IMLebanon

إنقاذ ليبيا  

 

 

كنا وما زلنا على يقين بحتمية قيام مصر بدور فعّال في ليبيا ولو اقتضى الأمر تدخلاً عسكرياً مباشراً… وهذا من أجل ليبيا وأمنها واستقرارها أولاً، ومن أجل مصر ومصالحها الاستراتيجية وأمنها الداخلي أيضاً، وكذلك من أجل المنطقة برمتها.

 

وكنا وما زلنا على يقين بأنّ لا حلّ في ليبيا إلاّ بالحسم من قِبَل مصر… خصوصاً أنّ استمرار الحال على ما هي عليه يؤذي مصر مباشرة كونه نوعاً من التآمر عليها، وبالتالي ان هذا البلد العربي قليل عدد السكان، شاسع المساحة التي تتجاوز مساحة مصر ذاتها بكثير، الذي يمتلك ثروة نفطية في باطن أرضه هائلة(…) لا يمكن تركه هكذا في مهب صراعات دولية في وقت تُشكل الحكومة الموقتة دمية في يد الأطراف الدولية (والارهاب أيضاً) لاستهداف مصر… لدرجة استدعاء أردوغان ليرسل قواته الى ليبيا في ما يبدو (مضافاً إليه تحريك مسألة سدّ النهضة في أثيوبيا) محاولات واضحة لعرقلة مسيرة الأمن والاستقرار والازدهار والمناعة التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي في استعادة الدور الريادي الى مصر وعودة مصر الى دورها الذي لا يمكن أن يقوم به سواها.

 

وهذا الموضوع الذي أثرته في افتتاحيات عديدة من «الشرق»، يعود، اليوم، الى الواجهة بعد الاتصال الهاتفي، أمس، بين الرئيس السيسي ونظيره الروسي بوتين وهو الثالث بينهما في أسبوع واحد، ما يؤشّر على دقة الأزمة الليبية في المرحلة الراهنة وخطورة تداعياتها… خصوصاً أنّ أردوغان ذهبت به العنجهية يوم اول من امس الخميس الى حد الإعلان عن استعداد «ناجز» لإرسال قوات برية وبحرية وجوية تركية الى ليبيا.

 

وأُعلن رسمياً في القاهرة ان السيسي وبوتين يعارضان «التدخلات الخارجية في ليبيا» في ما يبدو رسالة مباشرة الى أردوغان… خصوصاً وأنّ الأمور قد تصل الى حد صدام عسكري مباشر بين موسكو وانقرة في ليبيا وكانت تركيا أعلنت انها سترسل الى ليبيا «أعداداً كبيرة من الجيش مع تعزيزات عسكرية لوجستية كبيرة وفتح خط نقل جوي وبحري لإسناد هذه القوات»… وكأنّ أردوغان ينسى أو يتناسى أنّ زمن الامبراطورية العثمانية قد ولّى قبل مئة عام.

 

في هذا الوقت وسّعت موسكو نطاق عملياتها في إدلب، في محاولة للضغط على تركيا لفرملة تدخلها في ليبيا وإلهائها في دوّامة معركة إدلب.

 

باختصار، إنّ التطورات في تركيا مرشحة الى مزيد من الحماوة وأنّ مصر هي الطرف المعني بهذه التطورات أكثر من أي طرف آخر، وهو المعرّض منذ ثلاث سنوات على الأقل الى تدفق الارهابيين عليه من «الإخوان المسلمين» وسائر من يشد أزرهم من تركيا الى قطر الى بعض قوى الغرب… والقرار للسيسي…

 

عوني الكعكي