IMLebanon

السعودية ومَذمّة المالكي!

كان من المضحك تماماً ان يصاب نوري المالكي بنوبة دفعته الى التهجّم المسفّ على السعودية، ليبدو الأمر بمثابة تكليف مضحك ايضاً من مرجعيته المعروفة، وذلك رداً على انهيار الانقلابيين الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح في عدن، التي عادت الى سلطة الشرعية اليمنية بما يمهّد لفشل طهران في وضع يدها على اليمن وباب المندب.

المالكي الذي دمّر العراق واستولد “داعش” نتيجة سياساته الاقصائية والكيدية ومن منطلق مذهبي كريه، كان من المفترض ان يكون الآن سجيناً في أبو غريب أو في أم الطبول بعدما انكشف طوفان الفضائح التي اقترفها، ولم يكن من نتيجتها سقوط الموصل فحسب بل اكتشاف أنه أدار سلطة غارقة في الفساد الى أذنيها أنفقت أكثر من ١٢٠ ملياراً من الدولارات على إعادة بناء الجيش العراقي، الذي تبين أنه جيش وهمي من الأشباح وأن مخصصاته كانت تذهب الى جيوب المالكي وجماعته!

منذ وصوله الى السلطة نتيجة صفقة أميركية – إيرانية استبعدت أياد علاوي عن رئاسة الحكومة على رغم تفوّقه في الانتخابات، بدا المالكي بمثابة مقاول يعمل على إثارة الفتنة المذهبية بين السنّة والشيعة، بما يخدم ضمناً المخطط الأميركي الصهيوني لإغراق المنطقة في صراعات بغيضة بين المسلمين.

ليس خافياً أنه نكّل بعناصر “الصحوات” من رجال العشائر الذين هزموا “القاعدة” في الأنبار بعدما عجز الأميركيون عن هذا، نكّل بهم ولم يفِ بوعده بإلحاقهم بالجيش لمجرد أنهم من السنّة، ثم انه عاملَ كل سنّة العراق وكأنهم صدام حسين الديكتاتور الكريه الذي سبق له أن نكّل بالشيعة.

غالباً ما يقال إن المالكي هو رجل طهران في بغداد، ولكنه تمادى في تصرفاته الكيدية والاقصائية الى درجة أن القيادات الشيعية العراقية الدينية مثل المرجع الأعلى علي السيستاني ومقتدى الصدر وعمّار الحكيم والقيادات السياسية ضاقت به وطالبت بإنهاء تسلّطه وإبعاده عن رئاسة الحكومة.

هذه القيادات هي نفسها الآن تعرب عن استيائها واستهجانها لتصريحات المالكي التي تحاملت على السعودية، وقت يسعى الرئيس فؤاد معصوم الى إصلاح ما أفسد المالكي في علاقات العراق العربية وخصوصاً مع الرياض، ولهذا كان من الطبيعي أن يعلن أن تصريح المالكي شخصي لا يمثّل الرأي والموقف الرسمي للعراق، وهو ما فعله تحالف القوى العراقية السنّية، الذي اعتبر أن تصريح المالكي مخالف للدستور ويصبّ في مصلحة أعداء العراق.

لم تجد الرياض في مَذمّة المالكي وافتراءاته السخيفة ما يستحق الرد، فالرجل الذي استولد الإرهاب يتهمها بصنع الإرهاب، والفاسد الذي استولى على المليارات وبَنى جيشاً من الأشباح ويستحق المؤبّد يدعو الى وضعها تحت الوصاية الدولية… وليس خافياً أن الوصاية الإيرانية عليه هي التي تقوّله ما لا تقول!