IMLebanon

لن تربح السعوديّة في اليمن… ولا إيران

تابعت تحليلي للوضع في المملكة العربية السعودية للمسؤول السابق الكبير جداً نفسه في “الإدارة” المهمة داخل الإدارة الأميركية، الذي كان له تعاطٍ أساسي مع العالم العربي والإسلامي، وذلك بناء على طلبه، قلتُ: علاقتي مع السعوديين عادية أو أقل من عادية، لكنني أتابع تطور الأوضاع فيها بواسطة مرجعيات وجهات صديقة ومصادر متنوعة. إنطلاقاً من ذلك أقول إني سمعت في بيروت ثم في واشنطن عن وجود صراع بين “المحمَّدين” بن سلمان وبن نايف، أو على الأقل خلاف. الأول تحرِّكه الطموحات وحماسة الشباب ويحاول تسويق نفسه للعالم ولا سيما للغرب وأميركا أنه رجل السعودية الجديدة أو رجل التجديد في السعودية. أجرت مجلَّة “الأيكونوميست” البريطانية مقابلة معه طرح فيها برنامج عمل جدّي ومتكامل وأظهر بعد نظر محاولاً الإيحاء أنه رجل دولة. وسمعت أيضاً أن “الزعلانين” من الملك سلمان بن عبد العزيز وابنه الشاب محمد يجتمعون حول وليّ عهده محمد بن نايف، الذي يبدو ومن تصرّفاته أنه صبور وبعيد من الاستفزاز والتحدّي ومخطِّط جيد وهادئ وبعيد عن المظاهر (Low key). إذا ربحت السعودية حرب اليمن فإن وليّ وليّ العهد الذي كان وراءها يربح الكثير. إذا خسرتها أو اذا تسبَّبت بمشكلات كبرى للسعودية وانتهت بنصف نصر ونصف فشل قد تتعقد الأمور داخل العائلة الحاكمة. لكن كان هناك حرص دائم عندها على عدم الاختلاف إلى درجة وقوعها مجتمعة في الخسارة. يُقال إن الملك سلمان يريد ضمانة من وليّ عهده بانتقال إبنه محمد من نائب وليّ العهد إلى وليّ للعهد في حال انتقاله إلى جوار ربّه. ويُقال أيضاً إنه (الملك) ربما يُقدم في حياته على إقصاء وليّ العهد محمد بن نايف لمصلحة ابنه كما فعل مع شقيقه مقرن. في كل الأحوال القصة ليست سهلة. علّق المسؤول السابق الكبير جداً: “على كل يُقال أن وليّ وليّ العهد الشاب هو “ابن العصر” بمعظم المقاييس”.

سألته، وهو الخبير بدولة الإمارات العربية المتحدة، إذا كان ما سمعته من ديبلوماسي أميركي عتيق وخبير عن احترام وليّ عهدها الشيخ محمد بن زايد للكبار، وعن اعتباره ذلك دافعاً لعدم تسلّمه رئاسة الدولة رسمياً بعد المرض الشديد لشقيقه رئيسها الشيخ خليفة بن زايد صحيحاً. أجاب: “هو يحترم الكبار في السن حقيقة. لكن عدم إعلان العجز التام للرئيس عن ممارسة مهماته وتالياً تسلّم الرئاسة قد يكون سببه الخوف من نشوب خلاف أو حتى صراع على ولاية العهد”. قلتُ: سمعت مرات عدة في السابق ان الإمارات شعرت أحياناً كثيرة بالقلق من السعودية. فالشيخ الراحل زايد مؤسس الدولة حلّ مشكلة حدودية مع السعودية بأرض مساحتها أكبر من المساحة التي كانت تطلبها هي لأنه لا يريد مشكلات معها، وليّ العهد محمد بن زايد يُعالج الموضوع السعودي بحكمة. علّق: “دخل السعوديون إلى اليمن من أجل إعادة رجل ضعيف إلى السلطة هو عبد ربه منصور هادي. هو لاجئ عندهم. حربهم فيها أو عليها جويّة فقط. يعتبر الاماراتيون أن السعودية ورّطتهم. ذلك أن منهم جنوداً يقاتلون داخل اليمن في حين أن السعوديّين يكتفون باستعمال الطيران وليس عندهم إلاّ عدد قليل من المقاتلين على أرضه. في النهاية لن تربح الحرب في اليمن لا السعودية ولا إيران. فهذه حرب مستمرّة وتستمر معها الفوضى والخراب والدمار. وفي النهاية ستنقسم دولتين كما كانت في السابق”. علّقت: الحوثي الكبير بدر الدين أمضى سنة دراسة في قُم. يُقال إن إيران تحاول أن تجعل من الزيديين، والحوثيون منهم، شيعة اثني عشرية. وهم ليسوا كذلك رغم أنهم أقرب إلى الشيعة منهم إلى السنّة.

انتقل المسؤول السابق الكبير جداً نفسه بعد ذلك إلى قطر، قال: “بدا لي الرئيس الجديد لدولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة بعد الالتقاء به أنه لا بأس به. في أثناء الحديث أشار إلى هؤلاء الذين يفتعلون المشكلات في العالم العربي ثم سمى مصر تحديداً. وبدا أنه يُدافع عن “الاخوان المسلمين”. طبعاً عمل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مشكلات كثيرة. وهو ربما ليس ناجحاً، لكنهم اتّهموه بتشجيع الارهاب أو بالأحرى بدفع “إخوان” مصر إلى الإرهاب جرّاء قمعه لهم”.

ماذا عن تركيا المعادية لسوريا الأسد والمختلفة مع روسيا والناقمة على الغرب لتساهله السوري؟ سألت. بماذا أجاب؟