Site icon IMLebanon

«المنقذ»  

يستحق دولة الرئيس سعد الحريري أن يُطلق عليه لقب المنقذ بكل جدارة واستحقاق، بالرغم من أنّه الأصغر سناً بين الرؤساء والزعامات ورجال السياسة في لبنان، ولكنه الأكثر عطاء وتساهلاً وتنازلاً بين الجميع وهذا ليس كلاماً بل أفعال.

وبالعودة الى حكومة الرئيس السابق تمام سلام للتاريخ وللحقيقة نقول إنّه لولا تضحية من الرئيس سعد الحريري بالقبول أن يشارك «تيار المستقبل» في الحكومة مع «حزب الله»، وبالرغم من أنّ تجربته معهم لم تكن ناجحة إذ غدروا به بعد «اتفاق الدوحة» بينما كان يستعد للقاء الرئيس الاميركي باراك أوباما، فبالرغم، نعم بالرغم من هذه التجربة عض على جراحه ومن أجل أن لا يبقى البلد من دون حكومة قبل أن يشترك في الحكومة التي ملأت الفراغ بعد الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية طوال 3 سنوات… وكانت المرة الأولى في تاريخ لبنان أن يترك البلد من دون رئيس لمثل هذه المدة الطويلة.

والتضحية الثانية يوم بقيت البلاد من دون رئيس للجمهورية ولمدة 3 سنوات يومها حاول دولته مرات عديدة التوصّل الى حل ابتداءً من ترشيح الدكتور سمير جعجع الى الرئيس ميشال عون الى الوزير سليمان فرنجية وكلها لم تنجح إلاّ بعدما جرى اتفاق بين الرئيس ميشال عون والدكتور سمير جعجع يومها عاد الرئيس الحريري لتبنّي ترشيح الرئيس ميشال عون والحمد لله تكللت جهوده ومساعيه بالخير وأصبح للبنان رئيس هو الرئيس ميشال عون.

والمرة الثالثة والتي كانت الأصعب لأنّ التوصّل الى قانون انتخاب هو شبه مستحيل في لبنان، ولأننا عجزنا خلال 12 سنة عن أن نصل الى اتفاق حول القانون العتيد وبعد تصلّب عدد كبير من السياسيين ابتداءً من وليد جنبلاط الى الوزير جبران باسيل الى سكوت «حزب الله» الى معارضة الرئيس نبيه بري الذي بقي على موقفه الرافض لأي اتفاق لا يتوافق عليه الجميع لأنه كما أعلن غير مرة بأنّ أي قانون للانتخابات لا تتم الموافقة عليه من الجميع يكون مشروع حرب أهلية… وأعطى مثالاً ما حصل عام 1958 أي أيام الرئيس الراحل كميل شمعون يوم أُجريت الانتخابات وسقط فيها معظم الزعماء اللبنانيين من صائب سلام الى كمال جنبلاط وغيرهما… وكانت النتيجة تمهيداً للأحداث التي شهدتها البلاد في حينه.

نعود لنقول إنّ الفضل لربّ العالمين أولاً وإلى جهود وتضحيات الرئيس سعد الحريري ولن ندخل هنا في حسابات الربح والخسارة كما للأسف كانت حسابات وتصرفات بعض الزعماء والقيادات… الوحيد، نعم الوحيد الذي لم ينظر الى عملية الربح والخسارة الشخصية هو الرئيس سعد الحريري لأنه كما يقول دائماً المهم أن يربح لبنان مردداً قول والده الشهيد: «لا أحد أكبر من وطنه».