فيما تتوجه أنظار بعض اللبنانيين نحو السعودية منتظرة منها الإفراج عن الرئاسة أو المساهمة الكبرى في الحل، يرى ديبلوماسي عربي سابق أن «لا المشكلة ولا الحل بيد السعودية».
يقول هذا الديبلوماسي إن المقاربة اللبنانية التي تعتبر أن السعودية تتحمل المسؤولية الأكبر في الأزمة اللبنانية الحالية هي مقاربة غير دقيقة، لأن «المملكة لم تعد مهتمة بالوضع اللبناني الداخلي».
وتعود فترة الانكفاء إلى الفترة التي قررت فيها الرياض توسيع شبكة اتصالاتها في لبنان، خصوصا على الساحة السنية. وفي ذلك الإطار، أتى استقبال ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الامير محمد بن سلمان لعدة شخصيات لبنانية معظمها سنية وقد قال لإحداها: العلاقة مع المملكة لم تعد حصرية لفئة واحدة.
بعد هذه المبادرة، أرسلت السعودية إلى لبنان موفداً خاصاً اجتمع بمعظم الشخصيات، ورفع، بالنتيجة، تقريراً إلى السلطات السعودية يشير فيه إلى أن «لا أحد يستطيع فعل شيء مقابل هيمنة حزب الله»، فأقفل الموضوع سعودياً على الأثر.
منذ ذلك الحين، اعتبرت المملكة أن لبنان يحكمه «حزب الله» وأن كل الحكومات هي حكومات تحت سيطرة هذا الحزب، فيما «لا يفعل جماعتنا شيئاً لمواجهة هذه الهيمنة، بل على العكس، يسعون إلى الاتفاق معه لمعالجة الملفات العالقة».
حسب الديبلوماسي العربي، فإن موقف السلطات السعودية تجاه لبنان، يعود بشكل رئيسي إلى غرق الرياض بمعالجة ملفات كبيرة، أولها حرب اليمن، ثم الحرب في سوريا وليس آخرها هم مصر التي باتت مكلفة جدا للسعودية.
لهذه الأسباب، يجزم الديبلوماسي العربي السابق بأن لبنان لم يعد أولوية للسعودية، وبالتالي على اللبنانيين أن لا يعولوا عليها لا سلباً ولا إيجاباً، فدورها في المرحلة الراهنة منكفئ.
بحسب المصدر، يبدو أن تركيا تحاول ملء الفراغ على الساحة السنية الذي تركه انكفاء المملكة السعودية، خصوصاً في الشمال وفي طرابلس تحديداً، لكن إلى أن يتبلور دور تركيا في لبنان، فإن الأزمة الرئاسية تأخذ طابعاً محلياً، لكن معظم الأطراف لا يبدون استعداداً لحلها.