على الرغم من تأكيد تحالف تياري الوطني الحر والمستقبل في زحلة، ما زالت القوات اللبنانية تراهن على نجاح المساعي الجارية بينها وبين تيار المستقبل لإبرام تحالف انتخابي بينهما، لكن هذا الأمر مرهون بنتائج الاجتماع الذي سيعقد يوم الأحد بين الرئيس سعد الحريري وموفد سعودي إما في بيروت أو في الرياض، وذلك وفق مصادر قواتية التي أوضحت أن الموفد السعودي سيمارس ضغوطاً على الحريري لثنيه عن موقفه من القوات اللبنانية ومن ثم إبرام تحالف ثلاثي يجمع القوتين المارونيتين مع تيار المستقبل للوقوف في وجه الثنائي الشيعي الذي يوفر كل الفرص للفوز بكتلة نيابية وازنة وفق ما أتاح له قانون النسبية.
ورجحت مصادر قواتية أن إعلان ما تبقّى من ترشيحات سيظهر قريباً وقد تأتي الترشيحات على إيقاع نتائج الاجتماع المرتقب يوم الأحد لتبدأ من بعده صوغ التحالفات لأن المهلة القانونية التي حددتها وزارة الداخلية لتقديم الترشيحات بدأت تضيق وشارفت على الانتهاء، وسيتقرر مصير التحالفات وإن كانت القوات تدرك أن من الصعب تغيير الحريري لموقفه من القوات اللبنانية، إلا إذا أصرّت السعودية على مضاعفة الضغوط على الحريري لإبرام هذا الاتفاق. و أشارت المصادر القواتية الى انه إذا تم الاتفاق سيشمل التحالف جميع الدوائر المشتركة بين القوتين المارونيتين وتيار المستقبل وسينضم إليهم حزب الطاشناق في بيروت والبقاع الأوسط.
المصلحة الانتخابية وحسابات الربح و الخسارة قضت بأن يكون التيار الوطني الحر وتيار المستقبل على لائحة واحدة وهذا ما تؤكده مصادر قريبة من الطرفين مشيرة إلى أنه وبإنجاز الاتفاق يفتح الباب واسعاً أمام القوى السياسية الأخرى لتشكيل لوائحها بشكلٍ نهائي ومنهم النائب نقولا فتوش وحزب الله في دائرة زحلة حيث كانا ينتظران جواباً حول إمكانية تحالف التيار معهما في هذه الدائرة، و هذا الأمر سوف ينطبق على دائرة البقاع الغربي-راشيا التي يجري البحث بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر حول المقعد الماروني الذي يتجاذبه الطرفان وإذا تم الاتفاق فإن المقعد الأرثوذكسي الذي يتحضر نائب رئيس مجلس النواب الأسبق إيلي الفرزلي للترشح عليه بحكم المنتهي، وتبقى المعركة الحقيقية والجدية في البقاع الغربي على أحد المقعدين السنيين لأن تيار المستقبل يدرك تماماً ان الوزير عبدالرحيم مراد خصم قوي، من هنا تأتي حاجة تيار المستقبل ليكون المقعد الماروني في هذه الدائرة من حصته.
أما اللائحة التي سيشكلها مراد مع الثنائي الشيعي فباتت أسماؤها واضحة ومعروفة لجميع القوى السياسية وستخوض الانتخابات بماكينة مجهزة ومدربة بشكلٍ يخولها مقاربة هذه الانتخابات بحسابات دقيقة وعلمية.