Site icon IMLebanon

المملكة العربية السعودية فوق كل اعتبار

لا أدري لماذا يدخل السيّد حسن نصرالله لبنان طرفاً في أي نزاع خارجي، وكأنّه لا يكفينا انخراطه في الحرب السورية فذهب الى البحرين، ومنها أكمل طريقه بالتدخل في اليمن.

والسؤال الذي أوجّهه الى سماحة السيّد نصرالله: صحيح أنك حصلت على أموال طائلة من إيران كدعم لمقاومة إسرائيل وهذا كان مقبولاً لغاية انسحاب إسرائيل سنة 2000 كما كان مبرراً في حينه، ولكنك لم تكتفِ بذلك، وبدلاً من أن تعيش حال الانتصار الكبير الذي حققته للبنان فإنك لا تزال متعلقاً بمسمار جحا في مزارع شبعا والغجر… لكي تبقي السلاح في خدمة ولاية الفقيه.

ولا بد أن سماحتك تعرف أنّ آية الله الخميني الذي كان يقيم في العراق وطرد منه ورفضت الكويت استقباله، فلجأ الى باريس، بالله عليك يا سيّد ألا تعلم لماذا ذهب الى باريس؟ ومن جاء به من باريس الى إيران؟

فهل تصدّق أنّ هذه هي الثورة أو تراها مشروع فتنة سنيّة – شيعية خدمة لإسرائيل التي تخاف من العراق ومن سوريا ومن السعودية ومن مصر عندما كانت تلك الدول دولاً يحسب لها الحساب: عراق صدّام حسين، سوريا حافظ الاسد، مصر جمال عبدالناصر، السعودية الملك عبدالعزيز والملك فيصل والملك فهد والملك عبدالله… خصوصاً بالأكثر اليوم الملك سلمان الذي صبر طويلاً وطويلاً ازاء مشروع ولاية الفقيه الذي اكتشف أنه لن يتوقف إلاّ بالسيف، فكانت «عاصفة الحزم».

طبعاً، خسارة مشروع ولاية الفقيه من ناحية في اليمن، ومن ناحية ثانية في سوريا حيث حلت روسيا محل إيران بل ألغت الدور الايراني الذي فشل في أن يحقق أي تقدّم لمصلحة النظام، الذي يريدون الحفاظ عليه من أجل إسرائيل.

نعود الى المشكلة اليوم… مشكلة الإعدامات التي نفذت في المملكة: 47 مواطناً سعودياً بينهم ثلاثة، فقط ثلاثة، ثلاثة فقط شيعة، والباقون سُنّة، ولا نعلم لماذا هذه الحملات الجانية، هل هي من أجل رجل خرج على القانون؟ وهل يسمح له بأن يرتكب ما يريد لمجرّد أنّه شيعي؟

فأين المشكلة؟

وهل أصبح للإرهاب دين وطائفة؟

وهل تعلم يا سماحة السيّد أنّ إيران أعدمت ألف مواطن إيراني في العام 2015؟

ونود أن نذكرك بأنه في باكستان جرى إعدام رئيس حكومة سنّي، ولم نر في أي بلد عربي مَن وقف محتجاً على هذا الإعدام إنطلاقاً من المذهب الذي ينتمي إليه الرجل.

نعود الى تصريح رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد والنظرية الجديدة التي طلع بها: إنهم لا يريدون الرئيس الحريري ومبادرته لأنه تابع للسعودية.

نقول لصاحب هذه النظرية: إنّ أي رئيس حكومة في لبنان هو، قلباً وقالباً، مع المملكة العربية السعودية خصوصاً مع آل سعود لأسباب عديدة أهمها:

1- يوجد في المملكة 500 ألف مواطن لبناني، ويوجد في سائر بلدان الخليج العربي نحو 300 ألف لبناني، ولولا هؤلاء الـ800 ألف لبناني لكانت المجاعة تفشت في لبنان، وهم الذي يحوّلون الى لبنان أكثر من خمسة مليارات دولار.

2- لو أردنا أن نعدّد أفضال آل سعود على لبنان فهي لا تحصى ولا تعد: الاستثمارات، الدعم في البنك المركزي، مؤتمر الرياض، مؤتمر الطائف، الهِبات المتلاحقة للجيش، وفي الـ2006 «حزب الله» تسبب بتدمير لبنان والسعودية عمّرته.

نقطة أخيرة: يحاولون اتهام السعودية… بالله عليك يا سيّد حسن أليْس أنّ تدمير سوريا وتدمير العراق وتدمير اليمن، ووجودكم في سوريا(…) أليْس هذا كله في مصلحة إسرائيل؟

عوني الكعكي