IMLebanon

السعودية تقرع الجرس للبنان

مواقف السعودية المساندة للبنان لا تخفى على أحد٬ فالسعودية هي التي أوقفت الحرب الأهلية في لبنان والتي كانت قد بدأت في عام ٬1975 واستمرت خمسة عشر عاًما حصدت الأخضر واليابس. وبعد نهاية هذه الحرب ساهمت السعودية في بناء البنية التحتية في لبنان بعد خرابها ولا تزال٬ إذ قدمت منذ عام 2001 دعًما للبنان يزيد على 28.25 مليار ریال سعودي توزعت على منح ومساعدات وقروض وودائع٬ ولكن أن تقابل الحكومة اللبنانية كل ذلك وعلى المنابر العربية والإقليمية والدولية في ظل مصادرة ما يسمى حزب الله اللبناني لإرادة الدولة٬ كما حصل في مجلس جامعة الدول العربية وفي منظمة التعاون الإسلامي٬ من عدم إدانة الاعتداءات السافرة على سفارة المملكة في طهران والقنصلية العامة في مشهد٬ فتلك ردود فعل كان على الحكومة اللبنانية أن تتداركها قبل فوات الأوان٬ ولذلك لا يلوم أحد السعودية عندما أوقفت المساعدات المقررة للجيش اللبناني لشراء أسلحة فرنسية وقيمتها ثلاثة مليارات دولار أميركي٬ بسبب «المواقف اللبنانية المناهضة» للمملكة في أزمتها مع إيران. وإذا بقي شيء تفعله حكومة لبنان فهو تحييد دور «حزب الله» الذي صادر الدولة في لبنان وشرعيتها وجاء الوقت الذي تواجه فيه «حزب الله» الذي كان ولا يزال مصدًرا للمشكلات التي تحل بلبنان بدًءا من حرب فرضها على لبنان تمثلت في العدوان الذي قامت به إسرائيل على لبنان عام 2006 دمرت فيها إسرائيل البنية التحتية للدولة اللبنانية٬ وانتهاًء بمشكلة القمامة التي أخفت الوجه الحضاري للبنان.

عبارة «إن لبنان ينأى بنفسه» التي يرددها رئيس وزراء لبنان كلما حدث شيء في المنطقة العربية ما عاد يشفع لها أن يكون للبنان موقف إيجابي عربي ليس فقط تجاه السعودية ولكن تجاه كل قضايا العرب ليعي قادة لبنان الموقف الذي هم فيه ويتصرفوا على أساسه٬ حيث إن لبنان دولة مستقلة ذات سيادة وهو الآن على مفترق طريقين: إما أن يظل رهينة لـ«حزب الله» وإيران٬ وعندما يسلك لبنان هذا الطريق عليه أن يتحمل تبعية هذا الموقف وردود فعله من قبل الدول العربية..

وما الموقف الذي اتخذته السعودية إلا بداية لسلسلة مواقف سوف تتخذ ضد لبنان ليس من السعودية فقط وإنما من الكثير من الدول العربية وخاصة دول الخليج العربي التي تعد أكبر الدول العربية استضافة للجالية اللبنانية٬ إذ يقدر عددهم بـ500 ألف لبناني يحولون نحو 6 مليارات دولار سنوًيا إلى لبنان٬ فيما حجم الأعمال التجارية المملوكة لرجال أعمال لبنانيين في دول الخليج يقدر بـ50 مليار دولار سنوًيا والأيام القادمة سوف تكشف ماذا سوف تكون عليه ردود فعل دول الخليج تجاه لبنان.

والطريق الآخر أن يسلك لبنان الطريق الأسلم٬ وهو أن يكون لبنان عربًيا ويقوم بتحييد نفوذ «حزب الله» على الدولة وينتخب رئيًسا للجمهورية يساوي بين كل الأحزاب والطوائف اللبنانية ويملك القوة ويكون لديه رئيس وزراء كالراحل رفيق الحريري «الذي نهض بلبنان».

هل تستوعب حكومة لبنان الدرس السعودي وتقف مع الصف العربي قولاً وفعلاً؟ أم تكون كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال خوًفا من «حزب الله» الذي أصبح يثير الفتن ليس في لبنان فحسب إنما في الكثير من الدول العربية وبذلك يخسر لبنان وجوده كدولة ويخسر العرب.. هذا ما سوف تكشف عنه الأيام القليلة القادمة!