IMLebanon

الصراع السعودي – الايراني يطيح الحكومة

ما اعلنه وزير الداخلية نهاد المشنوق في الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد اللواء وسام الحسن، من موقف حول الخطة الامنية في البقاع، سبق وذكره في كلمته العام الماضي وفي المناسبة نفسها، الا ان جديده، هو التهديد او التلويح بالاستقالة من الحكومة، التي كانت ولادتها نتيجة ربط نزاع مع «حزب الله» الذي قَبِلَ سعد الحريري رئيس «تيار المستقبل» مشاركته فيها، فاشار الوزير المشنوق، الى ان هذا الربط قد يفك، ويتوقف الحوار ايضا بين الطرفين.

ورمى المشنوق، الذي يتم تقديمه على انه عقلاني وصاحب حكمة قنبلة سياسية، وفي توقيت دقيق وخطير في لبنان والمنطقة وفق مصادر سياسية مطلعة التي رأت فيه انعكاسا للصراع السعودي – الايراني، الذي شهد تصعيدا في الاشهر الاخيرة.، منذ انفجار الازمة اليمنية، وتفاقمه مع حادثة تدافع الحجاج في الحرم الشريف ووفاة مئات الحجاج الايرانيين، وما زال العشرات منهم في عداد المفقودين، ومن بينهم السفير الايراني السابق في لبنان غضنفر ركن آبادي ثم في تأزم الوضع السوري، والدخول العسكري الروسي عليه، وقيام تحالف رباعي، يضم ايران وروسيا وسوريا والعراق، يضاف اليه «حزب الله».

هذه التطورات قرأها المشنوق، ليظهر الصراع بين طهران والرياض، وهو العليم بالسياسة السعودية والذي تربطه بمسؤولين فيها علاقات جيدة، ويعبر في مكان عن موقفها، وفق المصادر التي لا ترى في كلام المشنوق موقفا شخصيا، او خارج التشاور مع الرئيس الحريري، بل منسق معه، على عكس موقفه الذي تفرد به، عندما اتهم دولة عربية صغيرة انها تقف وراء الحراك الشعبي او بعضه، وكان يقصد قطر، ليصدر الحريري بعد اقل من 24 ساعة بيانا يدحض فيه كلام وزير الداخلية، الذي حاول الخروج من معمعة اصابته بـ«وجع رأس».

ويأتي التصعيد السياسي للمشنوق، بعد 24 ساعة على كلام نائب رئيس «تيار المستقبل» النائب السابق غطاس خوري واعلانه انه لا حل في لبنان، قبل الحل في صنعاء وربط الازمة اللبنانية بازمات المنطقة، وفي هذا المعنى، يمكن تفسير ما قاله وزير الداخلية تقول المصادر، التي تشير الى ان ربط النزاع كان على مشاركة «حزب الله» في القتال الى جانب النظام السوري، كما على المحكمة الدولية، ولم يعد يفيد مع تحول الحزب الى قوة اقليمية سيترجمها في لبنان، من خلال انتخابات رئاسة الجمهورية في المرحلة المقبلة، مع تسريب خبر الاتصال الهاتفي بين الرئيس السوري بشار الاسد والعماد ميشال عون، الذي تلقى دعما سوريا، ودعوة له للصمود حتى مطلع العام المقبل، لان الميدان العسكري سيحسم المعركة لصالح النظام السوري وحلفائه، والعماد عون منهم، وسيكون هو رئيسا للجمهورية، وهذا ما اقلق «تيار المستقبل» وحلفائه الاقليميين تقول المصادر والذي لم يعد يرى ايجابية في استمرار الحكومة ومواصلة الحوار، وفي الحالتين كان الهدف منهما تحقيق الاستقرار، والانطلاق نحو حل للاستحقاق الرئاسي، وتصور للمرحلة القادمة، وهو ما لم يحصل عليه «تيار المستقبل» الذي رأى تشددا من «حزب الله» في دعم ترشيح العماد عون، ووقوفه الى جانبه.

فما اثاره الوزير المشنوق على ان المشكلة هي في الخطة الامنية بالبقاع، تحجيم للمسألة الاساسية، والتي تتعلق لمن سيكون النفوذ في لبنان، مع الدخول القوي لروسيا الى المشرق العربي، واقامة تحالفها الرباعي مع دور «لحزب الله» فيه، والتأثير الذي سيتركه على رسم خارطة المنطقة، حيث اكدت روسيا ان سوريا لها، كما العراق لايران، وان لبنان الذي حكمه التوافق السعودي – الايراني في هذه الحكومة فهل كلام المشنوق ينسفه فتسقط الحكومة ومعها الحوار، ويتجه اللبنانيون نحو الانفجار والانهيار وكل ذلك لمن سيكون لبنان، ومن حصة اي طرف دولي واقليمي؟