Site icon IMLebanon

الرسالة السعوديّة الى رئيس الجمهوريّة : إعادة تفعيل العلاقات ودعم مشاريع إنمائيّة

 

يتركّز الاهتمام السياسي في اليومين المقبلين على نتائج المحادثات التي بدأها بالأمس موفد الديوان الملكي السعودي السفير نزار العلولا مع القيادات اللبنانية، حيث كشفت مصادر مواكبة، عن حذر سُجّل على الساحة الداخلية، بانتظار بلورة مضامين وأهداف الرسالة التي نقلها السفير العلولا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، كما إلى رئيس الحكومة سعد الحريري. وأضافت المصادر، أن المحادثات «المقتضبة» التي أجراها الموفد السعودي مع رئيس الجمهورية في قصر بعبدا كانت إيجابية، كما جاءت بروتوكولية من حيث الطابع، على الرغم من أنها أحيطت بسرّية تامة. كذلك، فإن المدة القصيرة التي استغرقها اللقاء، حملت أكثر من دلالة، ولو أنه من المبكر إطلاق الأحكام حول الانطباعات التي خرج بها رئيس الجمهورية من هذه الزيارة، كما ضيفه الموفد السعودي، مع العلم أن الرئيس عون قد نوّه أمام ضيفه بالدعم السعودي للبنان خلال أزماته.

وتابعت المصادر المواكبة نفسها، أن السفير العلولا، قد ركّز كثيراً على الإحاطة الكاملة بكل التقاليد والأعراف الديبلوماسية، إذ أنه استبق زيارته إلى رئيس الحكومة باستئذان رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما أن سفير المملكة العربية السعودية في بيروت وليد اليعقوب، كان قد استبق وصول الموفد الملكي بتحديد برنامج لقاءات مكثّف له مع العديد من القيادات السياسية والحزبية، وذلك بعد إنجاز

اللقاءات مع الرؤساء الثلاثة، وعلى الرغم من الضبابية المحيطة بالموقف السعودي من الاستحقاق النيابي، فقد قالت المصادر نفسها ان أي بحث في إمكانية التدخّل لدعم القيادات الحليفة للسعودية، ما زال غير مطروح، على الأقل في الوقت الحالي، ذلك أن زيارة الموفد السعودي هي رسمية وذات أهداف واضحة ومتعلّقة بإيصال رسالة من القيادة السعودية إلى السلطة اللبنانية تتناول تطوّرات الوضع اللبناني على كل المستويات، تزامناً مع الوضع الإقليمي في ضوء التطورات الدراماتيكية على الساحة السورية، وتصاعد النزاع بين لبنان وإسرائيل حول البلوك النفطي رقم 9، وحق لبنان في ثروته البحرية. وتجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أن الرسالة السعودية إلى رئيس الجمهورية قد ركّزت على إعادة تفعيل العلاقات السعودية ـ اللبنانية من جديد، وإعلان الاستعداد لدعم المشاريع الإنمائية المطروحة في مؤتمر «سيدر» في العاصمة الفرنسية، والمحدّد في شهر نيسان المقبل.

كذلك، أضافت المصادر، أنه سيتم التطرّق خلال اللقاءات الجانبية التي سيعقدها السفير العلولا، والسفير وليد البخاري، مع القيادات اللبنانية التي يلتقيها في الأيام الثلاثة المقبلة، إلى مسألة التحالفات الانتخابية بين الأطراف القريبة من الرياض، والتي كانت تشكّل سابقاً فريق الرابع عشر من آذار، وفي مقدّمها الدكتور سمير جعجع والنائب سامي الجميل كما الدكتور فارس سعيد. وبالتالي، فقد توقعت المصادر نفسها، أن يكون للحراك السعودي الديبلوماسي في بيروت تأثير ولو جزئياً على طبيعة التحالفات التي ستقوم بين هذه القوى في الانتخابات النيابية المقبلة، وبخاصة أن أي تصوّر نهائي لهذه التحالفات لم يتبلور بعد، وكذلك العلاقة ما بين حلفاء المملكة العربية السعودية، وبشكل خاص بين تيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية»، في ضوء استمرار اللقاءات التنسيقية بينهما، والتي كان آخرها اللقاء المسائي ما بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الإعلام ملحم رياشي في بيت الوسط.