Site icon IMLebanon

السعودية انهت فترة قصاص الحريري

ماذا يجري في سوريا؟ هو سؤال تصعب الاجابة عليه وان كان الهدف المرسوم بات معروفاً لدى الجميع في لعبة «تقسيم المقسّم» وفق توصيف رئيس مجلس النواب نبيه بري ففي المجريات السورية ان الثابت الوحيد فيها عملية النزوح الممنهج للسوريين الى حد ان تفريغ سوريا من سكانها يطرح الكثير من الاسئلة وعلامات الاستفهام لا تلقى اجوبة من صناع القرار، ولصالح من ولاي هدف يطرح الامين العام للامم المتحدة بان كي مون خطة لتوطين النازحين السوريين في الدول المضيفة ومنحهم الجنسية ليتمتعوا بحقوق المواطنة، بدلاً من اعادتهم الى بلدهم لا سيما وان ثمة مناطق آمنة في الداخل السوري بمقدورها استيعابهم وفق الاوساط المواكبة للمجريات.

وحده الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الحالم باعادة السلطنة مع خلافتها «وتنابلها»، تلقف طرح الامين العام للامم المتحدة ليعلن ان تركيا ستمنح 3 ملايين نازح سوري الجنسية التركية لمن ارادها ووفق معلومات ديبلوماسية ان من سيتم تجنيسهم هم من طائفة معينة وان الاحقية في الحصول على الجنسية وضعت له تراتبية معينة يأتي في طليعة طالبيها رجل المال والاعمال بالدرجة الاولى والنخب الاجتماعية اي الاطباء والمهندسين واصحاب الاختصاص في الدرجة الثانية، اما سكان المخيمات فيأتون في آخر السلم وفق الاوساط نفسها، وربما الهدف الاساسي من مشروع اردوغان ارضاء الاوروبيين او ابتزازهم بعدما فرض شروطه عليهم لايقاف طوفان النزوح السوري باتجاه اوروبا واستحصل على 3 مليارات دولار من الاتحاد الاوروبي تحت ستار ما يسمى بالمساعدات الانسانية اضافة الى شرطه دخول الاتراك الى دول الاتحاد المذكور دون الحصول على تأشيرة دخول اضافة الى ان السلطان التركي حاول بمشروعه منح الجنسية التركية لطالبيها من النازحين حشر الدول الاخرى للسير بمشروعه ما يخلق ارباكاً كبيراً في اوروبا ناهيك بدول المنطقة وفي طليعتها لبنان والاردن اللذين سيعانيان من تداعيات خطرة على صعيد الكيان والكينونة لما يشكله التغيير الديموغرافي من محاذير والمعروف ان البلدين الصغيرين لا يزالان يعانيان من اللجوء الفلسطيني حيث يستضيف لبنان ما يفوق 600 الف لاجئ فلسطيني اما الاردن فبلغت نسبة المجنسين الفلسطينيين فيه 75% من عدد السكان الاردنيين.

وتضيف الاوساط انه وسط هذه الصورة وصل الى لبنان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت الذي يعوّل عليه بعض الحالمين من اهل السياسة لتحريك المياه الراكـدة في الملف الرئاسي حيث البلد مقطوع الرأس منذ عامين وشهرين تقريا الذين بنوا احـلاما لا عـلاقة لها بالواقع على خلفية زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف وولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان لباريس وقد اسمع الرجلين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند نفس الكلام ان الرئاسة اللبنانية شأن محلي لا علاقة لنا به وليتوافق اللبنانيون على ذلك.

وتشير الاوساط الى ان اعادة تعويم الرئيس سعد الحريري من قبل السعودية من خلال افطاره على مائدة الملك سلمان بن عبد العزيز ووعده بتسوية اوضاعه المالية تدل على ان المملكة اعتمدته كرجلها في لبنان ومنحته هالة الزعيم السني على الحلبة الداخلية بعدما امضى فترة عقوبته المادية ووفق العارفين ان الحريري المرض عنه حديثا يكثف لقاءاته في المملكة وانه قد يحمل في جيبه كلمة السر الرئاسية في وقت يؤكد فيه العارفون بالغيب السياسي ان طريق بعبدا تمر في حلب واذا نجح الجيش السوري في الحفاظ على اقفال طريق الكاستيلو ولم يتراجع كما يحصل في حروب الكر والفر فربما فتحت ثغرة في جدار الاستحقاق الرئاسي ولن يتم انجازه قبل انتهاء انتخابات الرئاسة الاميركية ووصول ادارة جديدة اما زيارة ايرولت فتبقى في خانة بحث ملف النازحين السوريين وكان هولاند قد سبقه الى ذلك.