Site icon IMLebanon

طلب سعودي بضرورة توحيد الموقف السنّي

 

 

لا تزال إستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من السعودية الحدث الابرز في لبنان والمفاجآة  الكبرى التي لم يعرف بها المقرّبون منه، ما يدعو الى التساؤل عن خلفياتها واسبابها ونتائجها السلبية على لبنان بصورة عامة، في ظل تأويلات لا تعّد ولا تحصى وبالتالي تحليلات وتوقعات غير واقعية، ما سبّب هلعاً كبيراً في لبنان بصورة عامة وفي الشاع السنّي بصورة خاصة، خصوصاً ان الاتفاق الذي ظهر قبل عام اراح البعض لانه انتج جمعاً بين اغلبية الاطراف، وبالتالي وضع لبنان على سكة الشرعية، وإن كان للبعض تحفظات على التسوية التي تمّ الاتفاق عليها بين الاطراف السياسية.

الى ذلك تشير اوساط الشارعين السنيّ والشيعي الى وجود مخاوف من إمكانية حصول أي خلل امني بينهما اليوم، بعد الاطمئنان الذي برز منذ حوالي العامين على أثر اللقاءات التي جمعت مسؤولي تيار المستقبل وحزب الله، بحيث خفّ  نوعاً ما  الخطاب الناري المتبادل حينها بين الساحتين السّنية – الشيعية، لكن اليوم هنالك مخاوف من عودة الوضع الى نقطة الصفر وزيادة بعد المسافات السياسية بينهما، خصوصاً بعد كلام الرئيس الحريري في بيان الاستقالة وتحدثه عن محاولة اغتياله ومن وراءها. وابدت هذه الاوساط مخاوفها من عودة الاحتقان الى الشارع بعد تدهور الوضع السياسي بصورة كبيرة بين السعودية وايران، وهذا يعني إشتعال النيران بين المستقبل وحزب الله.

وعن الكلام الهادئ الذي اعلنه الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله في خطابه مساء الاحد، لفتت الاوساط الشعبية الى ان كلامه كان مطمئناً، لكننا نتخوف من وجود طابور خامس قادر على قلب الوضع بين الطرفين رأساً على عقب.

الى ذلك تشير مصادر تيار المستقبل الى انهم كتيار قبلوا قبل سنتين بالحوار غير المشروط مع حزب الله، بسبب الظروف الخطرة التي يعيشها لبنان، لان الهدف كان إزالة الاجواء المتشنجة على مستوى الشارع الاسلامي، وذلك كان بدعم من السعودية وايران، وحينها  لم يطرحوا أي بند خلافي اساسي مع الحزب، لان المهم لدينا ترطيب الاجواء السياسية وإبعاد التشنج، فالناس محبطون ونحن «عضينا على الجرح»، ومع ذلك ما زلنا نتلقى السهام تلو السهام، لافتة الى ان شعار تيار «المستقبل» كان ولا يزال وسيبقى الاعتدال لانه مصدر قوة للبنان.

ورداً على سؤال حول ما يُردّد بأن اجتماعاً مرتقباً سيُعقد في دار الفتوى لجمع الصفوف السنية بطلب سعودي، لم تستبعد هذه المصادر إنعقاد هذا اللقاء لان الوضع يتطلب ذلك، والمرحلة بحاجة الى كلمة موّحدة كي لا يستغل البعض ما يجري، ورفضت طرح أي إسم لرئاسة الحكومة لان الوضع غير مناسب وعلينا ان ننتظر ما الذي سيحدث.

وعن إمكانية مجيء الحريري الى لبنان، املت ان يحدث ذلك اليوم قبل الغد، مجددة الدعوة الى الانتظار، ورفضت ما يشيّع بأن الحريري معتقل في السعودية لاننا نتحدث اليه وهو بخير.

في غضون ذلك رأت مصادر سياسية مراقبة بأن الخلافات السياسية والتباين في وجهات النظر بين قيادات الطائفة السنيّة، يستدعي اليوم وبصورة فورية إستعادة الشارع السنّي وتوحيده، وهذه مسؤولية المفتي عبد اللطيف دريان لان الشارع  منقسم بين تيار المستقبل والوزير السابق اشرف ريفي، والرئيس نجيب ميقاتي وآل كرامي والوزير السابق عبد الرحيم مراد، والتيارات السلفية التي تجذب جمهورها من خلال الدين والتعصّب الطائفي، والى ما هنالك من قيادات سنيّة. فيما كان سابقاً رئيس الحكومة سعد الحريري وتحديداً منذ العام 2005 الزعيم الاكبر للطائفة، لكن اليوم بات الوضع صعباً بالنسبة اليه لتنفيذ مهمة جمع  الطائفة من جديد حتى الى حين عودته الى السراي الحكومي والتي باتت صعبة جداً، في ظل تشجيع بعض الزعامات السّنية في خط 8 آذار للحركة الناقمة على الحريري وتياره.

ورأت مصادرالمستقبل بأن توحيد الطائفة السنيّة سياسياً هي الوحيدة القادرة على عودة الحريري الى الساحة اللبنانية من جديد، لانه  سيعيد لهم هيبتهم كطائفة، لان اهل السنّة محتاجون لزعيم يجمعهم تحت راية واحدة ، لان تأرجحهم غير المفهوم بين الاعتدال والتطرّف اوصلهم الى ما هم فيه اليوم.