Site icon IMLebanon

قرار سعودي لاضعاف الحريري واستيلاد بدائل سنية؟!

ما الذي يجري داخل اروقة تيار المستقبل، وبالتالي داخل الطائفة السنية، اذ منذ ايام كان السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري قبيل انتخابات طرابلس، يقول ان الرئيس سعد الحريري زعيم الطائفة السنية في لبنان، واذ بهذا الزعيم يتلقى صفعة قاسية من البيت السعودي، عبر هزيمته البلدية في طرابلس، فهل ما جرى في طرابلس وقبلها في بيروت وحتى في صيدا، اشارات واضحة على الاشتباك السياسي داخل الاجهزة الامنية السعودية وبين الامراء المتنافسين على وراثة العرش الملكي؟ ام ان الجميع استضعف سعد الحريري؟ ام ان المملكة العربية السعودية تريد انشاء توازن او ثنائية في الطائفة السنية، تيار بقيادة اللواء اشرف ريفي يحمل السلاح ليهوّل به، وهو ذات خبرة في طرابلس وسلاحها، فيما يبقى الحريري الجناح السياسي المعتدل.

مصادر وزارية في فريق 8 اذار تطرح هذه الاسئلة وتشير الى ان المملكة العربية السعودية تريد الدخول الى الميدان الامني اللبناني عبر نهج جديد هو الابتعاد عن الدواعش ان افتضح امرهم جميعا.

 وتضيف المصادر نفسها بالقول : وهنا يجري تعديل النسخات السياسية و«الداعشية»، في هذه الساحة وان اخذ هذا الامر من رصيد تيار المستقبل وسعد الحريري، لتصبح «الحريرية السياسية» نهجاً سياسياً يمكن ان يرفعه اللواء ريفي وغيره شعارات، ويتحولون الى تيارات سياسية بالاضافة الى تحولهم الى تيارات امنية وعسكرية يمكن المقايضة بها في المراحل المتقدمة من التسويات التي يقولون انها ترسم في المنطقة، والتي تريد السعودية حفظ دورها في هذه الساحات اللبنانية كالسورية واليمنية والعراقية.

لكن مهما يكن من امر، فإن هناك استضعاف لسعد الحريري تقول المصادر، وهزيمة سياسية وشعبية له في الشارع السني، وربما تكون مقدمة لوضعه السياسي الناتج من التجاذبات داخل الاسرة الحاكمة في المملكة وهي ما تعبّر عنه شخصيات المستقبل في لبنان.

هل هذا وضع صحي ام رضوض في جسم حزب المستقبل برئاسة سعد الحريري، تحديداً؟

تجيب مصادر بيروتية محايدة ان هناك استضعافاً للحريري، او على الاقل حالة «تشظي سياسي داخل بيته السياسي الداخلي بعد التشظي الذي فتك بفريق 14 اذار. لكن ايضاً يمكن الانتظار قليلاً لتفحص الحالة السياسية في داخل الطائفة السنية، وهل ان ما يجري هو ضمن سيناريو سعودي واعادة ترتيب اوراق للطائفة السنية مع خطورة ما يجري ترتيبه لهذه الطائفة في لبنان، والاشارة الى امكانية ان ينقلب على اصحابه، كون هذه الساحة ليست حالة خاصة وفيها اختراقات سلفية وداعشية ومن مختلف انوع الجماعات التكفيرية التي لها حساباتها الخاصة والعامة مع المملكة والامثلة في لبنان كثيرة وكبيرة ودموية؟؟

هذه الحالة وفق المصادر تُفسر حالة التمرد في وجه الحريري من قبل حلفائه في فريق 14 اذار من القوات اللبنانية وبعض الشخصيات المسيحية، رغم محاولة السفير السعودي «في العشاء الاخير» اعادة تعويم زعامة سعد السنية مما يعني ان حلفاء الحريري باتوا على علم ان هناك خريطة شخصيات وفعاليات سياسية جديدة، وهذه الخريطة تأخذ من رصيد المستقبل بشكل عام ورصيد سعد بشكل خاص.

من المستفيد من كل هذا الاستضعاف اذا ما استمر واستفحل اكثر فأكثر؟

الجواب لدى هؤلاء البيارتة ان المستفيد الاكبر الرئيس فؤاد السنيورة، الا اذا كانت الخطة السعودية جعل فؤاد السنيورة زعيماً على منطقة صيدا، وهو ما يمكن اعتباره مقدمة واضحة لانهاء تيار المستقبل كتيار اساسي داخل الطائفة السنية، وجعله واحداً من فعاليات السسعودية في لبنان.

كل هذه المعطيات وفق المصادر، سوف تكون حقائق قريباً في حال ظل السلوك السعودي في لبنان، وله تداعيات واول هذه التداعيات ان الحريري لم يعد يملك حقوقاً سياسية كاملة في تسمية رئيس للجمهورية او في احتكار ساحة الاوراق السياسية وعليه يجب ان يفتش الحريري عن تحالفات جدية وسياسية، تجعله قادراً على امكان «المونة» الا ان القادم من الايام والشهور وحده قادر على اعطاء اجابات واضحة عن كل هذه التساؤلات.