هي المرة الأولى التي تؤسّس فيها المملكة العربية السعودية علاقة على هذا المستوى مع إحدى الزعامات اللبنانية من خارج السلطة مباشرة تقول مصادر في 14 آذار، والمقصود هو العلاقة التي باتت تجمع بين سمير جعجع وبين القيادة السعودية، وكأن رئيس القوات هو المساحة المسيحية للإعتدال السنّي الذي تسعى السعودية إلى تجسيده في غمرة الأحداث والتطوّرات الإقليمية، ومنذ أن تأسّس فيها معهد الملك عبدالله للدراسات الدينية وحوار الحضارات.
وإذ تتثبّت وضعية جعجع تضيف المصادر نفسها، على صعيد أكبر دولة عربية ونفطية، كزعيم مسيحي لبناني وعربي، تتأكد في المقابل أهمية المقاربة القواتية لدى السعوديين للوضع اللبناني، فهؤلاء يعتبرون، بحسب المصادر أن لبنان ومصر هما خطان أحمران وبالعريض للأمن القومي السعودي وللأمن القومي العربي، ولمواجهة مخاطر التطرّف على أنواعه فكرياً وعملياً. وإذ تسعى السعودية إلى تطبيق خطة خمسية تساهم في تعزيز دور مصر العربي في إقامة التوازن مع إيران، فإنها في المقابل، تسعى قدر طاقتها إلى حماية حلفائها اللبنانيين، أي قوى 14 آذار، بانتظار زمن أفضل، وذلك من خلال تعزيز الإستقرار الذي أصبح في لبنان مصلحة سعودية ـ إيرانية مشتركة، وأصبحت رئاسة الجمهورية ملفاً ساخناً لحماية وتمتين هذا الإستقرار، وذلك لمجموعة أسباب بحسب مصادر 14 آذار وهذه ابرزها:
ـ فشل الحكومة الحالية في تأمين مستلزمات الحوار السنّي ـ الشيعي من داخلها، مما أدّى ويؤدي إلى ضرورة قيام حوار جانبي بين السنّة والشيعة لتخفيف الإحتقان المذهبي إلى حدوده الدنيا.
ـ فشل الحكومة الحالية في تطبيق الحدّ الأدنى من التوازن في السلطة بين 8 و 14 آذار، ومحاولتها تقطيع الوقت لا أكثر، بعدما تمكّنت 8 آذار من الإستمرار بالإمساك بمفاصل السلطة، بالرغم من أن توزيع الحصص الوزارية ليس لصالحها.
ـ فشل الحكومة، ومعها مجلس النواب، في التوصّل إلى تأمين قانون جديد للإنتخابات.
ـ فشل الحكومة في الإعداد للإنتخابات النيابية بمن فيهم الوزراء الذين لم يعترضوا على عدم التحضير للإنتخابات، وذهبوا إلى الإعتراض على التمديد للمجلس النيابي حين أصبح الخيار بين التمديد وبين الفراغ.
ـ فشل الحكومة في بناء موقف سياسي متوازن يحمي لبنان من الرياح الساخنة في سوريا والمحيط سواء عبر ترك الأمور على عواهنها، إن من تدخل «حزب الله دراسة المستمر والمتفاقم في سوريا، وصولاً إلى «فييتناميته » حالياً وفي الأشهر المقبلة، وكذلك فشلها، أي الحكومة، في تحرير العسكريين المخطوفين التي ارتبكت في معالجة ملفهم.
أمام هذا الفشل، تقول مصادر 14 آذار انه لا بد من إصرار سعودي ـ فرنسي ـ فاتيكاني من أجل حماية الإستقرار أن تنطلق عجلة رئاسة الجمهورية في لبنان، كذلك كانت دعوة سمير جعجع إلى السعودية على اعتباره الممرّ الإلزامي الآذاري والماروني إلى بعبدا، وكانت في المقابل حركة جان فرانسوا جيرو المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى إيران، وقريباً مرة جديدة إلى السعودية، علماً أن روسيا تقطع على فرنسا طريق التسوية عبر إيران ـ وبالرغم من التعاون الإيراني الذي أكدته المعلومات ـ لكن روسيا تصرّ على صفقة مع السعودية لصالح الجيش المصري تكون النافذة لرئاسة الجمهورية في لبنان، تماماً كما كانت الصفقة السعودية ـ الفرنسية لصالح الجيش اللبناني النافذة على الحكومة الحالية في لبنان.
وختمت المصادر في 14 آذار هذه القراءة، باعتبارها أن كل شيء مؤجّل حتى إتمام الصفقات، بالإضافة إلى أن أي شيء مؤجّل لن يأتي أجله على الأقلّ بنظر القيادة في المملكة إلا بالتنسيق مع سعد الحريري ومروراً بمعراب قبل أي شيء آخر