IMLebanon

الإرهاب بعينه

 

 

كثير على اللبنانيين المقيمين في السعودية التطمينات الرسمية من قبل السلطات لهم على الرغم من العلاقات المتشنجة مع أطلال الدولة اللبنانية المصادرة سيادتها بفعل الاحتلال الإيراني.

 

كثير على هؤلاء اللبنانيين أن تصنفهم المملكة في بيان لحكومتها، إثر سحب سفيرها، بأنهم “جزءٌ من اللحمة” التي تجمع الشعب السعودي وأشقاءه العرب رغم التوتر السياسي الحاد بينها وبين المنظومة السياسية المدجنة، التي يقفز أفرادها على مئة حبل ليبقوا على قيد السلطة والمواقع والكراسي.

 

وكثير عليهم أن يعود الملف اللبناني إلى التداول بين الفرنسيين والخليجيين، بما يخفف بعض العزلة، وإن كان لا يزال وقف الإنهيار حلماً بعيداً.

 

هذا الكثير لم يرض أدوات المحور الإيراني الساعي إلى إفقار كل اللبنانيين من دون إستثناء، أسوة بما هو واقع الحال في سوريا والعراق واليمن، على إعتبار أن هذا هو الشكل الطبيعي للحياة في “الدول الحرة المجاورة” كما وصفها الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني.

 

المطلوب تنفيذ الأجندة لإستكمال الشكل الطبيعي، وليس عرقلتها. والظاهر أن وجود جاليات لبنانية في الدول الخليجية يشوش مسيرة الصمود والتصدي لوسائل العيش الكريم حيث يهل الهلال الإيراني.

 

بالتالي، لا بد أن يصنف في خانة أعداء الأمة من يعمل في دول يجب الإعتداء عليها وفق الأجندة، وتحديداً إذا تمكن من دعم أهله بتحويلات تخفف من معاناتهم، لأنه حظي بعمل شريف في دولة محترمة لا تسرقه مع كل طلعة شمس.

 

المهم قطع الطريق على كل من يحول دون تحقيق الأهداف المرجوة.

 

لذا كان لا بد من رفع السقف وتكبير حجر الإستفزاز ووصف من يفتح أبوابه لهم بـ”الإرهابي الذي يحتجز مئات الآلاف من اللبنانيين، يتخذهم رهائن ويهدد بهم لبنان ودولة لبنان كل يوم”.

 

لا يهم ما هو رأي اللبنانيين الذين تعتبرهم أدوات الاحتلال الإيراني رهائن.. لا يهم أن هؤلاء تحديداً، يشكرون ربهم قياماً وقعوداً لأنهم لا يعيشون تحت رحمة هذه الأدوات. لا يهم أن بعض “الجاليات اللبنانية” في الداخل اللبناني أصبحت تبحث عن إنعزال يحميها منهم او تنادي بالفيدرالية واللامركزية المالية.

 

والمهم الهدف من هذا الإستفزاز. وهو الأمل بالحصول على ردود فعل، أقلها يؤدي إلى طرد مئات الآلاف من الذين لا يزالون أحراراً في تحصيل لقمة عيشهم من دون رعب ارتفاع جنوني لسعر صرف الدولار والوقود أو فقدان الدواء وتعطيل التعليم، او عدم التعايش مع العتمة وانقطاع المياه والأنترنت.

 

يجب أن يعود هؤلاء الذين حصلوا على إستقلالهم وسيادتهم على حياتهم إلى حيث يمكن التحكم بهم وتجويعهم وإذلالهم وسرقتهم وحرمانهم من الأمن والأمان، وذلك أسوة بغيرهم ممن كُتب عليهم معايشة القهر اليومي والقرف اليومي لدى سماع أدوات المحور يتبجحون بكذب عن السيادة والكرامة والعزة، وما إلى ذلك من مفردات مضللة مخدرة ككبتاغونهم ومفرغة من معانيها.

 

الهجوم على السعودية لا يؤثر فيها بالتأكيد، ولا يستحق حتى التعليق من جانبها، لكنه يؤذي اللبنانيين فيها وفي غيرها من دول الخليج، حتى لو لم ينتج عنها أي رد فعل عملي ومباشر.

 

ذلك أن تهديد الباحثين عن لقمة عيش وحياة كريمة لهم ولأهلهم ورميهم إلى جهنم القلق المستمر على مصيرهم ومصير أولادهم هو الإرهاب بعينه.

 

والمحور وأدواته ملوك الإرهاب.. وبسعيهم غير المشكور لن نحظى على ما يبدو بـHappy new year…