IMLebanon

السعودية توقف بث «المنار» على «عربسات»

بعد «الميادين»، قرر النظام السعودي معاقبة قناة «المنار»، بإيقاف بثها على قمر «عربسات». خطوة يراد منها إقفال الفضاء في وجه القناة التي عجزت طائرات العدو الإسرئيلي عن إسكاتها، أكثر من دقيقتين، برغم تدمير مبناها عام 2006

في 19 تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، خرج قمر»عربسات» نهائياً من لبنان، وتحديداً من موقع البث في «جورة البلوط». خرج بقرار مبيّت، في العزم على الإنتقال الى الأردن المجاورة. قرار بطبيعة الحال لم يكن له علاقة بقناة «الميادين»،التي أبتزّ من خلالها القمر الصناعي الدولة اللبنانية مهدداً إياها، إما بقطع بث «الميادين»، وإما بخروجه من لبنان.

وبعدما تكشفت حقيقة هذا الأمر، وحجبت «الميادين» دون سابق إنذار أو مقدمات تمهيدية أو تفاوضية، أتى اليوم دور قناة «المنار» التي حجب بثها أمس عن قمر «عربسات»، في تكرار للسيناريو عينه الذي حصل مع «الميادين».

في آخر حديث للمدير العام لقناة «المنار» مع «الأخبار»، إبراهيم فرحات، كان مطمئناً الى سير العقد الموقع بين محطته وقمر «عربسات»، قائلاً «إنه لا مشاكل حالية مع إدارة الشركة»، لكن مع إبداء بعض المخاوف المتعلقة بإنتقال بث القمر الصناعي العربي الى الأردن، وتحديداً في ما يتعلق بـ«الرقابة الني تفرضها السلطات الإعلامية» هناك، صدقت مخاوف فرحات، وأُنزلت «المنار» أمس عن الأقمار الصناعية لـ»عربسات» في خطوة مفاجئة، اعتبرتها «قناة المقاومة» «أجدَد ما توصلت إليه سياسة كمّ الأفواه ومحاربة كل صوت يصدح بالحق وبالحقيقة، ويبحث عن مساحة حرة في عالمنا العربي والاسلامي». ولمحّت الى من يقف خلف هذا القرار، من دون أن تسميه، الا وهو النظام السعودي الذي يملك الحصة الأكبر في هذا القمر (36.7%). وقالت «المنار» في بيان لها إنها تعبر عن «صوت الحق ولن يسكتها من اختنق بصوت الحق وإن كان سلطاناً جائراً».

وبخلاف قناة «الميادين» التي فضّلت كتمان حجب بثها عن قمر «عربسات»، قبل أن تفضح كمّ التهديدات والممارسات القمعية بحقها سعياً لإقفالها حتى منذ ما قبل ولادتها، حوّلت «المنار» هذا الحجب القمعي الى قضية رأي عام. واستهلت نشرتها المسائية أمس بإتصال مع وزير الإعلام رمزي جريج، الذي بدا ضائعاً، نافياً أن تكون وزارته قد «تبلّغت أي شيء رسمي حتى الآن من شركة عربسات»، معلناً التضامن مع المحطة.

«المنار» خصصت أول تقاريرها الإخبارية لاستعادة تاريخها ومسيرتها المقاومة منذ نشأتها (1992)، بوصفها قناة «للمقاومة وللمستضعفين». طيلة 23 عاماً، كرّست شاشتها لدعم القضيتين اللبنانية والفلسطينية، وفضح المحتل الإسرائيلي بالصورة والصوت، وقدمت شهداء في هذا المجال. التقرير أعاد تذكير اللبنانيين والعرب بالإجراءات الحثيثة التي اتخذها الصهاينة لوقف بث «قناة العرب والمسلمين»، من استهداف لطواقمها الميدانية، أو قصف لأعمدة إرسالها، وصولاً الى تدمير مبناها بشكل كامل في حرب تموز 2006، فما كان منها إلا أن نهضت خلال دقيقتين فقط، في سابقة عالمية لقناة يقصف مبناها، وتضع على شاشتها هذا الخبر العاجل تكمل بثها بشكل إعتيادي. ولا أحد ينسى وضع «المنار» على قائمة الإرهاب الأميركية، ومنع بثها على الأقمار الأوروبية. واليوم تهددها القوى التكفيرية التي ربطتها المحطة بـ»دول عربية إقليمية».

هكذا، يرسو المشهد الفضائي اليوم، بممارسة المزيد من القمع وكمّ الافواه، وكتم الحريات. فباتت القنوات تتدحرج كأحجار الدومينو، كلٌ ينتظر دوره للحجب. ضاق صدر المملكة العربية السعودية بـ»الميادين» وبـ «المنار» اللتين جمعتهما قضيتا فلسطين والمقاومة، وتُحجبان اليوم، قمعاً وجوراً. لعلّها من سخرية القدر أن تتضامن قناة «المسيرة» اليمنية اليوم مع «المنار» وهي التي اعتادت الحجب والتشويش وقطع البث. إذاً هو قرار واضح اليوم، بحجب أي صوت مساند للقضايا العربية المحقة، ومقارعة المحتلّ الصهيوني والجماعات التكفيرية، تقوده السعودية.، لكن، كما قالت «المنار» إنها «لن تُعدم وسيلة كي تظل الشعلة التي لن تنظفئ».