Site icon IMLebanon

السعودية وإيران والأسد يحتاجون إلى أميركا

في بداية اللقاء، وكان موعده بعد توقيع الاتفاق – الإطار مع إيران، تحدث المسؤول الأميركي السابق الكبير الذي تعاطى من موقعه المهم جداً مع قضايا دولية وشرق أوسطية عدة من بينها إيران، قال: “في المفاوضات السابقة، التي استمرت سنتين مع ايران أو ربما أكثر، كان العمل شاقاً. نجح في هذه المرحلة لأن الإيرانيين أدركوا أن لا تفاوض من دون تنازلات متبادلة. عليهم أن يحدّدوا تنازلات لا تمسّ نظامهم وأن يقدموها. كما على أميركا وسائر أعضاء المجموعة الدولية 5+1 أن يقدّموا تنازلات لا تؤذي جوهر الموضوع، أي لا تمكّن إيران من صنع سلاح نووي وتالياً من تهديد المنطقة به. ما ساعد على الاتفاق الآن وليس قبلاً مجموعة عوامل، منها الأذى الكبير الذي ألحقته بها العقوبات المتنوعة رغم علم الجميع أنها ستكون قاصرة عن إسقاط النظام. العقوبات خفّضت إنتاج النفط الإيراني إلى النصف وربما إلى أكثر منه، وجاء انخفاض أسعاره بأكثر من 50 في المئة ليجعل دخلها الحالي منه يهبط إلى ربع المدخول سابقاً، أي في أيام العز (انتاج نفطي واسع ولا عقوبات). فضلاً عن أن إيران وصلت إلى اقتناع بالحاجة إلى تحديث بناها التحتية المتنوّعة وفي مقدمها النفطية والكهربائية والاقتصادية”. ثم أضاف: “أنا لست ضد الاتفاق، لكن عليه أن يكون واسع المدى. وعلى إيران أن تكون مستعدة لتناول المشكلات والقضايا الإقليمية بالبحث. في السابق، تمّ التطرُّق إلى هذه القضايا، لكن البحث فيها لم يكن مركَّزاً. والآن دَخَلت أو أُدخِلت أو يجب أن تُدخل التفاهم النووي الذي لم يكتمل بعد. يجب دفعها إلى الخوض فيها بجدية وإلى الحوار حولها كي يكتمل الاتفاق النووي. هذه أمور صعبة طبعاً، وربما فيها “طلعات ونزلات” (Ups and Downs). لكن لا بد من العمل عليها. المشكلة الآن هي أن على أميركا أن تعالج الموضوع الإسرائيلي (رفض التفاهم مع إيران)، وموقف بنيامين نتنياهو الذي لم يكن عقلانياً. علماً أن المؤسسة العسكرية في بلاده، كما الأجهزة الاستخبارية فيها، تدعم الاتفاق. علينا أن ننتظر لنرى ردّ فعل الشارع الاسرائيلي عليه. لا بد من إقناع نتنياهو بأن إيران التي يركِّز عليها (يفوكس) يمكن الافادة من التفاهم معها في تسريع عملية السلام الفلسطيني العربي الإسلامي – الإسرائيلي. العرب جاهزون لذلك. محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية جاهز أيضاً. إيران لن تحارب إسرائيل مباشرة ولكن بالوكالة (By Proxy) وربما لن تصالحها أيضاً كما تقول أنت. هي ليست في حال حرب معها رسمياً. ولذلك كله يمكنها أن تسرِّع، أو بالأحرى أن تسهِّل، التسوية السلمية. السعودية والأسد السوري في حاجة إلى أميركا، وإيران في حاجة إليها مع أنها حاولت أن تعمِّم نظرية أن أميركا تحتاج إليها اكثر منها”. علّقتُ: حصل في المملكة العربية السعودية انتقال للسلطة سلِس وهادئ وسريع بعد انتقال الملك عبدالله بن عبد العزيز إلى جوار ربه لكن البعض، مع اقراره بالمشار اليه، شبَّهه بالانقلاب أو بشيء قريب منه. هل ذلك صحيح في رأيك؟ وما هي أسباب سلبية الموقف السعودي من أميركا ومن مفاوضاتها النووية مع إيران؟ أجاب المسؤول الأميركي السابق الكبير وصاحب الموقع المهم نفسه: “ما حصل أن فريقاً في العائلة المالكة أقصى فريقاً آخر عن السلطة. لكن الأمر تمّ في سرعة وهدوء. وما هي انعكاسات ذلك؟ لا نعرف. أما أسباب السلبية أو بعض التردّي في العلاقة، إذا جاز استعمال هذا الوصف، فكثيرة منها أن العلاقة بين الرياض وواشنطن انطلقت دائماً من علاقة ممتازة بين رئيس أميركا وملك السعودية وذلك منذ مؤسِّسها الراحل عبد العزيز آل سعود. لم تقم علاقة كهذه بين الملك (الراحل) عبدالله والرئيس أوباما. ثم مرض العاهل السعودي وتقدّمت به السن فأفلتت الأمور بعض الشيء، ولم يعد المسؤولون الآخرون مستعدين لتحمّل المسؤولية واتخاذ القرارات اللازمة. هذا فضلاً عن أزمة سوريا و”الربيع العربي” اجمالاً وعن اعتراضات السعودية على أميركا بسبب “سماحها” باسقاط رئيس مصر حسني مبارك. وهنا تعتبر المملكة أن أميركا لم تفعل شيئاً، الأمر الذي أوصل سوريا إلى الحال الراهنة.

ماذا سيحصل في سوريا بحسب رأيك”؟ أجبت: تُلام أميركا بسبب تردّدها في الموضوع السوري. لكن العرب والمسلمين يُلامون قبلها، إذ لم يقوموا بما كان يجب أن يفعلوه واكتفوا بالدعم السياسي والمادي للثوار.

“ماذا كان عليهم أن يفعلوا؟”، سأل.