Site icon IMLebanon

السعودية تدعو سلام الى «الصمود والتصدي»

كل فترة تنتشر معلومات بأن رئيس الحكومة وصل الى مشارف الاستقالة، وهو يحضّر نصّها لتقديمها… لكن الى من؟، هذه النغمة ما زالت تسمع منذ بدء تشكيل الحكومة السلامية، وعلى الرغم من تفاقم الملفات الشائكة والعالقة على طاولة مجلس الوزراء، وتشعّبها يوماً بعد يوم بهدف فرض الاعتكاف ثم الاستقالة، تبدو ارض الواقع مرتاحة لان الاستقالة ممنوعة داخلياً وخارجياً، وتحديداً بقرار من الدول الفاعلة. لان الحكومة اليوم باتت آخر معاقل الشرعية، وبفقدانها يصل لبنان الى فراغ ثلاثي مخيف سيؤدي الى ضياع البلد، بحسب ما تشير مصادر سياسية مطلعة وتؤكد أن قراراً دوليا  قد اتخذ منذ تشكيل هذه الحكومة، بأنها ممنوعة من الاستقالة لان المرحلة دقيقة جداً، ناقلة عن مقرّبين من سلام بأنه باق باق باق مهما جرى، ومهما تلقى دعوة داخلية من هنا او من هناك الى الاستقالة، خصوصاً ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يدعمه بقوة ولن يتخلى عنه، وبالتالي فهو «مفبرك» اساسي للحلول منعاً لسقوطه مع حكومته.

ورأت هذه المصادر أن من يراقب المشهد السياسي السائد اليوم في البلد، يتراءى له على الفور أن ثمة من يعمل على إفراغ مؤسسات الدولة الدستورية بالقوة، والمشهد المذكور بات يتردّد منذ فترة طويلة وفي عدة اطارات، منها الملف الرئاسي ومؤسسة مجلس النواب، واليوم اتى دور الحكومة او المؤسسة الدستورية الوحيدة التي تقف عرجاء غير قادرة على تحمّل أي ملف، في ظل النزاعات والتناحرات القائمة بين وزرائها، وهذا ما يؤكد أن فريقاً سياسياً يعمل على الهاء المواطنين بملفات عديدة، منها ملف النفايات والتعيينات وغيرها.

وسألت المصادر عن سبب تلكؤ الدولة في إيجاد حلول جذرية لكل الملفات كا يجري في كل دول العالم، وحتى في دول العالم الثالث، لكن في لبنان كالعادة لا حلول بل خلافات وصفقات مالية وابتزاز متبادل على حساب صحة اللبنانيين، من دون ان يكون هنالك اي رادع، والسؤال: اين الدولة ورجال السياسة؟، لان ما يجري اليوم خطر جداً وهدفه القضاء نهائياً على المؤسسات، وبالتالي فرض الاستقالة على رئيس الحكومة، الذي لم يعد قادراً على التحمّل وبالتالي لو كان سواه في الحكم لكان قلب الطاولة على الجميع على حد قول المصادر، لكن هو ابن عائلة سياسية عريقة لطالما عملت من اجل مصلحة لبنان وتميّزت بوطنيتها، ناقلة بأن المملكة العربية السعودية تدعو سلام  دائماً الى الصمود وسط الالغام والتصّدي بقوة للمعرقلين، لانها لن تقبل فراغاً ثلاثاً على غرار ما يطمح اليه البعض لتحقيق حلمه بمؤتمر تأسيسي، مما يعني ان رهان هذا البعض على استقالة سلام خاسر جداً، وبالتالي فالامور مرشحة للبقاء هكذا حتى تشرين الاول المقبل. فلا آلية حكومية مشتركة ومقبولة من الجميع، ولا حلول جذرية لكل الملفات العالقة، بل تناحرات ضمن اطار معين اي بعيدة عن لعبة الشارع، وهذا يعني إجازة صيفية طويلة لن يستفيد منها إلا الوزراء الذين حجزوا العطلة الصيفية منذ اشهر، إضافة الى النواب الذين يسافرون تباعاً الى عواصم اوروبا بحثاً عن الراحة، فيما يتحّمل المواطن وحده تداعيات قراراتهم الخاطئة دائماً.

وختمت المصادر المذكورة بأن لبنان اليوم مثقل بالهموم والمصاعب اكثر من أي وقت مضى، خصوصاً بعد عودة لغة التصعيد الى الخطاب السياسي، وطغيان الجو المتشنج على الساحة اللبنانية، على أثر الردود المتبادلة بعد كل ازمة تحصل في الداخل، وهذا دليل على مصير اسود ينتظر لبنان، في حال لم يتحرّك المسؤولون والسياسيون المعنيون لوضع حلول للملفات العالقة التي تتراكم يوماً بعد يوم، ما يجعل الوضع غير مقبول لانه دخل في المجهول وهذا مخيف جداً.