IMLebanon

السعودية لا تُغيّر نظرتها من نظام الأسد

السعودية لا تُغيّر نظرتها من نظام الأسد

وتركيا ترهن خروجها من سوريا بخروج إيران

يبدو أن الوضع في سوريا قد شهد خلال الأسابيع الأخيرة تغيرات كبيرة جدا، أكان من الناحية السياسية أم من الناحية الاستراتيجية على الأرض.

ففي السياسة، جرت سلسلة لقاءات في أكثر من دولة خليجية من بينها قطر بحثا عن حلول دبلوماسية للأزمة السورية، لكن ثمة أبوابا لا تزال موصدة مع تصلب الجانب الايراني وتمسكه بشخص بشار الأسد وما تبقى من أركان نظامه، وذلك على الرغم من القناعة الضمنية لطهران، أن هذا النظام غير قابل للعيش لفترة طويلة نتيجة عوامل ميدانية وانسانية كثيرة.

وانطلاقا من هذه اللقاءات الفاشلة، فان المعلومات المؤكدة تشير الى أن المملكة العربية السعودية لم ولن تغير سياستها تجاه نظام الأسد على الرغم من كل ما قيل مؤخرا في هذا الاطار.

وهنا تلفت المصادر الى أن السعودية سوف تبقى داعمة للمعارضة السورية المعتدلة التي تسير على خطين متوازيين، خط محاربة النظام وخط محاربة ارهاب داعش، مع العلم أيضا أن المملكة من أكثر الداعمين لتركيا في حربها على داعش والتي بدأت بعد التفجير الارهابي الذي استهدفها.

كما أن الرياض تدعم انشاء منطقة عازلة محمية في الشمال يمكن أن تقطن فيها اعداد كبيرة من اللاجئين السوريين العائدين.

وفي هذا السياق، رُسمت معادلة جديدة مفادها أن تركيا لن تغادر سوريا الا بعد أن تغادرها ايران والميليشيات الشيعية التابعة لها ومن بينها «حزب الله» والمنظمات العراقية والافغانية.

هذه المعادلة تدعمها أيضا، وإن بشكل خفي الولايات المتحدة الاميركية، فيما تقف روسيا موقف الصامت ازاءها، خصوصا وأن الدب الروسي قد حقق جزءا كبيرا من مصالحه الاستراتيجية والاقتصادية، لا سيما بعد سلسلة اللقاءات التي جرت في موسكو ومن بينها اللقاء الشهير بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان.

وبالاضافة الى هذه المعطيات، فان ثمة معطيات أخرى تلفت الى أن تركيا تعمل على ثلاثة خطوط، خط دعم المعارضة السورية المعتدلة وخطي محاربة داعش وحزب العمال الكردستاني المصنف ارهابيا، وتبدو أنقرة مقتنعة بقرب انتهاء نظام القتل وذلك لمستجد مهم عبّر عنه صراحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حين أعرب عن اعتقاده أن الرئيس الروسي بوتين يتجه إلى التخلي عن بشار الأسد.

وفي ما يتعلق بحزب الله، فان وضع مقاتليه في سوريا يزداد سوءا يوما بعد يوم، وذلك بحسب ما يؤكده الميدان، فالقلمون لم يعد يُذكر اسمه على ألسنة قياديي الحزب الذي يعاني في الزبداني وغيرها من المناطق التي يتواجد فيها، لكن لا يمكن القول ان «حزب الله» ومن خلفه ايران سوف يخرجان غدا من سوريا، اذ أنهما يلعبان آخر ورقة لديهما في المنطقة بعد هزيمة مشروعهما في اليمن وخروج العراق شيئا فشيئا من يديهما بحكم واقع الصراع والاحتجاجات الشعبية الشيعية والتي تتزايد بسبب التراجع الكبير بالخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وغير ذلك.