أميركا لا تدعم ولا ترفض… وحزب الله لم يسمع جديداً بخطاب باسيل
على الرغم من الرسائل الكثيرة التي أطلقها رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، في خطاب وصف بالرئاسي بامتياز، عبر المقابلة التلفزيونية الاخيرة التي أطل من خلالها، والتي كانت بغالبيتها موجهة الى الأطراف المسيحية الرافضة لانتخابه رئيسا للجمهورية وفي مقدمها «القوات» و»التيار الوطني الحر»، فلا يزال الموقف المسيحي على حاله، لا بل أكثر تصلّبا تجاه إمكان السير بفرنجية، وخير دليل ما أعلنه من جزين رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، الذي وجه رسائل نارية لفرنجية من دون أن يسميه، وكذلك موقف «القوات» المجدد الرفض لايصال رئيس ينتمي الى محور 8 آذار الى كرسي بعبدا.
لكن اللافت، والذي شهدته الساعات الماضية، هو كلام عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب وائل ابو فاعور يوم الاحد، والذي كشف فيه عن ان السعودية تعيد قراءة موقفها من ترشيح سليمان فرنجية، قبل أن يعود ابو فاعور ويعدّل الموقف امس، فهل فعلا تحول الموقف السعودي من رافض بالمطلق الى من «يعيد» القراءة؟
المعلومات من مصادر مطلعة على جو الثنائي الشيعي، تؤكد أن حزب الله كما الرئيس بري تبلّغا عبر الفرنسيين بجوّ «ليونة ما» في الموقف السعودي، ليس لناحية القبول بوصول فرنجية، لكن لجهة إعادة النظر بموقفها، الذي كان يشهر «الفيتو» بوجه فرنجية، مشيرة الى أن هذا الامر لمسه الثنائي بعد جولة اتصالات حصلت على الخط السعودي – الفرنسي مؤخرا.
وتؤكد المصادر المطلعة على جو 8 آذار، ان فرنسا ورغم كل ما قيل، لا تزال تعمل بقوة لايصال فرنجية الى بعبدا، وتشير الى ان السفيرة الفرنسية تتحدث في مجالسها الخاصة، ومع بعض القيادات اللبنانية الرافضة لانتخاب فرنجية، بأن الاخير هو المرشح الجدي ويستطيع الحوار مع الجميع.
لكن على خط فريق المعارضة او ما يعرف بفريق 14 آذار سابقا، تجزم أوساط مطلعة على جو المملكة، ان لا تبدل بالموقف السعودي، وتشير الى أن ما يحاول أن يسوق له بري من أجواء سعودية مريحة تبلغها من الجانب الفرنسي، هو فقط لشراء الوقت، موضحة أن الامور تتوضح بعد اللقاء الذي سيجمع في الايام القلية المقبلة السفير وليد البخاري برئيس «القوات» سمير جعجع في معراب. علما ان البخاري عاد في الساعات الماضية الى بيروت.
وتكشف الأوساط المطلعة على جو 14 آذار، أن ما يحاول البعض تسويقه لجهة تبدل موقف المملكة، لا يستند إلا الى كلام سعودي تم توجيهه لفرنسا المتمسكة بفرنجية، وبمبدأ المقايضة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، ومفاده: «حاولوا وإذا نجحتم كان به» ! وتتابع الأوساط بان الجوهر لا يزال ذاته، اي ان السعودية لن تقلب» الفيتو» المشهور بوجه فرنجية، أو أقله المواصفات التي تجعل من مرشح 8 آذار الى «نعم رئاسية» أو الى «غض نظر سعودية».
وتشير الاوساط الى أن حظوظ فرنجية تراجعت، وسط بقاء الاطراف المسيحية المعارضة على موقفها الرافض، ولو أن كلا لاعتباراته الخاصة، علما ان الجولة التي بدأها نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب على القيادات، يحاول فيها جسّ النبض تجاه ما يمكن أن يشكل أرضية مشتركة. علما ان المعلومات تؤكد أن تحرك بوصعب ليس بتكليف من أحد انما بصفته الشخصية كنائب لرئيس مجلس النواب، وهو استكمل امس لقاءاته، فاجتمع مع البطريرك الراعي وميشال معوض ورئيس «التيار الوطني الحر» كما رئيس «القوات» سمير جعجع، بعدما كان استهل جولته منذ ايام بلقاء مع الحاج محمد رعد.
وفي هذا السياق، تكشف المعلومات أن ما سمعه بوصعب من رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد، وبخلاف ما قيل، يتمثل بأن حزب الله لديه مرشح يدعمه هو سليمان فرنجية، وان «البراغي» بدأت تتفكك في المنطقة، والمقصود هنا التسويات التي تعصف بالمنطقة بأكملها، وبالتالي فالحزب يعوّل على عامل الوقت وعلى ما قد تنتجه هذه التسويات، مع الاشارة الى ان اجتماعا لافتا كان جمع بوصعب بالسفيرة الاميركية يوم الاثنين، والتي كانت زارته في منزله في الرابية.
وبحسب المعلومات، فموقف الولايات المتحدة لم يتبدل لجهة وجوب الاسراع في انتخاب رئيس، لا سيما «الا مرشح» مفضلا لدى اميركا كما «الا فيتو» على اي شخصية. وتشير المعلومات الى أن الرسائل التي تبعث بها السفيرة الاميركية اينما حلت هي نفسها، ومفادها انه على اللبنانيين ان يجدوا حلا للازمة الرئاسية، لان احدا لن يحلّ مكانهم، والا فالازمة قد تطول لاشهر او سنوات.
وعما اذا كان حزب الله سيتخلى في نهاية المطاف عن ترشيح فرنجية عندما تأتي اللحظة المناسبة، أو عندما يرى فرنجية أن الامور «مسكرة» وان الحزب فعل كل ما باستطاعته ولم ينجح في تبديل الموقف السعودي، يجزم مصدر موثوق به مطلع على جو حزب الله ان لا خطة «باء» للحزب، والمرشح الذي يدعمه معروف هو سليمان فرنجية. ويختم بالقول: «ما عنا الا سليمان»، فليتفضل الفريق الآخر ويطرح اسما آخر، ولننزل الى مجلس النواب».
اما عن سبب عدم إشارة وتسمية وزير الخارجية الايرانية لدعم ايران لوصول سليمان فرنجية، وتحاشي عبد اللهيان امام الصحافيين تسمية فرنجية بالاسم، فيشير المصدر الى أن ايران لا تتدخل بهذا الشكل، وهي تدرك تماما ان الثنائي الشيعي يدعم سليمان فرنجية، وهذا وحده كاف.
وفي ما يتعلق بالرد على كلام باسيل الذي غمز من قناة حزب الله بكلامه عن رفض كسر ارادة المسيحيين وتهميشها، اكتفى المصدر بالقول: « هيدا جبران، ولم يقل شيئا جديدا بالنسبة لنا، والقرار متخذ بعدم التعليق عبر الاعلام».
بالانتظار، هل باتت الطبخة الرئاسية اللبنانية على نار فعلا حامية؟ او ان الامور لا تزال تحتاج الى وقت اضافي كي تتبلور خارجيا؟ على هذا السؤال يختم المصدر بالقول: «بعد ما في شي وبكير، فلننتظر ونر».