Site icon IMLebanon

السعودية تعمل على احراق اوراق القادة الموارنة

لا شيء جديداً يمكن تسجيله في السير نحو طريق بعبدا. ولم تطأ اي قدم بشكل جدي عليها حتى الساعة وكل ما في الامر يتلخص بالضرب على اسوار الرابية لعل وعسى، فيما الجنرال عون يعي تماماً حكاية القصص والروايات تماماً كما حصل معه منذ اشهر عدة لحظة الاحتفال بعيد ميلاده في دارة الرئيس سعد الدين الحريري، وما يتبين فيما بعد ان سلسلة من تواريخ ميلاد العماد عون يمكن تسجيلها على لائحة «المستقبل» للاحتفال بهاوفق طريقة غب الطلب، واذا كان نصح النائب سليمان فرنجية الجنرال بعدم قطع قالب الحلوى ولا تذوقه، وكانت النصيحة تساوي جملاً فكيف لفرنجية ان يعمد الى التطلع نحو عيد ميلاده المقبل وهو يعرف علم اليقين ان المسألة اكبر من الداخل اللبناني وصولاً الى المملكة السعودية.. فالوعد المقطوع لعون قبل فرنجية بتعبيد الطريق له نحو بعبدا واقناع السعودية به لا يعدو كونه محاولة سياسية مشروعة ضمن اللعبة بامكانية ابعاد بنشعي عن الرابية، فلا الزفت وصل الى الطريق ولا الشرخ تم ايجاده!! ولكن لماذا كل هذا الضجيج الاعلامي كلما استدعى الحريري قادة مسيحيين موارنة الى الخارج تقوم الدنيا ولا تقعد؟

اوساط سياسية عليمة تعطي للبنانيين ورقة نوايا دون تنفيذ ورؤى لا يمكن صرفها واخبار لا يمكن تصديقها، وتقول: ان مجمل الاهداف الكامنة وراء التحركات التأكيد ان اختيار رئيس الجمهورية من قبل المسيحيين يمثل زمناً ولى الى غير رجعة، وهذا ما تظهره الهبات بين فترة واخرى اما حقيقة الامر تكمن بالنظر الى حال المسيحيين المزرية والتي باتت تعيش حالة من انتظار الدعوات وفحوصات الدم دون اعطاء نتيجة تذكر، ومرد هذا الامر انقسام القادة المسيحيين وضعفهم في توحيد مواقفهم على خلفيات عدة وفي مقدمها التهافت نحو كرسي بعبدا وفق اشارات محصورة الامكانية للتنفيذ، وهذا في طبيعة الحال لا يسري على زعيم المردة سليمان فرنجية الذي لا يمكن وضعه في خانة استسهال بلعه عند اول منعطف بالرغم من معرفة الجميع ان صلابة ابن زغرتا ووفائه لاصدقائه لا يرقى اليه الشك في اي حين وهو لو اراد القفز امام الجنرال في الاستحقاق الرئاسي لفعلها في العلن دون حاجة للمواربة المعهودة من قبل العديد من السياسيين بل هو صامد وراء العماد عون حين يتخلى الجنرال عن مرشحه وغيرذلك يبقى في اطار لا ينطبق على سيرة ابن فرنجية الذي تتنافى سيرته واجداده مع صفات العمل السياسي الذي يحمل في طياته الكمائن وما شابه.

الاوساط تورد من خلال تحرك فرنجية الاخير انه اراد تأكيد المؤكد وفق التالي:

1- لا قدرة للبنانيين على انتاج رئيس للجمهورية بفعل ارتباط الاستحقاق بتداعيات ما يجري في المنطقة.

2- جس نبض بعض الحلفاء وغيرهم من تحركاته التي لم يفصح عنها وهنا تكمن معرفة الحقيقة بتقبل ترشيحه حتى من اقرب المقربين اليه، ولكن ما ظهر منهم لم يخيب ظنه بصورة مطلقة.

3- التأكيد على ضرورة التواصل مع من تواصل معه من قبله واجراء الفحوصات لشركائه في الوطن، وتؤكد هذه الاوساط ان ما تحدث به فرنجية مع الرئيس سعد الدين الحريري لا يمكن وضعه في خزنات الاسرار انما هو مطابق بالتمام مع ما يقوله في العلن. ولم يؤثر بالزعيم الزغرتاوي كلام جنبلاطي مشجع من هنا اهدافه معروفة سلفاً ولا انتقاد من هناك يمكن تلمس مراميه لتصب كافة هذه الدفعات له الى الامام في حديقة الجنرال الخلفية الا ان فرنجية اسرع الى الكشف ولو في السر الى ان انتظاره على الكوع لعرقلة ما حدث لم ينجح ابداً حتى ولو لو تم اعتباره كميناً محكماً الا ان زمن الكمائن قد رحل الى الابد.

4- في مطلق الاحوال لابن فرنجية الحق في محاولات عدة في استكشاف الجدية والتعامل النظيف الذي يعتمده هو وفي ظنه القيام بعملية تعميم شاملة على الجميع لهذا الاسلوب حتى لو ذهبت الامور الى المتاح في الغد بعد ان يكون غير ميسر اليوم.

5- برز صمت مطبق من قبل حزب الله وكان على الجميع قراءته بفعل اعتباره مؤشراً هاماً الى ان السيد حسن نصرالله يعرف الجنرال وفرنجية ومدى صدقيتهما في التعامل الا ان قواعد العمل مع الآخرين لم تكن مشجعة، لهذا اعتمد السكوت لان المملكة العربية السعودية لها كلمة الفصل في هذا الاطار وهي الآن منشغلة بالملف السوري والحرب في اليمن.

6- تسأل هذه الاوساط عن مبررات تقبل تيار المستقبل للنائب فرنجية رئيساً للجمهورية في هذا الوقت خصوصاً ان لا شيء تبدل لا عند فرنجية ولا لدى السعودية او المستقبل، ولماذا سيعمد المستقبل الى الانقلاب على مواقفه في هذا الوقت بالذات، الا اذا كان العمل على الايحاء ان ورقة الرئاسة ما زالت في جيب المستقبل بعد سلسلة لقاءات لقادة سنّة في السعودية وعلى رأسهم عبد الرحيم مراد وغيره، ولكن هل المطلوب عملية مبرمجة لاحراق اوراق القادة الموارنة الواحد تلو الآخر؟!