Site icon IMLebanon

أمر عمليات سعودي: اهجموا على حزب الله

لم يكن ينقص العلاقة بين السعودية وحزب الله إلا مأساة الحجاج في منى لتشعل نار المواقف مجدداً بينهما. لم تمر ساعات على تحميل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المملكة «المسؤولية كاملة عن الحادث»، حتى جوبه برد سريع من السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري. الأخير وجد أن «بعض المواقف التي صدرت في لبنان وإيران وصوّبت على المملكة، ليست سوى تعبير عن حال الإفلاس السياسي والضياع التي تعيشها الجهات التي أصدرتها، والتي وصلت إلى حد استغلال الدين والحادث المؤسف لتشويه صورة المملكة والكيد لها رداً على فضحها المخططات الهدامة التي تحاك لدول المنطقة».

الحزب كرر موقف نصرالله أمس وتوسع فيه. فقد خصص نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بياناً من مكتبه الإعلامي للتعليق على الحادث، بالتزامن مع تقبل السفارة الإيرانية في بيروت التعازي بالحجاج الإيرانيين، فيما كان الإمام علي الخامنئي يصف السعوديين من طهران بأنهم «جهلة العصر». ورأى قاسم أن «على السلطات السعودية أن تجري التحقيق الشفاف وتعرضه أمام العالم الإسلامي لكشف الحقيقة وتعرض أشرطة التسجيل للكاميرات للكشف عن التقصير وسوء الإدارة والتعاطي السلبي مع الدول التي تسأل عن حجيجها».

في بيانه الذي لم يخلُ من مهاترات، لفت عسيري إلى أن «من طبع السعودية الترفع عن الرد على المهاترات وعلى الذين يعتمدون لغة الكيد والتشفي». لكن هذا «الطبع» لن يسري على حلفاء المملكة وأصدقائها. ستعود المواقف المتشددة إلى خطب الجمعة ضد الحزب وإيران، دفاعاً عن السعودية، كما حصل في ذروة الأزمة السورية والعدوان على اليمن. فقد توقعت مصادر في دار الفتوى أن تغلف خطب الجمعة في مساجد المناطق بانتقادات لحزب الله، تلبية من المشايخ وأئمة المساجد «الأوفياء» لطلب الرياض بالدفاع عنها في وجه المتهجمين عليها. وأوضحت المصادر أن «المملكة تحتاج إلى مناصريها في هذه الفترة التي تعاني فيها من ضغوط على كل الجبهات، من حادثة منى إلى اليمن والتدخل الروسي في سوريا». وهي ستجد من يلبي نداءها في دار الفتوى وفروعها في المناطق، وخصوصاً أن «المكرمات الملكية» لم تنقطع عن المشايخ والمؤسسات التابعة للدار، ولا سيما هيئة الإغاثة، فضلاً عن القنوات المستقلة التي يملكها مشايخ مع السعودية مباشرة. لذا، بدءاً من هذا الأسبوع، يتوقع أن ترعد بعض المنابر دفاعاً عن «مملكة الخير».