IMLebanon

بكركي مرتاحة لعودة السعودية إلى الساحة… المظلّة العربية لا تزال “تُخيّم” على لبنان

 

شكّلت عودة السفير السعودي وليد بخاري إلى لبنان ومعه سفراء دول الخليج بارقة أمل للّبنانيين لعلها تكون مدخلاً لإنهاء القطيعة.

 

لا يستطيع لبنان أن يعيش من دون عمقه العربي والدولي، فهذا البلد نسج أفضل العلاقات مع كل الدول على مدى السنوات الماضية ويشكّل بوابة على البحر الأبيض المتوسط، في حين أن إقفال هذه البوابة يعني ضرب دوره وإلغاء علّة وجوده.

 

لا شكّ ان العلاقات اللبنانية – السعودية كانت متينة في المراحل السابقة، وكان لبنان بدولته وشعبه الإبن المدلّل للخليج، لكن وقوعه تحت قبضة محور «الممانعة» أثّر على علاقاته وبات شبه معزول.

 

ولأن بكركي هي الأمينة على لبنان وترفض تغيير طبيعته، كان للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليد الطولى في تخفيف إنعكاسات تصرفات «الممانعة» على علاقاته، فهبّ لحماية مصالح اللبنانيين بعد كل ما فعله وزراء «الممانعة» وقبلهم «حزب الله».

 

سلكت العلاقات بين بكركي والمملكة العربية السعودية طريقها السريع بعد زيارة البطريرك الراعي إلى السعودية في تشرين الثاني من العام 2017 ولقائه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ومن ثمّ تتابعت تلك العلاقات بخطوات عملية، حيث ساهم الراعي بتطرية الأجواء بعد كل مشكلة حاول «حزب الله» إفتعالها مع الخليج، وذلك من أجل حماية مصالح اللبنانيين.

 

وفي السياق، فإن زيارة بخاري إلى بكركي أمس الأول تأتي في سياقها الطبيعي بعد جولة على المرجعيات الروحية، وكان فيها تأكيد على عمق العلاقات بين البطريركية المارونية والمملكة العربية السعودية أولاً وبين بيروت والرياض ثانياً، حيث أن الراعي يؤكّد دائماً أن تلك العلاقة تصبّ في مصلحة الشعب اللبناني والدولة اللبنانية وليس لمصلحة فئة معينة من اللبنانيين.

 

كانت الرياض من أوائل من أيّدوا طروحات الراعي الداعية إلى الحياد وفكّ أسر الشرعية اللبنانية، وهذا الأمر تبلور في اللقاءات الدائمة التي كانت تعقد في بكركي أو الديمان بين بخاري والراعي. وفي السياق، فإن بكركي تبلّغت أن الرياض لا تزال عند مواقفها الداعمة لنداءات بكركي وبطريركها والتي تعتبرها خريطة طريق لإنقاذ البلد، فالحياد هو الأساس، وبناء الدولة تدعمه الرياض وكل الدول الخليجية والعربية، وطبعاً فإن بكركي ترفض أن يشكّل لبنان منصّة لتهديد أمن الخليج أو أي دولة اخرى.

 

كانت الإيجابية هي السمة الغالبة على لقاء الراعي وبخاري، فالراعي تأكّد من وقوف المملكة إلى جانب مواقفه الإنقاذية، لكن الأهم بالنسبة إلى سيّد بكركي هو التأكيدات بأن الرياض لن تترك لبنان أبداً ولن تسمح له بالإنهيار ولن تتركه لقمة «سائغة» لأحد، بل تريده دولة حرة مستقلة تقيم أفضل العلاقات مع محيطها.

 

إذاً، خيّم الإرتياح على بكركي بعد عودة بخاري وسفراء بقية الدول الخليجية، خصوصاً وأن هذه العودة تؤكّد بما لا يقبل الشكّ أن المظلة العربية لا تزال تظلّل بلاد الأرز ولا يمكن لأحد أخذ البلد إلى محور لا يريده، في حين أن الحلّ يبقى بيد اللبنانيين في صندوق الإقتراع، وهذا الأمر يظهر من خلال دعوات الراعي الناس إلى التصويت لقلب السلطة التي أوصلتهم إلى جهنم.