Site icon IMLebanon

السعودية توتر الاجواء السياسية والشعبية

طبعاً هناك متغيرات على خط سير السياسات المرسومة في لبنان الذي هو الجزء الابسط في المنطقة، وبالطبع ايضاً قالت واشنطن كلمتها لبعض الحلفاء في لبنان، وفق مصادر ديبلوماسية بأن يتريثوا في الحركة وبناء المسارات في لبنان، لان هناك اموراً تغيرت من طبيعة الحركة الروسية العسكرية في سوريا، وفي طليعة ما سيجري التمهل فيه، ملف رئاسة الجمهورية الذي بالتأكيد كما قالت المصادر، لم يعد سعودياً او اميركيا فقط في لبنان، بل بات في ايادي اكثر من لاعب اقليمي ودولي.

وهنا تقول المصادر نفسها انه مخطىء من يظن ان سوريا ليست لاعبة من خلال حلفائها في الملف الرئاسي اللبناني، وهذا امر تؤكده الوقائع، وان كان الحلفاء في محور المقاومة لم يرسموا خطوطهم السياسية اللبنانية على اساس التدخل العسكري الروسي في سوريا، الا انهم وفي الطليعة حزب الله يملكون المعلومات والمعطيات في كيفية اتجاه الرياح.

حزب الله يملك المعلومة والمعطى لأنه مشارك في صناعتها وليس في موقع المتلقي، اذ انه على علم بأتجاه الرياح الاقليمية والدولية، كما انه على علم بأن هناك استراتيجيات تبدلت وتغيرت في المنطقة، واهمها ان واشنطن التي ترسم خرائط في السياسة والجغرافيا، ليست بالضرورة قادرة على تطبيق هذه الخطط.

من هنا فأن الديبلوماسية جالت وصالت قبل مدة في لبنان ووجهت اسئلة للعديد من شخصيات ورموز 14 اذار حول رؤيتها للاوضاع في لبنان والمنطقة، على ضوء اي نتائج مستجدة في تطورات الساحة السورية، لكن لم يكن يتوقع احد في لبنان، وهذا ما اكده قيادي في فريق 14 اذار، ان تبادر روسيا الى القيام بعمليات عسكرية نوعية متواصلة.

القيادي في 14 اذار وفي معرض معطياته وتحليله يرى، انه ما كان للقيادة الروسية ان تقوم بهذه الخطوات العسكرية دون التفاهم على الاقل مع الولايات المتحدة الاميركية، خصوصا ان الاميركيين كانوا يرون الحركة العسكرية الروسية في البحر والجو خلال الاشهر الماضية، ويشير القيادي الى ما نشر في «الديار» نقلاً عن صحيفة معاريف، حول لقاء نتنياهو بوتين قبل بدء العمليات العسكرية في سوريا، وهنا الامور باتت واضحة لمن يعنيهم الامر الاقليمي والدولي.

في المقابل، كانت زيارات الديبلوماسي الروسي الكسندر بوغدانوف ولقاءاته السورية واللبنانية، واجتماعه مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والتنسيق العسكري الذي كان قائماً بين كل من روسيا وسوريا وايران وحزب الله واعلنت مصادر عسكرية روسية لوكالة «انتر تاس» ان حزب الله شريك حقيقي لروسيا في سوريا، كلها كانت اشارات هامة فيما كان سيجري من تطور على الصعيد الروسي العسكري في سوريا.

ان كل التطورات السورية يجب ان تؤخذ على محمل الجد في لبنان، لأن لبنان لن يكون بعيداً عن تطورات سوريا، خصوصاً ان هناك معطيات تتحدث عن ان الجماعات التكفيرية قد تلجأ الى الضغط في مكان ما من لبنان الى الاردن عدا عن سوريا، وهذا الضغط قد يأخذ اشكالاً امنية دموية وربما شكلت بعض الاعمال التخريبية الطفيفة الاسبوع المنصرم والاعتداءات على الجيش، على الحدود الشرقية، اشارات واضحة ان الجماعات التكفيرية قد تلجأ الى التصعيد في امكنة متعددة بهدف حماية نفسها كما تظن، خصوصاً لجهة الهروب واللجوء الى لبنان او بعض المدن ومناطق لبنانية محددة.

لذلك لا بدّ من اصرار القوى اللبنانية على دعم الجيش في هذه المرحلة والانتباه الى العوامل الامنية والحفاظ على الاستقرار الداخلي قدر الامكان، ولذلك اعتبر البعض ان استمرار جلسات الحوار ضرورة ومن الخطأ ايقافه مهما كانت الاسباب، الا اذا كانت لدى بعض الجهات ان الامور لا تتطلب حواراً كون المتغيرات القادمة على لبنان، سوف تُعيد رسم العناوين السياسية في لبنان كجزء من التحولات القادمة على مجمل المنطقة.

لكن يبقى وفق المصادر ان معالم السياسة السعودية في لبنان مربكة وغير واضحة فيما يتعلق بتطورات في سوريا، وتحذّر المصادر في 8 اذار ان تعمل السعودية على توتير الاجواء السياسية والشعبية في لبنان عن طريق حلفائها، بغية اشغال حزب الله والضغط عليه في سوريا من خلال الساحة اللبنانية.

معالم هذه المرحلة سوف تظهر من خلال المواقف التي سيعلنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال ايام عاشوراء التي ستبدأ الاسبوع المقبل، ومن خلال هذه المواقف يجب استشفاف بعض المحطات الهامة على الصعيدين الداخلي والاقليمي.