Site icon IMLebanon

السعودية تعزّز اتفاقها مع تركيا لمواجهة موسكو بعواصف حزم بالواسطة

 

تحذيرات لروسيا من نشوء خلايا جهادية على أراضيها رداً على تدخّلها في سوريا

السعودية تعزّز اتفاقها مع تركيا لمواجهة موسكو بعواصف حزم بالواسطة

أحيانا تُغني كلمة واحدة عن جمل كثيرة، وأحيانا تحمل كلمة واحدة من المعاني ما لا تحمله ربما مجلدات.

في هذا الاطار، حملت كلمة «منشوف»، التي قالها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ردا على سؤال عن كيفية مواجهة السعودية للتدخل الروسي في سوريا، الكثير من التأويلات، لكن في ظل ما يحصل بالميدان يمكن رؤية الترجمة الفعلية لهذه الكلمة، اذ أن المملكة قامت مؤخرا بزيادة عملية التسليح النوعي والحديث للمعارضة المعتدلة لمواجهة التدخل العسكري الروسي والذي يستهدف اجمالا هذه المعارضة بعيدا من استهداف تنظيم «داعش».

ووفق المعلومات، فان ثمة مراهنات على أن تلقى روسيا في سوريا فشلا شبيها بالفشل الذي لاقته الولايات المتحدة الاميركية في العراق وغيرها من دول المنطقة، وقد بدأت بوادر هذا الفشل من خلال التصدي اللافت للمعارضة السورية للطائرات والدبابات الروسية والذي فاجأ حتى حلفاء المعارضة في العالم.

كما أن الاتحاد الروسي مهدد فعليا من خطر نشوء مجموعات جهادية على أراضيه وعلى أراضي مجاورة له، نتيجة الاعتداءات المتكررة على الشعب السوري واعطائه الأوكسيجين لنظام بشار الأسد، وهنا لا بد من التذكير بأن مجموعات شبيهة قد نمت خلال العقود الماضية ويمكن أن يتكرر الأمر تحت شعار الدفاع عن «اخواننا المسلمين المظلومين في سوريا».

هذا الخطر، كانت السعودية منذ أيام قد حذرت روسيا منه، وعاد وزير الخارجية السعودي وكرر التحذير علنا خلال لقائه نظيره التركي ريدون سينيرلي أوغلو في العاصمة التركية.

وتؤكد المعلومات أن تحذير الرياض لموسكو من عواقب تماديها في سوريا، أدى الى تراجع ولو قولا من قبل المسؤولين الروس الذين سارعوا الى المطالبة بالتعاون مع السعودية للقضاء على «الارهاب»، في اطار تعاون شامل مع دول عدة مثل الولايات المتحدة وتركيا وقطر وغيرها، لكن هذه التصريحات لا تأخذها المملكة على محمل الجد خصوصا في ظل استمرار استهداف «الجيش السوري الحر» وكل مكونات «جيش الفتح» الذي تدعمه المملكة.

وانطلاقا مما تقدم، تشير مصادر الى أن لا عاصفة حزم سعودية في سوريا انما عواصف حزم بالواسطة وبطريقة غير مباشرة وتعتمد على عنصر المفاجأة، لافتة الى أن المملكة تقوم بتمتين الاتفاق السابق الذي أبرمته مع تركيا أثناء تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز سدة الحكم، اذ أن عوائق عدة قد وضعت أمام هذا الاتفاق خلال الأشهر الماضية ويُعمل على ازالتها راهنا.

وتتوقع المصادر أن تتغير قواعد اللعبة السعودية والتركية مع روسيا التي ستُعتبر عدوا في سوريا بمعزل عن اي اتفاقات عسكرية أو اقتصادية موقعة من قبل الدولتين الحليفتين معها، وبالتالي فان الطائرات الروسية سوف تكون هدفا لأنقرة في حال انتهكت الاجواء التركية في اطار طلعاتها.