IMLebanon

الخطوة السعودية و«الصفحة الجديدة»  

 

على الرغم من كل ما يتحلّى به الدكتور سمير جعجع من قدرة على ضبط النفس وعدم الإفساح في المجال، أمام الآخرين (أصدقاء وأعداء… حلفاء وخصوماً) أن يقرأوا في أمائر وجهه ملامح ما يضمر، فإنه لم يستطع أن يكتم إبتهاجه الشديد بلقائه الموفد السعودي المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا يوم أول من أمس الإثنين. بل أن الزائر ذاته كان مندفعاً في الحديث، خلال زيارته معراب، بحيوية وأريحية لم يبدوا عنه في ما أعقب لقاءاته الأخرين.

ولا يحتاج المراقب الى كثير تحليل وكبير وقت ليلمس، يقيناً، أنّ ما تكنه المملكة العربية السعودية لرئيس حزب القوات اللبنانية فيه خاصية وتمييز عن سائر حلفائها في لبنان! والدكتور سمير جعجع من القادة الذين يجيدون قطف السانحات فلا يجعلها تمرّ من دون أن يوجّه الرسائل الى من يعنيهم الأمر… من هذا المنطلق يفهم تصريحه إثر اللقاء مع العلولا الذي كان بادر الى القول إنه في بيته في معراب. ومع أننا، معشر العرب، نجيد المجاملات ولغتنا العربية مفتوحة على ما لا نهاية له، من التعابير الجميلة في هذا المجال، إلاّ أنّ ما بدا على الوجوه وما نطقت به الألسن في معراب كان «شكلاً مختلفاً». وهذا لم ولن يشكل مفاجأة لأحد… إذ أن علاقة معراب بالقيادة السعودية ليست مستجدة…

وفي تقديرنا أن هذه ظاهرة إيجابية في مختلف أوجهها ولا يمكن لأحد أن ينظر اليها بمنظار مختلف. فمن حق الرياض أن تحدّد مع من تتعامل، وكيف تتعامل، وعلى أي أساس. كما من حق الدكتور سمير جعجع أن يقيم العلاقات مع من يشاء في الداخل والعالم العربي كذلك وربما في العالم الأبعد أيضاً. ويبقى معرفة كيف ستترجم «الصفحة الجديدة» التي أعلن الرئيس سعد الحريري عن فتحها مع المملكة. ومجرّد أن تفتح صفحة جديدة يعني (تلقائياً) أنك أقفلت صفحة قديمة أو سابقة.

ما هي هذه الصفحة؟

ما مدى العلاقة التي ستقوم بين الرئيس الحريري والقيادة في المملكة؟

ما هي مواقف المملكة من سائر الأطراف في لبنان؟ (ما عدا حزب اللّه المعروفة طبيعة اللاعلاقة بين المملكة وبينه، ومن زمان بعيد).

ما هو الدور الذي ستقوم به المملكة في إنجاح مؤتمرات الدعم الدولية للبنان وبالذات لقواه العسكرية والأمنية؟

هل سيُعاد تحريك هبة المليارات الثلاثة؟

كيف ستتعامل المملكة مع العهد في «الصفحة الجديدة»، وكيف تترجم أقوال الموفد السعودي اللافتة والبارزة والإيجابية في القصر الجمهوري، إن بالنسبة الى الرئيس عون شخصياً أو بالنسبة الى لبنان عموماً؟

ومتى سيعود «دفق» السعوديين والخليجيين الى لبنان كما وعد العلولا؟!

في تقديرنا أن هذا كله يشكل، في حد ذاته، منعطفاً بارزاً إذا تحقق قسم منه، فكم بالحري إذا تحقق كله أو جُلّه؟!. ولعلّ الكثير يبقى معلّقاً على نتائج زيارة الرئيس سعد الحريري الذي تعرف المملكة أكثر من غيرها انه الزعيم السنّي الأوّل في لبنان، وأنه يحظى بتأييد شعبي عابر للطوائف!