Site icon IMLebanon

السعودية ستهزم إيران في اليمن

الحملة المركزة التي تقوم بها جماعة «حزب الله» تثبت أنّ الحزب هو كما قال سماحة السيّد حسن نصرالله «جندي صغير في جيش ولاية الفقيه»، لذلك كل ما يقوله جماعة «حزب الله» ينطلق من موقع إرضاء إيران بغض النظر عما يقولون.

تصوّروا أنّ خمسة من أهم القادة في «حزب الله» وفي يوم واحد، يوم عيد الفصح المجيد لدى الطوائف المسيحية الشرقية، توالوا على الكلام، فقد تحدّث كل من:

1- النائب نواف الموسوي.

2- رئيس المجلس التنفيذي السيّد هاشم صفي الدين.

3- نائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ نبيل قاووق.

4- رئيس تكتل نواب بعلبك – الهرمل السيّد حسين الموسوي.

5- عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض.

نبدأ بكلمة عضو كتلة الوفاء للمقاومة… (عفواً… يا حرام يا أيتها المقاومة كم يستغلون اسمك) النائب نواف الموسوي باشر كلامه بالتنديد بالعدوان الاميركي السعودي على اليمن بسبب هيمنة المال السعودي.

وأسأل النائب الكريم: كيف ينتقد الموقف الاميركي في اليمن ويؤيّد الموقف الاميركي في العراق؟ فهل أميركا هنا هي غير أميركا هناك؟!.

ثانياً: يقول إنّه يرفض أن يتحوّل لبنان الى إمارة سعودية يكون فيها السفير السعودي مفوّضاً سامياً أو حاكماً عسكرياً…

كلام جميل… فهو يخاف على لبنان أن يتحوّل الى إمارة سعودية…

ولكن أن يصبح لبنان بفضل سلاح «حزب الله» المقاوم إمارة إيرانية، فلا مشكلة!

أو أن يحتل «حزب الله» بيروت بالسلاح كما جرى في 7 أيار 2007 فهذا أيضاً مطلوب ومحق.

وأن يكون المرحوم غازي كنعان حاكماً عسكرياً وأن يكون اللواء رستم غزالي حاكماً عسكرياً للبنان فلا مشكلة…

المشكلة عندما يطلب سفير المملكة العربية السعودية في لبنان أن يكون تلفزيون الدولة حيادياً، أي ألاّ يتهجّم على المملكة العربية السعودية، فهذا مطلب غير محق والسفير أصبح حاكماً عسكرياً ويصبح أيضاً المفوّض السامي.

ثالثاً: يقول الموسوي إنّ أميركا والسعودية تسعيان الى المس بالوحدة في صف المقاومة وحلفائها وهذه المساعي ستخيب في وجه قوة تماسك فريق المقاومة ولا سيما «حزب الله» وحركة «أمل».

أعجبني هذا التحليل لأنّه منطقي جداً، أميركا العظمى والمملكة العربية السعودية لا تنامان ولا تشربان ولا تأكلان مشغول بالهما على سماحة السيّد حسن نصرالله الذي لا يزال مختبئاً في أحد الملاجئ في الضاحية الجنوبية أو متخفياً في أحد البيوت السرية.

يا جماعة، قليلاً من التواضع.

رابعاً: تحدّث عن الاتفاق بين أميركا والدول الست وإيران وهنا تحدّث عن عظمة إيران وكيف أنّها لم تتراجع عن مواقفها وأنّها ماضية في مشروعها النووي.

عظيم جداً، لو سلمنا جدلاً بما يقوله النائب المحترم أريد هنا أن ألفت نظره الى أحد بنود الاتفاق الذي ينص أنّه على إيران أن تضمن أمن إسرائيل، نعم أمن إسرائيل!

وهنا تفرض الملاحظة ذاتها: بموجب هذا الاتفاق يعني أنّه سيكون مطلوباً من «حزب الله» أن يحمي إسرائيل وأمنها.

وثمة أسئلة تقفز الى الواجهة:

السؤال الأول: كيف لدولة ولاية الفقيه والمهدي المنتظر أن تحمي الشيطان الأصغر وأين شعار: «الموت لأميركا والموت لإسرائيل»؟

السؤال الثاني: حين تتفق إيران مع أميركا على بند ضمان أمن إسرائيل ألا يعني ذلك أن تتخلى إيران عن «حزب الله»؟ وما هو مصير «حزب الله»؟ ولنفترض جدلاً أنّ إيران توقفت عن دعم «حزب الله» مالياً ما هو مصير «حزب الله»؟ وهل يبقى هذا الحزب؟ سؤال جوابه بحاجة الى الإنتظار، ولكنني أفترض أنّه لن يصمد أكثر من أشهر وربما أسابيع محدودة…

وحتى إذا أسهم الحزب في ضمان أمن إسرائيل، كما أسلفنا، فلن تعود إيران في حاجة إليه!

خامساً: يقول قياديو «حزب الله» إنّ الشعب اليمني سوف يتصدّى ويقاوم الطيران السعودي مشبهين الحالة بما تعرضت له المقاومة اللبنانية من الإعتداء الإسرائيلي.

والواقع أنّ الوضع مختلف كلياً، فالمشكلة في اليمن هي في التدخل الإيراني بدعم مجموعة من الحوثيين بالسلاح والمال والتدريب… والمشكلة أيضاً بأنّ الرئيس السابق الشاويش علي عبدالله صالح سرق 60 مليار دولار من مال الشعب اليمني الفقير ولا يزال الأقوى في السلطة وفي الجيش… وهو كما يقول المثل «نكاية في الطهارة عملها في سرواله».

إنّه ينتقم من شعبه لأنّ الشعب اليمني تظاهر ضده وأسقطه…

أمّا السعودية فتساعد السلطة الشرعية وهي لا تريد الحروب ولا من سياستها الحروب ولكن عندما تفرض عليها فماذا تفعل؟ لقد انتظرت السعودية سنوات وسنوات وحاولت عبثاً بجميع الطرق الديبلوماسية أن تعود إيران الى رشدها وتوقف مشروعها التدميري في العراق أولاً وفي سوريا ثانياً وفي لبنان ثالثاً والآن في اليمن…

وقبلها محاولة إيران إسقاط النظام في البحرين ما اضطر السعودية لأن تتدخل عسكرياً لإسقاط المشروع الإيراني بتشييع العالم الاسلامي ضمن مشروع ولاية الفقيه والمهدي المنتظر.

إنّ الشعب اليمني سينتصر على الحوثيين وعلى الإيرانيين لسبب بسيط، فهذا الشعب لا يقبل بفئة صغيرة ضالة لا تشكل أكثر من 5% من مجموع السكان في اليمن أن تتحكم به!.. علماً أنّ الشعب اليمني يكره ولاية الفقيه ويكره الفرس لأنهم دولة إستعمارية تريد أن تفرض سيطرتها بالسلاح.