تنصب الجهود حاليا على تذليل العقبات المسيحية من امام التسوية التي ستنتج انتخاب النائب سليمان فرنجية رئىسا للجمهورية وفي السياق عينه ثمة معلومات عن كثافة اتصالات حصلت بدءا من ليل السبت الاحد من اجل وقف الحملات الاعلامية بين مناصري كل من القوات اللبنانية وتيار المستقبل، خصوصا بعد الحملات التي بدأها اعلام التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وان بشكل اخف وطأة على الرئيس سعد الحريري على خلفية اقدامه على ترشيح النائب فرنجية كرئىس للجمهورية، وعليه حصلت تدخلات من قيادات المستقبل للجم هذا التصعيد غير المبرر مما يسيء الى ما يربط تيار المستقبل بالقوات وتحديدا العلاقة الوثيقة بين الرئىس الحريري والدكتور سمير جعجع، وخصوصا ان البعض دخل على الخط لدفع هذا التصعيد باتجاهات مسيئة واستعمال عبارات لا تليق بهذا التحالف لقوى 14 آذار ولعلاقة التيار الازرق بالقوات.
وعلم في هذا الاطار ايضا ان الدكتور جعجع اتصل بأمين عام القوات اللبنانية وقيادات ومسؤولين اعلاميين قواتيين داعيا اياهم الى التدخل ووقف كل هذه الاشكال التي لا تليق بالقوات وبعلاقته بالرئيس الحريري.
وفي سياق متصل يتوقع، وفق اوساط سياسية عليمة، ان تنجلي صورة الاتصالات هذا الاسبوع على صعيد المشاورات والاتصالات الجارية بين الرئيس سعد الحريري وبعض المكونات المسيحية، وذلك من خلال حركة مستمرة من قبل موفدين لزعيم تيار المستقبل الى معراب، والتواصل ايضا مع مسيحيين مستقلين، ويمكن القول ان الاجواء ايجابية خلافا لما يتطرق اليه البعض عن قطيعة وخلافات وانقسام، بينما شعرة معاوية لم تنقطع بين الحريري والدكتور جعجع، وانما ثمة اسف لبعض الحملات الاعلامية والمواقف غير المسؤولة للبعض كأن هؤلاء نسوا ما قدمه زعيم المستقبل للمسيحيين وللقوات تحديدا وتحالفه معهم في السراء والضراء اضافة الى تنازلات كثيرة قام بها من اجل حلفائه، وكأن هؤلاء حريصون اكثر منه على دم والده الرئيس الشهيد وسائر شهداء انتفاضة الاستقلال ولكن هناك بلد يحتضر سياسيا واقتصاديا ومعيشيا وماليا وسياحيا على كل المستويات. فماذا يفعل الرئىس الحريري الذي وقف لانقاذ بلده عبر حرصه على ناسه واهله للخروج من هذا النفق المظلم؟
وتخلص الاوساط مشيرة الى اهمية الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية والذي يترجمه السفير علي عواض عسيري بحيث كان للقاءاته مع بعض المسؤولين السياسيين، لا سيما القيادات المسيحية، وقع مهم في تذليل الكثير من العقبات، دون ان يكون للملكة اي تدخلات في دعم هذا المرشح وذاك، بل من باب الحرص على استقرار لبنان، اضافة الى اهمية ما تطرق اليه السفير السعودي حول ضرورة توافق القيادات المسيحية، وهذه لفتة ايجابية جدا من الرياض تجاه كل المسيحيين في هذه المرحلة المفصلية التي يعانون منها في الشرق، جرّاء الحروب المستشرية وما يتعرضون له من تهجير واضطهاد، ويؤكد احد العائدين من المملكة بأنها قالت كلمتها في تسهيل انتخاب الرئىس العتيد، وهي مع هذا الاجماع الوطني باعتبار انه يعنيها ان يكون للبنان، هذا الرئيس المسيحي الاوحد في المنطقة، لما لذلك من دلالات على غير صعيد ومستوى في هذه المرحلة.