IMLebanon

انقاذ لبنان مهمة دولية

يوم خطفت أميركا، الأمانة العامة للأمم المتحدة، من لبنان الدولة، يوم حالت دون التجديد للأمين العام اللبناني الأصل والفصل، هل كانت تدري أن الأمين الجديد، سيحظى بالتجديد كسواه، وانه قبل انتهاء ولايته الثانية سيزور لبنان، على رأس وفد يضم الامانة العامة للبنك الدولي، والأمانة العامة للمصرف الاسلامي؟

طبعاً لا.

ربما يفعلها بان كي مون، على مشارف نهاية ولايته.

وربما أدرك الأمين العام للأمم المتحدة، بأن انقاذ لبنان، مهمة دولية.

وانه، اذا ما قام بمبادرة دولية على هذا المستوى، ينقذ أيضاً المنظمة، باعتبار ان خلاص لبنان من داعش، خلاص لقوى الاعتدال في العالم.

طبعاً، يدرك بان كي مون القادم من جنوب شرق آسيا، أن لبنان هو مهد الحضارة في الشرق.

ومن دونه لا شرق، ولا غرب من دون انقاذه.

ولا اعتدال يقوى على التطرف.

ولا ارهاب ينحسر، أو ينهزم، اذا لم ينتصر لبنان على مشاكله.

طبعاً، لا أحد في العالم الكبير، يجهل ان الوطن الصغير، هو رمز للحضارة الانسانية، وهو أيضاً برهان ساطع على أن الوطن الصغير هو بلد كبير في جوهره، ومرتع للاعتدال الدولي.

كان شارل مالك يقول للأميركان، في الخمسينات، إن صمود لبنان، هو الطريق الى صمود العالم، في وجه التطرف.

كما هو الان صمام أمان، في وجه داعش وأخواتها، والمتطرفين من الأقرباء.

ماذا تريد أميركا أن تفعل الآن، لتكبح جماح داعش؟

وبماذا تستطيع أن تضع حداً لتمدد الخطر الداعشي، من سوريا والعراق ولبنان، الى سائر الدول القريبة والبعيدة؟

السؤال مطروح بإلحاح، والجواب عليه، يتوقف عليه مصير منطقة بكاملها، لأن الاعتدال والتعقل قضيتان أساسيتان في هذه الحقبة.

وفي هذه الأيام، تنهمر على لبنان طروحات شتى، وآراء من هنا وهناك، لكن التبصر في النتائج، أهم من الترويج للآراء، وحسناً فعل رواد العلم والفكر، ساعة اقترحوا اختصار العواطف المنتشرة، ودعوا الى إعمال الحذاقة والبراعة في كل شأن مصيري.

والعالم الآن مزروع بأفكار لا هوادة فيها، لكن للفكر والعقل أصولاً ومناهج، ولا بد من الصبر قبل الكلام.

كان المفكر السياسي اميل خوري يقول في العام ١٩٥٩، إن الإدلاء بالآراء، من غير درس ودراية، يودي بصاحبه الى الهلاك.

ومن أجل ذلك، راح الأساتذة في علم السياسة، يشددون على ان التفكير قبل الكلام، هو الفرصة المتاحة دائماً، لتدارك الأخطاء، ولتجنب العاهات والعيوب.

وليس في السياسة من لا يخطئ، كما ليس عند الانسان عصمة، لأن العصمة لصاحب الجلالة وحده.