باتت الجهوزية تامة لانتخاب النائب سليمان فرنجيه رئيساً للجمهورية في حال تمّت تسوية الامور الطفيفة العالقة، وتحديداً تطييب خاطر كل من الرابية ومعراب، وذلك سيحصل في وقت قريب، بحيث ووفق مصادر سياسية عليمة متابعة لمجريات الأوضاع فان اتصالات رفيعة المستوى تجري بشكل مكثّف وبعيداً عن الاعلام مع كلّ من العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع بغية اقناعهما بالسير في التسوية، في حين ان القائم بالأعمال الاميركي ريتشارد جونز والسفير الفرنسي ايمانويل بون، يقومان بمشاورات على خطي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ لهذا الغرض، وعُلم في هذا الصدد أنه ومنذ اتصال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالنائب سليمان فرنجية، أخذ الدور الفرنسي يشقّ طريقه عبر فتح الطريق امام وصول زعيم تيار المردة الى قصر بعبدا، وثمة اجواء عن حراك من قبل حزب الله انطلق بعيداً عن الأضواء مع سائر مكونات هذا الفريق ويتركز على تسهيل انتخاب النائب فرنجية، والمشكلة القائمة حتى الساعة تكمن في ايجاد المخرج الملائم للعماد ميشال عون، خصوصاً ان هناك معلومات عن تصعيد غير مسبوق قد ينطلق به عون في الساعات المقبلة، ولذا فان الاتصالات تنصبّ لاقناعه بالتهدئة، على ان «يطيَّب خاطره» فيما يراه مناسباً للسير بالتسوية.
وفي هذا السياق يقول النائب مروان حمادة في مجالسه وهو الذي يمثّل الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديموقراطي ضمن اللجنة المكلفة مناقشة قانون الانتخاب، ان هذا القانون ما زال في بدايته لناحية مناقشته في المجلس النيابي، ولكن لن يكون منطلقاً من قبل البعض للنيل من النائب وليد جنبلاط والحزب الاشتراكي واللقاء الديموقراطي، لافتا الى ان لقاءه والرئيس سعد الحريري في باريس كان ايجابياً جداً وزعيم تيار المستقبل ضنين على البلد وأهله، وقلقه ومخاوفه على مسار الأوضاع الأمنية الاقتصادية والمعيشية والمالية التي يعاني منها اللبنانيون ما دفع به والنائب جنبلاط الى ولوج التسوية من منطلق حرصهما المشترك على أمن واستقرار البلد وابنائه، باعتبار انه اذا سارت الامور على ما هي عليه عندئذ لا يمكن لأي طرف الامساك بأي معطى أكان سياسياً أو أمنياً او اقتصادياً، مؤكداً ايجابية اللقاءات الباريسية التي اجراها الرئيس الحريري، إن من خلال لقائه والنائب جنبلاط الذي أسّس لمرحلة الحلّ في لبنان، والخروج من حالات التعطيل وفرملة الاستحقاق الرئاسي، أو مع حلفائه حيث يحرص على تماسك وثبات الفريق السيادي.
ويلفت حمادة الى ان الدور السعودي أكثر من بنّاء ومسهّل لانتخاب رئيس للجمهورية ولكل ما يُرسي الاستقرار في لبنان وتلك ثوابت ومسلمّات الرياض، ما يتبدّى من خلال حراك السفير السعودي علي عواض عسيري خلال جولاته ولقاءاته مع معظم القوى السياسية.
وفي مجال آخر اضحت التسوية في لمساتها الأخيرة، ووفق مرجع سياسيّ فهي تحتاج الى «دفشة» اقليمية بغطاء دولي لحض الرافضين لها على القبول بالنائب فرنجية كرئيس للجمهورية، ولهذه الغاية سيشهد هذا الاسبوع سباقاً محموماً بين القوى الدافعة لولوج التسوية وانتخاب رئيس المردة وبين القوى المصدومة أي الدكتور جعجع والعماد عون. وهنا ثمة أجواء عن اتصالات انطلقت بفعالية فاتيـكانية – فرنسية – ايرانية، وذلك بغية قيام طـهران بدور فاعل لاقناع العماد عون بالسير بالتسوية من خلال حلفائه، بينما التواصل مع الدكتور جعجع جار على قدم وساق وثمة مفاجآت قد تحصل خلال الايام القليلة المقبلة تصبّ في خانة الايجابيات، وهنا يقول مرجع سياسي بارز في مجالسه بما معناه ليس باستطاعة اي طرف ان يعطّل التسوية.