IMLebanon

زكي نقل رسالة السعوديّة لحزب الله ولم يتراجع : أتيتُ بمناخ التقارب السعودي – الإيراني… والحزب يردّ: “مستعدين نحكي “!

 

 

 

بتصريح مفاجئ بتوقيته، خرج الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي من بيروت تحديدا، ليعلن أن “الجامعة العربية لا توجد فيها قوائم تصنيف لمنظمات إرهابية، وأن حزب الله لم يُعد مصنّفاً جهة إرهابية”، اعلان طرح اكثر من علامة استفهام حول الرسالة التي أّريد ايصالها عبر زكي تحديدا.

 

صحيح ان حسام زكي عاد واوضح الموقف عبر قوله ان تصريحاته فُسّرت في غير سياقها الصحيح، وانها لا تعني زوال التحفظات على سلوك الحزب وسياسته وأفعاله، ليس فقط في الداخل وإنما على صعيد المنطقة، في وقت قرأ فيه كثر كلامه الجديد بانه تراجع عما قيل في بيروت، لكن اوساطا بارزة متابعة لهذا الملف، اكدت بان كل ما حكي عن تراجع بالموقف غير صحيح، فكل ما حصل هو توضيح لبعض المفردات لكن الرسالة واضحة.

 

وفي هذا السياق، يكشف مصدر موثوق بان الهدف الاساس من زيارة زكي لبيروت، وجولته على كل المرجعيات كان واحدا : اللقاء مع حزب الله وايصال رسالة سعودية للحزب ! ويتابع المصدر : لو لم يكن هناك موافقة سعودية، لما كان زكي زار بيروت اصلا، ولما كان قال هذا الكلام من اساسه، لا سيما ان الحديث حول الجامعة العربية يعني عمليا السعودية ولو ان مركزها مصر، لكن الواضح ان المملكة تقصّدت ايصال الرسالة.

 

ولكن ماذا عن تصويب زكي لكلامه في اليوم التالي؟ الم يفهم هذا الامر وكأنه تراجع عما قيل من بيروت وبضغط سعودي كما نشر البعض؟ يجيب المصدر : ما حصل انه اوضح الموقف ولم يتراجع عنه، فمن الاساس لم يوضع حزب الله على لائحة الارهاب، وليس هناك من لائحة ارهاب لدى الجامعة العربية، لكن ما حصل آنذاك هو اصدار بيان اعتبر فيه حزب الله “مجموعة ارهابية” ، قبل ان يتم بعدها الغاء هذا التوصيف من خلال البيان الذي صدر اخيرا نتيجة القمة التي انعقدت في السعودية.

 

وكشفت مصادر مطلعة على جولة زكي في بيروت، عن انه اكد خلال لقائه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، ان زيارته لبيروت تأتي بجو التقارب السعودي – الايراني وترجمة لهذا المناخ، فتلقى ردا ايجابيا من الحزب مفاده ان الحزب منفتح ايضا على فتح صفحة جديدة “ومستعدين نحكي”… وتسأل المصادر: كيف يقول زكي هذا الكلام، ان لم يكن هناك من رسالة يريد نقلها للحزب؟

 

وتتابع المصادر بان السعودية التي حسمت خيارا، وذهبت باتجاه خيار استراتيجي عبر التفاهم مع ايران، انتقلت من مرحلة الهجوم والانتقاد لحزب الله الى تخفيف حدة التوتر، وهذا ما يتم لمسه في الفترة الاخيرة. مع الاشارة هنا الى ان اتفاق استعادة العلاقات الإيرانية – السعودية الذي تم توقيعه في آذار 2023  بوساطة صينية فعل فعله، اذ منذ حينه لم تعد الجامعة العربية تتحدث في بياناتها عن التدخل الخارجي الإيراني المباشر وغير المباشر في الشؤون العربية ، والمقصود هنا حزب الله، وانتقلت من هذا الحديث الى كلام عمومي حول “التدخلات الخارجية”.

 

حتى ان المعلومات تفيد بهذا السياق، ان بين حزب الله والسفير السعودي مجاملات وسلام في حال تواجد الطرفان بمناسبة ما ، وعلى سبيل المثال في عزاء الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي صودف وجود السفير السعودي الى جانب مسؤولين بحزب الله، فكانت التحية وبعض الكلام.

 

وفي هذا الاطار، يشير مصدر مطلع على جو حزب الله الى ان علاقة حزب الله بالمملكة العربية السعودية كانت قبل حرب اليمن علاقة جيدة، ويذكّر المصدر هنا بان وفدا من حزب الله زار في العام 2006 المملكة، وكان وفدا رفيعا ترأسه الشيخ نعيم قاسم ومحمد فنيش.

 

ويتابع المصدر بانه ليس هناك لائحة ارهاب لدى الجامعة العربية، وما حصل هو توصيف الحزب “بالمجموعة الارهابية” عبر بيان للجامعة ابان حرب اليمن، لكن اليوم اختلفت الامور يقول المصدر ، علما ان حزب الله طيلة تلك الفترة ابقى على التواصل والحديث مع غاليية دول الجامعة العربية، وابرزها مصر وقطر والكويت وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا والعراق كما اليمن وسوريا وغيرها. ويضيف المصدر : بالنسبة لحزب الله جامعة الدول العربية اخطأت بهذا البيان الذي صدر آنذاك، لكنها عادت اليوم وصححت هذا الخطأ.

 

على اي حال، وعلى الرغم من كل ما قيل حول تصريحات زكي، وما رافقها من كلام وتوضيح للكلام، يبقى الاساس واحدا: الهدف واضح والرسالة وصلت، والتقارب السعودي – الايراني بدأ ينتج ثماره، ولو ان الامور تحتاج لوقت اضافي كي تنضج لحين بلورة مشهد المنطقة بأكملها بعد انتهاء الحرب على غزة!