المأتم الشعبي، والرسمي، للوزير والنائب السابق الياس سكاف، جمع كل المتناقضات السياسية اللبنانية، التي انشطرت بشكل عمودي، منذ العام 2005 حتى اليوم، وعلى كل المستويات السياسية والحياتية، ووفرّت مناسبة وفاته، فرصة لعاصمة الكثلكة في الشرق، ان تعبّر عن فعل الندامة، بسبب موقفها الذي اتخذته من اللائحة التي شكلها الراحل عام 2009، وحرمته غالبية اصواتها، وتقول مصادر زحلية، ان شعور أبناء زحلة وقضاتها بفداحة الخطأ الذي ارتكبوه تجاه سكاف، تملكهم منذ اللحظة الاولى التي اعقبت فرز الاصوات واعلان فوز لائحة زحلة بالقلب، حيث عبّر احد فعالياتها بالقول، لقد انفطر هذا القلب الى نصفين، وازداد هذا الشعور، بسبب سلوك النواب الذين استبدلتهم المدينة في غفلة من الزمن، لمن رهنوا قرار المدينة في قريطم ومعراب وبكفيا، واضاعوا خصوصيتها التي كرستها زعامة آل سكاف عبر ثمانين عاماً ونيف.
وتشير المصادر الى ان مشاعر العطف والتأييد التي أظهرها انباء المدينة والقضاء، اثناء تشييع الوزير سكاف يوم الاربعاء الماضي، ما زالت خارج اي اختبار، وبانتظار الاستحقاقات المقبلة، ان حصلت، والتي من شأنها الحكم على هذه المشاعر، ما اذا كانت تحافظ على حرارتها، ام برّدتها الضرورات وشبكة المصالح من جهة اخرى. وتلفت الاوساط الزحليّة الى ان اخراج سكاف من الندوة البرلمانية، بفضل المال السعودي، والتجييش الطائفي والمذهبي لم يستطع الغاء زعامته الممتدة من زمن جده حتى يومنا هذا، واستمر في وقوفه الى جانب محبيه، وسوف تستمر زوجته بهذا السلوك كمرحلة انتقالية، وهذا ما عبرت عنه في كلمة الرثاء التي القتها في رحيل زوجها، وقد عاهدت ابناء المنطقة على المضي بخط الوزير سكاف، وبعد انتهاء تقبل التعازي ستتفرغ لترتيب فريق عملها، حيث اظهرت اثناء مرض زوجها حتى وفاته قدراً عالياً في تحمّل المسؤوليات مهما تعاظمت لانها تدرك انها ستكون محط انظار العديد من السياسيين اللبنانيين، وابناء مدينة زحلة. ان نجحت ميريام سكاف تكون انقذت زحلة من موجة التصحّر السياسي والخدماتي التي تزحف اليها بحسب المصادر، اما اذا فشلت في المرحلة الانتقالية، تكون اوقعت الطائفة الكاثوليكية في فراغ قاتل، لان ما تتم اشاعته عن حركة كاثوليكية هنا او هناك، وان كانت مليئة بالاموال التي تراكمت بسرعة ما هو الا ظواهر عابرة، وسرعان ما تختفي وتنهار.
وتقول الاوساط الزحلية ان اي شخصية كاثوليكية في المنطقة، حاولت ان تشكل بديلاً عن الزعامة السكافية لم يحالفها النجاح، لافتة الى انها كانت تأمل تعاوناً وتنسيقاً بين القطبين الكاثوليكيين في المدينية الوزير الراحل الياس سكاف، والنائب نقولا فتوش لكن التباعد بين الرجلين افقد المدينة الكثير من الخدمات والحضور السياسي في المحافل المحلية والخارجية، لكن ما زال ابناء زحلة يحدوهم الامل بأن تقدم العائلتان على تجاوز بعض النكد، وتغليب مصلحة المدينة على كل ما عدا ذلك.