… وأكدنا أنّ لبّ الخلاف سببه تدخل إيران في الشؤون العربية واللبنانية وهيمنتها على معظم مرافق الدولة اللبنانية.

 

هنا بدأ الصراع في لبنان بين مشروع إيراني يريد فرض سيطرته على لبنان من خلال حزب يحمل السلاح، بحجة التحرير، والذي صار بعد عام 2000 مشروعاً للسيطرة على الحكم في لبنان، كما صرّح بذلك أكثر من مرّة، آية الله الخامنئي، وبين مشروع سيادي يطالب بحرية واستقلالية الموقف اللبناني. وهنا بدأت المصائب، إذ بدأت العلاقات بين لبنان وبين ما يسمّى بمحور المقاومة والممانعة، تأخذ منحى مختلفاً: فمن تحرير الاراضي اللبنانية الى «تغيير» النظام اللبناني والسيطرة على الحكم في لبنان.

 

والأمثلة على ذلك بعد اغتيال شهيد لبنان رفيق الحريري كثيرة:

 

تبدأ أولاً بألا تُشكّل حكومة إلاّ بعد مدة أقلها سنة، لتنفيذ أوامر الحزب.. وعدم انتخاب رئيس، إلاّ بعد فرض الاسم الذي يرضى عنه محور المقاومة والممانعة… وتعطيل سنة ونصف السنة يوم انتخاب الرئيس ميشال سليمان وسنتين ونصف السنة يوم انتخاب الرئيس ميشال عون.

 

وبدأ لبنان يرزح تحت «الوصاية السورية». فمنذ انتخاب الرئيس بشار الأسد خلفاً لوالده، بدأت الأمور تتغيّر فأصبح الوجود الإيراني في لبنان احتلالاً بكل ما في هذه الكلمة من معنى… وظل الأمر على حاله حتى تمّ اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري، فانتفض اللبنانيون، وكان القرار رقم 1559 الذي صدر في صيف 2004 وأدّى الى إجبار القوات السورية على الانسحاب نهاية نيسان عام 2005.

 

وللتذكير فإنه فور صدور القرار، أعلن وزير خارجية سوريا فاروق الشرع ان هذا القرار غير مهم، لأنّ هناك آلاف القرارات التي أصدرتها الأمم المتحدة ولم تنفذها إسرائيل، فلماذا علينا أن ننفذ نحن؟ وقبل نهاية عام 2004 وبعد مرور 3 أشهر على القرار جاء تصريح ثانٍ لفاروق الشرع يقول فيه: دخلنا لبنان بطلب من الحكومة اللبنانية وعندما تطلب منا الحكومة اللبنانية ذلك نحن مستعدون تنفيذ الطلب اللبناني… كما أعلن الرئيس بشار الأسد في خطاب أمام مجلس الشعب السوري، وهكذا بعد الانسحاب السوري خلت الساحة للإيرانيين حيث أعلن أكثر من مسؤول وأكثر من رئيس إيراني ان إيران تسيطر على 4 عواصم عربية هي: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.

 

هنا بدأت المشاكل مع المملكة، حيث تبيّـن أنّ المخطط الإيراني لتنفيذ مشروع التشيّع وصل الى الحدود السورية. وكما يُحكى فإنّ اليمن تشكل خطراً كبيراً على المملكة. وقد لاحظنا عدداً كبيراً من الاعتداءات بالطائرات المسيّرة على الأراضي السعودية… يوجد حدود مساحتها 5500 كيلومتر بين المملكة وبين اليمن. لذلك تحوّل الوجود الإيراني في اليمن الى خطر على الدولة السعودية فكان لا بد من التدخل عسكرياً مع دولة الإمارات العربية المتحدة لوضع حد لاحتلال الحوثيين الذين ينفذون سياسة إيران، وهم يريدون من خلال احتلال اليمن الوصول الى المملكة العربية السعودية.